هل ستوافق «حماس» على خطة ترامب لإنهاء حرب غزة؟

بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه لخطة السلام الأمريكية بشأن غزة، يبقى السؤال المطروح الآن: هل ستوافق حماس؟
وأمس الإثنين، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، خطته للسلام في قطاع غزة.
ووصف ترامب خطته بأنها صفقة تاريخية لإحلال السلام بعد عامين من العنف الكارثي. لكن في الواقع، كانت أشبه بإنذار نهائي لحماس.
ووقف ترامب إلى جانب نتنياهو، وكشف عن اقتراح وافق عليه الرجلان. وقال الرئيس الأمريكي إنه إذا رفضت حماس الخطة، فإن الولايات المتحدة ستسمح لإسرائيل "بفعل ما يتوجب عليها فعله".
هل ستوافق «حماس»؟
واليوم الثلاثاء، أعلنت قطر على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية ماجد الأنصاري، أن الدوحة والقاهرة سلمتا الوفد. التفاوضي لحركة حماس، خطة ترامب، مشيرا إلى أن الوفد "وعد بدراستها بمسؤولية".
وأضاف الأنصاري في مؤتمر صحفي "اليوم أيضا سيكون هناك اجتماع آخر بحضور الجانب التركي كذلك مع الوفد التفاوضي بهدف التشاور حول هذه الخطة".
وكان المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، قد صرح لقناة "فوكس نيوز" الأمريكية، أن مسؤولين قطريين ومصريين نقلوا رد حماس بأنها "ستدرس الخطة بحسن نية وتقدم ردا"، واصفا ذلك بأنه "رد فعل أولي إيجابي للغاية من جماعة لم يُتح لها الوقت بعد لمراجعة اقتراحنا بالكامل".
وتتضمن الخطة الأمريكية بنودا أعلنت حماس علنا أنها لن تقبلها، مثل إبعادها عن السلطة ونزع سلاحها، مما يجعل مستقبل الاقتراح غامضا ويزيد من احتمالية تكثيف إسرائيل حملتها العسكرية في القطاع، بدعم كامل من الولايات المتحدة. بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
لهذا السبب قد "توافق" حماس
ومن الجدير بالذكر أن الاقتراح لا ينص على أي شيء ملموس بشأن مسار نحو الدولة الفلسطينية. فبينما يُقر بالدولة "كطموح الشعب الفلسطيني"، فإنه ينص فقط على أنه في حال إعادة إعمار غزة، وعندما تُنفذ السلطة الفلسطينية برنامج إصلاح شامل "بإخلاص"، فقد تتهيأ الظروف أخيرا لمسار موثوق" نحو الدولة.
وتشترط الخطة موافقة حماس على عدم لعب أي دور في حكم غزة مستقبلا.
وبينما ستسحب إسرائيل قواتها تدريجيا داخل قطاع غزة، فإنها ستحافظ على منطقة عازلة واسعة داخل حدود القطاع "في المستقبل المنظور"، كما صرح نتنياهو.
وقال إليوت أبرامز، الباحث البارز في دراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، والذي عمل مع ثلاثة رؤساء جمهوريين، بمن فيهم ترامب، إن "الحملة العسكرية الإسرائيلية وضعت حماس في موقف ضعيف للغاية لدرجة أن قادتها قد يضطرون إلى قبول الاتفاق لإنقاذ حياتهم".
وأضاف أبرامز للصحيفة: "كان من المنطقي أن تقول حماس: انظروا إلى العزلة المتزايدة والإدانة لإسرائيل. سيتعين عليهم التوقف قريبا". "لكن ترامب استبعد هذا الاحتمال اليوم. الآن لن يضطروا إلى التوقف. هذا يحاصرهم حقا".
كان من المقرر في البداية أن يجيب ترامب ونتنياهو على أسئلة الصحفيين، لكنهما لم يفعلا ذلك في النهاية.
مشهد قالت "نيويورك تايمز" إنه يذكّر بظهور ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي في ألاسكا، حيث سعى إلى التوصل إلى اتفاق سلام في الحرب في أوكرانيا. وظهر الزعيمان أمام الصحفيين دون اتفاق، ورفضا الإجابة على الأسئلة.
وفي حين أن الخطة الأمريكية تعطي نتنياهو الكثير مما يريده، إلا أنها تظهر أيضا أن ترامب قد تراجع عن اقتراحه الذي طرحه في وقت سابق من هذا العام لإجبار الفلسطينيين على مغادرة غزة كجزء من خطة إعادة التطوير.
بموجب الاقتراح الأخير، قال ترامب، سيتم تشجيع الفلسطينيين على البقاء في قطاع غزة، وستتاح لهم "فرصة بناء غزة أفضل".
علامات استفهام
مع ذلك، فإن الخطة - حتى لو وافقت حماس عليها - تترك العديد من علامات الاستفهام وستورط الولايات المتحدة بشدة. بحسب "نيويورك تايمز".
فقطاع غزة سيُحكم من قبل "مجلس السلام"، الذي يرأسه ترامب، وسيتولى إعادة تطوير القطاع.
وقال الرئيس الأمريكي إن مثل هذا الترتيب سيشكل "بعض العمل الإضافي الذي يتعين القيام به، ولكنه مهم للغاية لدرجة أنني على استعداد للقيام به".
ومن بين الأعضاء الآخرين في "مجلس السلام" رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير. وتنص الخطة على أن هذا المجلس سيحكم غزة حتى يقرر أن السلطة الفلسطينية قد أصلحت نفسها بما يكفي لتولي زمام الأمور.
ويرى آرون ديفيد ميلر، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية والمحلل الحالي لشؤون الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أنه "إذا قبلت حماس الخطة من حيث المبدأ، فستتطلب دعما استثنائيا من الولايات المتحدة".
وأشار إلى أنه "مندهش من اعتماد اقتراح السلام بشكل كبير على الدور الشخصي للرئيس".
وتابع "لقد وافق ترامب على أمر أعتقد أنه سيتطلب قدرا هائلا من التدخل والمراقبة الأمريكية، وقد جعل نفسه المراقب الرئيسي".