نيكي هيلي.. وجه أمريكا المناصر لإسرائيل بـ"الحذاء"
مَن هي نيكي هيلي، المندوبة الأمريكية بالأمم المتحدة، التي هددت العالم بالضرب بالحذاء إن عارض من وصفته بـ"الشريف الجديد" وإسرائيل؟
"سنسجل الأسماء" و"سأضرب بحذائي من يخالف".. أشهر تهديد صدر ضد جميع دول العالم الأعضاء بـالأمم المتحدة وَرَدَ على لسان المندوبة الأمريكية نيكي هيلي ضد من يصوّت ضد قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمنظمة، خاصة تلك المتعلقة بدعم إسرائيل.
وصفها كاتب الاحتلال الإسرائيلي اليساري المعارض جدعون ليفي في مقالة له في شهر إبريل/نيسان بصحيفة "هآرتس" العبرية بأنها "سفيرة إسرائيل في الأمم المتحدة"، وأنها إسرائيلية أكثر من اليمين المتشدد في إسرائيل، وأنها أداة لـ"دعاية الكذب".
وصْف الكاتب الإسرائيلي لها صدقته الأحداث على الأرض؛ فقد قادت هيلي حملة الأمم المتحدة فبراير/شباط الماضي لرفض تعيين رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض مبعوثا للأمم المتحدة إلى ليبيا، وقالت صراحة إن سبب الرفض أنه "فلسطيني".
وتسببت المندوبة الأمريكية في دفع رئيسة اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) التابعة للأمم المتحدة للاستقالة بعد أن أصدرت اللجنة تقريرا في مارس/آذار الماضي وصف الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بأنها تمييز عنصري "أبارتهايد".
وفي يوليو/تموز الماضي اتهمت حنان عشراوي عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، المندوبة الأمريكية بشن حملة "ترهيب" ضد الشعب الفلسطيني بشكل فردي وجماعي.
وقالت، في بيان، إن هيلي "لا تفوت فرصة أي فرصة للضغط على أي شخص يسعى لتحدي سياسة إفلات إسرائيل من العقاب".
وسبق أن دعت هيلي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، للتدخل وعرقلة تصويت مقترح على وضع مدينة الخليل المحتلة، يقول إنها في خطر بسبب الممارسات الإسرائيلية والتهويدية.
العين الحمراء
وفور وطأ قدمها للأمم المتحدة لتسلم مهامها كمندوبة لواشنطن بالمنظمة الدولية يناير/كانون الثاني، أظهرت المندوبة الأمريكية العين الحمراء بشكل غير مسبوق في العمل الدبلوماسي داخل الأمم المتحدة؛ حيث هددت بأن الولايات المتحدة "ستظهر قوتها" في المنظمة عبر التصدي للبلدان التي تصوّت ضد سياسات ترامب.
وقالت متوعدة بملامح حادة متحفزة: "لأولئك الذين لا يدعموننا نقول: نحن نسجل الأسماء".
وفي ديسمبر/كانون الأول الجاري عادت السفيرة الأمريكية لإظهار العين الحمراء لأعضاء الأمم المتحدة حين قالت بلهجة تحذيرية إن بلادها ستقيد أسماء الدول التي تعترض على قرار ترامب في إعلانه القدس عاصمة لإسرائيل، وإن واشنطن قد تتخذ عقوبات ضد الدول التي تصوت ضد هذه الخطوة لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ولوّحت بعقوبات اقتصادية غير مباشرة ضد الدول المعارضة لترامب قائلة في تغريدة لها على تويتر: "إننا دائما نقدم المساعدات للدول عندما تطلب الأمم المتحدة ذلك، لذا لا نتوقع أن تقف تلك الدول ضدنا؛ فالولايات المتحدة ستسجل أسماءها".
الضرب بالحذاء
وتجتهد هيلي (45 عاما) في تقديم إسرائيل على أنها ضحية بشكل دائم، واعتبرت أن القرار 2334 ضد التمدد الاستيطاني "ركلة على بطن" الأمريكيين، متعهدة بأنه "لن يتكرر أبدا".
ووصل بها الأمر لاستخدام لهجة غير مسبوقة في العمل الدبلوماسي حين قالت في مؤتمر اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للعلاقات العامة "إيباك": "أرتدي حذاءً بكعب عالٍ، ليس للموضة، ولكن لضرب أي شخص يوجّه انتقادا خاطئا لإسرائيل".
وزادت على ذلك بقولها إن "زمن مصارعة إسرائيل انتهى"، وإن سفراء الدول الأخرى يخشون معارضة إسرائيل أمامها خوفا من ردها.
وأكدت هايلي، في خطابها، أن إدارة ترامب تختلف بشكل كامل عن إدارة أوباما فيما يتعلق بإسرائيل، قائلة: "يوجد شريف جديد في المدينة".
ولا يعرف الكثيرون أسباب هذه الطريقة الحادة التي تتحدث بها هيلي وهي تحمي إسرائيل، بشكل لم يسبقها إليه مندوب أمريكي آخر في السنوات الأخيرة.
ودفع هذا الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي للتساؤل: لماذا تقوم هيلي بكل هذا من أجل إسرائيل التي لم تزُرها حتى الآن، ورغم أنها هندية في الأصل؟ وأجاب بأن السبب ربما أنه تم "غسل دماغها"، واستسلمت لذلك كونها "جاهلة بكل الأحداث السياسية في السنوات الـ100 الماضية"، خاصة ما يتعلق بإسرائيل.
وقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه "لم يكن ليتجرأ على الحديث هكذا".
اسمها الحقيقي نيمراتا راندهاوا، هندية تجنست بالأمريكية بعد هجرة والديها إلى الولايات المتحدة.
لديها نشاط سياسي مكنها من أن تصل إلى موقع قيادي في الحزب الجمهوري الأمريكي، أهّلها لأن تشغل منصب محافظ ولاية كارولينا الجنوبية منذ عام 2011 حتى 2017، وهي أصغر محافظ أمريكي في الوقت الحالي.
كذلك تشغل منصب رئيس مجلس أمناء جامعة كارولينا الجنوبية.
اتساق أفكارها مع أفكار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول بعض القضايا مثل الملف الفلسطيني وإيران دفعه لاختيارها في فريقه الرئاسي لتكون سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.
وكانت قد برهنت قبل ترشحها لهذا المنصب على وقوفها إلى جانب إسرائيل بالتوقيع على تشريع حكومي يجهض حملة مناصرة للفلسطينيين ضد الاستثمار في إسرائيل.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDcuMTEyIA== جزيرة ام اند امز