وثيقة حماس.. مراجعة أم مراوغة أم سلوك حرباء؟
حركة حماس تعتزم الإعلان عن وثيقة مبادئ تخالف ما استقرت عليه الحركة لسنوات بشأن علاقتها بحماعة الإخوان الإرهابية.
كشفت مصادر مطلعة وخبيران مختصان بالشأن الفلسطيني لبوابة "العين" الإخبارية أن وثيقة حركة حماس الجديدة، تتضمن إعلان تفكيك علاقتها بجماعة (الإخوان) الإرهابية، من خلال صيغة مراوغة وتكتيكية، دون أن تتبع النموذج الأردني في فك علاقته بالجماعة وحزبها (جبهة العمل الإسلامي)، أو إعلان فك الارتباط بشكل صريح.
وأوضحت المصادر، التي اطلعت على وثيقة الحركة قبل إعلان الحركة لها مساء اليوم الاثنين، لـ"العين" أن حركة حماس تعترف في الوثيقة ببدء التفاوض على أساس حدود يونيو/حزيران 1967، وستعلن أيضا قبول الحركة بآلية التفاوض والانضمام لنظام منظمة التحرير الفلسطينية بما يخدم المصلحة السياسية والاستراتيجية للحركة.
مفسرا موقف حماس من إعلان التبرؤ من الإخوان، رأى الكاتب الفلسطيني أسامة شعث لبوابة "العين" الإخبارية أن "ميثاق حماس الجديد لحركة حماس بما يتضمنه من إعلان التخلي عن العلاقة العضوية مع جماعة الإخوان الإرهابية، يشير إلى أن حماس ترغب في الاقتراب من الموقف الإقليمي العربي، وتخفيف حدة الضغط الإقليمي عليها خاصة من مصر باعتبارها الدولة العربية الأكثر قربا وتلاصقا مع غزة".
وتابع الكاتب الفلسطيني: "حماس تدرك أن مصيرها السياسي والإستراتيجي سيكون مرهونا بهذا الميثاق، ولعل هذا ما يفسر أن هناك بند يتعلق بفكرة قبول حماس بدولة فلسطينية على حدود 67، فهي التوافق مع الفكرة الدولية والاقتراب من الموقف الفلسطيني الموحد".
وشدد شعث على أهمية هذا البند خاصة أن كل من حركتي حماس والجهاد، لم يعلنا بشكل رسمي حتى هذه اللحظة القبول بدولة فلسطين على أساس حدود 67، مشيرًا إلى أن هذا الميثاق سيكون أول إعلان رسمي من حماس بعيدا عن التصريحات الفردية للقيادات.
من جانبه، قال طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، ورئيس الوحدة الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط إن "حركة حماس ستبني على حسمها لتلك النقاط مستقبلها السياسي".
وتوقع فهمي أن "تُغير الحركة الخطاب السياسي والديني من خطاب تحريضي الى خطاب سياسي، وتعيد رسم العلاقات مع القوى الفلسطينية الأخرى ومنها حركة فتح في إطار علاقتها بالقوى الإقليمية من جانب والقوى السياسية من جانب أخرى".
وأوضح المقصود بعلاقات فتح مع القوى الإقليمية بقوله "هذا سيحدث في إطار ما نشاهده من علاقات جديدة في الانفتاح على حركة فتح.. في إطار ما يعرف باسم المرحلة الجديدة من الصراعات السياسية والاستراتيجية، وسيظهر جليًا في الاعتراف بالنظام الأساسي لمنظمة التحرير".
في السياق ذاته، رأت إسرائيل إن حركة حماس تحاول أن تخدع العالم بإصدار وثيقة سياسية جديدة، الاثنين، تخفف فيما يبدو سياسة الحركة تجاه إسرائيل.
وقال دافيد كيز المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "حماس تحاول خداع العالم لكنها لن تنجح".
وتابع "يبنون أنفاقا للإرهاب وأطلقوا آلاف الصواريخ على مدنيين إسرائيليين، هذه هي حماس الحقيقية".
فيما دشن مغردون على موقع "تويتر" هاشتاج #وثيقة_حماس تناولوا فيه الحديث عن وثيقة حماس المسربة حول تخليها عن جماعة الإخوان الإرهابية، وتخليها عن مبادئ الدولة الفلسطينية وموافقتها على إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967.
وأظهرت التغريدات عبر المواقع الإخبارية المختلفة وكذلك تغريدات لمستخدمين، أن الحركة تعلن النأي بنفسها عن (الإخوان) بمصر.
ولفتت تغريدات أخرى إلى أن الحركة تبنت فكرة إقامة دولة فلسطين بحدود عام 67 والتراجع عن الدعوة لتدمير دولة إسرائيل.
وكشفت التسريبات عن حذف الدعوة القاضية بحذف فكرة تدمير إسرائيل، ولفتت التسريبات إلى أن الوثيقة تم إعدادها باللغتين الإنجليزية والعربية.
وعكفت حركة حماس على إعداد الوثيقة لمدة 4 أعوام، وتستعد للكشف عنها خلال مؤتمر صحفي بأحد فنادق العاصمة القطرية الدوحة، فيما لا يزال الجدل دائرا حول مقدرة الحركة ومدى شجاعتها في التخلي عن الجماعة الحاضنة لها منذ سنوات طويلة.