رسائل الرهائن والقتلى.. «لغة الظل» في مفاوضات حماس وإسرائيل

رسائل ساخنة حملتها فيديوهات نُشرتها إسرائيل وحماس تتعلق بالرهائن في غزة، بدت وكأنها وسائل ضغط تستبق استئناف مفاوضات هدنة غزة.
ومع قرب انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مطلع الشهر المقبل، صعد كل طرف من ضغطه على الطرف الآخر.
ومن المقرر أن تتسلم إسرائيل يوم الخميس المقبل جثامين أربعة رهائن إضافيين لتنتهي بذلك المرحلة الأولى من الاتفاق، ومن أجل استعادة بقية الرهائن، فإن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يوافق على المرحلة الثانية، التي تقتضي الانسحاب من غزة، بما فيه محور فيلادلفيا، ووقف إطلاق النار بشكل دائم، ما يعني نهاية الحرب.
لكن تنفيذ الاتفاق يهدد بسقوط حكومة نتنياهو، في ظل تعهد حزب "الصهيونية الدينية" بالانسحاب منها إذا لم تُستأنف الحرب.
وفي محاولة من حماس لإجبار نتنياهو على المخاطرة بالمضي في الاتفاق، كثفت من دعايتها لدفع الجمهور الإسرائيلي للضغط على رئيس الوزراء من أجل إتمام الصفقة.
رهينتان في موقع التسليم
وفي هذا الإطار، نشرت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، مساء السبت شريط فيديو لرهينتين يتابعان، وهما في حالة من الصدمة، عملية تسليم 3 رهائن إلى الصليب الأحمر في مخيم النصيرات بوسط غزة السبت.
ويصور الفيديو الرهينتين وهما ينظران من داخل مركبة كانت متوقفة قرب منصة التسليم، إلى الرهائن الثلاثة الذين أطلق سراحهم، ويقول أحدهما بالعبرية: "أنقذونا حياتنا حتى نعود إلى بيوتنا".
إسرائيل على الخط
وضمن "مبارزة الفيديوهات"، نشرت إسرائيل فيديو لخبير بارز في الطب الشرعي السبت، قال فيه إن التشريح الذي أجري لجثامين الرهينة الإسرائيلية شيري بيباس وطفليها الصغيرين بعد تسلمها من حماس لم يظهر "أي دليل على إصابات نتيجة قصف".
وأضاف مدير المعهد الإسرائيلي للطب الشرعي تشين كوغل، في بيان مصور: "لقد تعرفنا على رفات شيري بيباس بعد يومين من التعرف على طفليها، أرييل وكفير. ولم يقد فحصنا للعثور على أي دليل على إصابات نتيجة قصف".
وكان ياردن بيباس زوج شيري ووالد الطفلين قد خطف أيضا لكن تم إطلاق سراحه حيا في وقت سابق من هذا الشهر.
ومنذ خطفهم أصبحت شيري بيباس وولداها، أرييل الذي كان يبلغ آنذاك أربع سنوات، وكفير الذي كان يبلغ حينها تسعة أشهر فقط، رموزا لمحنة الرهائن وعائلاتهم في إسرائيل.
وسلمت حماس الخميس أربع جثث قالت إنها تعود لشيري بيباس، وابنيها الصغيرين، ورهينة آخر مسن.
وبينما تم التعرف على رفات ابنيها والرهينة المسن، قالت السلطات الإسرائيلية إن الجثة الرابعة ليست لشيري بيباس. لكن الجمعة، سلمت حماس رفات جديدا للصليب الأحمر تم التأكد لاحقا من أنه لشيري بيباس.
وكانت حركة حماس أعلنت أن السيدة وطفليها قتلوا في الأيام الأولى من الحرب نتيجة غارة جوية إسرائيلية على غزة، غير أن الجيش الإسرائيلي زعم أن مسلحين قتلوهم "بدم بارد".
وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري الجمعة إن "أرييل وكفير بيباس قتلهما إرهابيون بدم بارد. لم يطلق الإرهابيون النار على الطفلين، بل قتلوهما بأيدٍ عارية. بعد ذلك، ارتكبوا أفعالا مروعة للتستر على هذه الفظاعات".
ووصفت عائلة بيباس وفاة أقاربها الثلاثة بالقتل، لكنها طلبت عدم الكشف عن طريقة مقتلهم علنا.
من جهتها، أكدت حركة حماس مجددا السبت أن عائلة بيباس لم تُقتل خلال الأسر في غزة، معتبرة أن رواية إسرائيل محاولة "للتلاعب بمشاعر عائلات أسراها".
تحذير أمريكي
وفي هذا السياق، حذّر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، السبت من أن حركة حماس "ستدمَّر" إذا لم تطلق سراح كل الرهائن المتبقين في غزة، كما أدان مقتل ثلاثة أفراد عائلة بيباس.
وقال روبيو، عبر منصة إكس: "معاملة حماس للرهائن، بما في ذلك قتلها الوحشي لعائلة بيباس، توضح بشكل أكبر همجيتها وهي سبب آخر يجعلنا نقول إن هؤلاء الإرهابيين يجب أن يطلقوا سراح جميع الرهائن على الفور أو سيتم تدميرهم".
aXA6IDE4LjIyNi4xNzcuMjAzIA==
جزيرة ام اند امز