حمدوك "اختيار الثورة" هدفا لرصاص الإخوان ورجال البشير
تاريخ السودان الحديث منذ الاستقلال 1956، لم يشهد أي محاولة اغتيال لمسؤول رفيع في السودان مثل ما حدث مع حمدوك
خيمت حالة من الحزن على المشهد العام في السودان، وانتشر القلق بصورة كبيرة، الإثنين، بسبب محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك، الذي اختاره الشارع ليترأس الحكومة الانتقالية في وقت عصيب.
وعقب محاولة الاغتيال الفاشلة، ظهر حمدوك في مكتبه بمجلس الوزراء والابتسامة تكسو محياه، معلنا أن العمل الإرهابي لن يوقف مسيرة التغيير، ولن يكون إلا دفعة جديدة في موج الثورة.
ولم يشهد تاريخ السودان الحديث منذ الاستقلال 1956، أي محاولة اغتيال لمسؤول رفيع في السودان مثل ما حدث مع حمدوك.
ويري خبيران في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن تلك المحاولة ستغير طريقة رئيس الوزراء السوداني في إدارة بعض الملفات مثل: تفكيك نظام الإخوان الإرهابي، وستجعله أكثر حسما في القضاء على بقايا نظام الرئيس المعزول عمر البشير.
ويحمل حمدوك الذي يحظى بتأييد شعبي غير مسبوق، آمال السودانيين في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي وينتشل بلادهم من قائمة واشنطن للدول الراعية للإرهاب ويكسر عزلتها الدولية.
وصعد الخبير الأممي إلى رئاسة الحكومة الانتقالية السودانية بترشيح من قوى الثورة، بعدما سطع نجمه في المشهد السوداني نتيجة امتناعه عن تولي حقيبة المالية في عهد النظام الرئيس المعزول عمر البشير، ليبرز كثائر يرفض مشاركة الدكتاتور.
ويمثل حمدوك إحدى ضحايا نظام الإخوان الارهابي، حيث فصل من عمله في وزارة المالية، خلال متابعته دراساته الجامعية العليا في جامعة مانشستر البريطانية، إبان الهجمة الشرسة للحركة الإسلامية السياسية التي أحالت بها المئات من الموظفين، للتقاعد لتمكين منسوبيها في أجهزة الدولة.
ويرى مراقبون أن رئيس الوزراء يملك مؤهلات علمية وتجارب وخبرات وحكمة ستمكنه من تجاوز حادثة الاعتداء، أكثر قوة وإصرارا على تكملة المشوار لا سيما، وأن التفجير الإرهابي زاد من التفاف السودانيين حوله.
حمدوك يحمل درجة الدكتوراه حيث نالها من كلية الدراسات الاقتصادية من جامعة مانشستر، وبدأ حياته العملية في زيمبابوي مستشاراً في شركة خاصة، ثم مستشاراً في منظمة العمل الدولية في زيمبابوي أيضاً، حتى عام 1997.
ثم انتقل للعمل مع "بنك التنمية الأفريقي" في ساحل العاج حتى عام 2001، ثم انضم إلى اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة لهيئة الأمم المتحدة ومقرها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وبعدها، تنقّل في عدة مواقع تابعة للأمم المتحدة حتى أصبح نائب الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لأفريقيا.
وعمل خلال الفترة من 2003 حتى 2008، مديراً إقليمياً لأفريقيا والشرق الأوسط بالمعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية (IDEA)، وفي 2016 عيّن أميناً تنفيذياً للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا.
وإلى جانب ذلك يعد رئيس وزراء السودان، خبيراً اقتصادياً في مجال إصلاح القطاع العام والحوكمة والاندماج الإقليمي، وإدارة الموارد وإدارة الأنظمة الديمقراطية والمساعدة الانتخابية.
وأدى حمدوك اليمين الدستورية في يوم 21 أغسطس/آب الماضي رئيسا لوزراء السودان، وتحرك في عدة مساحات في سبيل الإصلاح الاقتصادي والسلام وإنهاء العزلة الدولية عن البلاد وتفكيك نظام الإخوان.
أرادت سيارة مفخخة ومسلحون مجهولون في أعلى جسر القوات المسلحة بالعاصمة الخرطوم، أن يوقفوا عجلة التغيير، وتفكيك نظام الإخوان، وفق بيان الحكومة السودانية، ولكن آمال الجماهير والعناية الإلهية أنقذت حمدوك ورفاقه.