«حماس» وإسرائيل وهدنة غزة.. أي رهانات؟
ماذا حملت هدنة غزة لكل من "حماس" وإسرائيل؟ وما هي مبررات تمديدها المحتمل بالنسبة للجانبين؟
أسئلة تتفجر على هامش الهدنة المستمرة في غزة والتي أسفرت حتى الأربعاء عن إفراج الحركة الفلسطينية عن 60 امرأة وطفلا بموجب اتفاق مع إسرائيل ينص أيضا على وقف لإطلاق النار وإطلاق معتقلين من سجون إسرائيلية.
وأفرجت إسرائيل بموجب الاتفاق عن 210 أسرى، بينما أطلقت حماس أيضا سراح 93 رهينة.
وتمّ الاتفاق على هدنة لأربعة أيام بوساطة من مصر وقطر والولايات المتحدة قبل أن يتم تمديدها يومين إضافيين، فيما تجري مفاوضات لتمديد إضافي قبل انتهاء الهدنة في السابعة من صباح الخميس.
ويصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس إلى إسرائيل للضغط في اتجاه تمديد الهدنة أيضا.
أسئلة
** كم عدد الرهائن الذين لا يزالون محتجزين؟
تقول السلطات الإسرائيلية إن حماس أخذت 240 رهينة إبان هجومها غير المسبوق قبل أسابيع، ومن بين هؤلاء وبحسب تقديرات وكالة فرانس برس لا يزال هناك 130 محتجزا في قطاع غزة بينهم على الأقل 36 من النساء والأطفال.
وأعلنت حركة حماس قبل أسابيع أن 60 رهينة قتلوا جراء القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، والذي أودى أيضا بحياة قرابة 15 ألف فلسطيني ، وفق حكومة حماس.
ويمكن أن تكون جثامين قتلى يحتفظ بها الجانبان جزءا من المفاوضات في مرحلة معينة.
وقتل في إسرائيل في هجوم حماس 1200 شخص معظمهم من المدنيين، وفق السلطات الإسرائيلية.
ما الفائدة من الهدنة بالنسبة لحماس؟
كلما طال أمد وقف إطلاق النار، أتيحت الفرصة لحماس والفصائل الأخرى لإعادة ترتيب وضعها بعد القصف المدمر على القطاع والهجوم البري الإسرائيلي الذي بدأ في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولإعادة تجهيز عناصرها.
وقال رئيس الدائرة الإعلامية في حركة "الجهاد الإسلامي" داود شهاب لوكالة فرانس برس الأربعاء، إن "هذه الهدنة تلبي الاحتياجات الإنسانية وأيضا احتياجات تكتيكية وميدانية".
وأضاف أن "الهدف الأساسي إعطاء شعبنا فرصة لالتقاط الأنفاس وتطبيب الجراح والعودة إلى مساكنهم لتفقدها وإمكانية البحث عن قتلى وانتشالهم من تحت الأنقاض ودفنهم، وكذلك الضغط من أجل أكبر كمّ من المساعدات إلى قطاع غزة لا سيما الجزء الشمال منه، وإن كان هذا لم يتحقّق بالشكل المطلوب".
وبموجب الهدنة، دخلت كميات كبيرة من المساعدات إلى قطاع غزة الذي فرضت عليه إسرائيل حصارا مطبقا، ومنعت عنه الماء والكهرباء والوقود.
وتسمح هذه المساعدات لسكان غزة البالغ عددهم نحو 2,4 مليون والذين نزح منهم 1,7 مليون، بالتقاط أنفاسهم.
ويرى محللون أن الهدنة بمثابة "هدية" لحماس التي سبق أن قالت إن قبول إسرائيل بالتفاوض معها حول الرهائن والأسرى هو "انتصار".
وبعد أن أعلنت إسرائيل تصميمها على القضاء على حماس، فإن كل زمن تنجح فيه الحركة الفلسطينية بالبقاء والاستمرار في حكم غزة هو بالنسبة لها "انتصار".
ما هو الدور الذي تلعبه الجماعات الفلسطينية الأخرى؟
مساء الثلاثاء، للمرة الأولى، شاركت حركة "الجهاد الإسلامي"إلى جانب حماس في تسليم دفعة الرهائن الخامسة إلى الصليب الأحمر الدولي، وفق ما رصده صحفيو وكالة فرانس برس، ما يؤكد أن حركة الجهاد تحتجز أيضا رهائن.
وفي أكثر من مناسبة، قالت "الجهاد الإسلامي" إنها تقاتل الجيش الإسرائيلي إلى جانب حركة حماس.
وأشار متحدث باسم حركة حماس الأربعاء إلى أن بعض الرهائن المتبقين محتجزون لدى حركة الجهاد الإسلامي وجماعات أخرى لم تحددها.
لكن مصادر أشارت إلى احتمال أن يكون البعض يريد مبادلة الرهائن بالمال.
ما الذي تحققه الهدنة للحكومة الإسرائيلية؟
تتعرض حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى ضغوط داخلية لضمان عودة جميع الرهائن، ولذلك فإنه كلما طال أمد الهدنة، زاد عدد الرهائن المفرج عنهم.
في الوقت ذاته، يؤدي تمديد الهدنة إلى تبدّد الزخم العسكري ضد حركة حماس التي تريد إسرائيل "سحقها"، في حين تتصاعد الضغوط الدبلوماسية ضد استئناف العمليات العسكرية وما يرتبط بها من عواقب إنسانية مدمرة.
إلى متى يمكن أن يستمر تمديد التهدئة؟
يشمل اتفاق التهدئة الحالي النساء والأطفال الرهائن فقط مقابل سجينات فلسطينيات وأطفال تقل أعمارهم عن 19 عاما.
ومع تناقص أعداد الرهائن من النساء والأطفال، يسلّط الضوء الآن نحو الرجال الأكبر سنا، وربما الجثامين.
ولعل أكثر ما سيكون صعبا في مسألة الرهائن يتمثل في مبادلة جنود الجيش الإسرائيلي والرجال ممن هم في عمر القتال في إسرائيل (يعدون في الاحتياط حتى سن الأربعين).
وبحسب تقديرات وكالة فرانس برس، هناك 11 جنديا وجندية (7 جنود و4 جنديات) على الأقل محتجزون لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بالإضافة إلى 40 عنصر احتياط.
ماذا حدث في عمليات تبادل الجنود السابقة؟
يعتبر الجنود الإسرائيليون العنصر الأكثر قيمة بالنسبة إلى الفلسطينيين في مفاوضاتهم مع إسرائيل.
عندما أطلق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في العام 2011 بعد احتجازه لخمس سنوات لدى حماس، أطلق في المقابل سراح 1027 معتقلا فلسطينيا.
وأدى الجدل الناتج عن تلك الصفقة إلى إنشاء لجنة إسرائيلية مسؤولة عن وضع الخطوط الحمراء لهذا النوع من المفاوضات.
حينها، كان يحيى السنوار من بين المفرج عنهم ضمن صفقة شاليط، قبل أن يصبح في العام 2017 زعيما لحركة حماس في قطاع غزة واليوم هو المتهم الأول من إسرائيل بالتخطيط لهجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وسبق ذلك أن أطلق سراح 20 معتقلا فلسطينيا مقابل شريط فيديو لحماس تثبت من خلاله أن شاليط على قيد الحياة.
وإلى جانب رهائن الهجوم، تحتجز حماس منذ 9 سنوات جثماني الجنديين أورون شاؤول وهدار غولدن اللذين قتلا في حرب بين الجانبين في العام 2014.
ولم تؤكد حماس مقتلهما على الإطلاق.