«الخروج من قطر».. بدائل حماس على خريطة تتقلص
على رمال الشرق الأوسط المتحركة تستكشف قيادات حماس خطوتها المقبلة، فيما تقبض على بوصلة تعطلها حالة انعدام وزن تعاني منها الحركة الفلسطينية.
نقاشات الحركة داخل الغرف المغلقة فرضتها تسريبات خرجت من العاصمة الأمريكية واشنطن، وعززتها تصريحات لمصادر قطرية مسؤولة لـ"رويترز" بشأن "وقف عمل الحركة" في الدوحة، بعدما فشلت العاصمة الخليجية في حلحلة جمود مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت مصادر لوكالة الصحافة الفرنسية إن قطر ترى أن وجود مكتب لحركة حماس في الدوحة لم يعد مبررا، فيما أشار مسؤول تحدث لـ"رويترز" إلى أن الدوحة أبلغت إسرائيل وحماس والإدارة الأمريكية بقرار الانسحاب من جهود الوساطة.
ونقلت الوكالة أيضا عن مصدرها قوله إن "قطر خلصت إلى أن مكتب حماس السياسي في الدوحة لم يعد يؤدي الغرض منه".
وإزاء هذه التقارير قالت الخارجية القطرية، السبت، إن الأنباء المتعلقة بالمكتب السياسي لحماس في الدوحة "غير دقيقة"، دون مزيد من الإيضاح، مؤكدة في الوقت نفسه أنها أبلغت الأطراف أنها علقت وساطتها.
وإزاء التقارير بشأن غلق مكتب حماس، قالت الخارجية القطرية في البيان السبت إن "الأنباء المتعلقة بالمكتب السياسي لحماس في الدوحة غير دقيقة".
وقال مصدر في حماس إن الحركة لم تتسلم طلبا قطريا بشأن غلق مكتبها، كما لم يتضح على الفور متى ستغادر قيادة حماس الدوحة أو إلى أين ستنتقل.
والحديث عن احتمال "خروج قادة حماس من قطر"، ليس جديدا، إذ تناولته في السابق تقارير إعلامية غربية عديدة، الأمر الذي أثار تكهنات وتساؤلات حول الوجهات المحتملة التي قد تسلكها الحركة في حال مغادرتها الدوحة لكن بنك الوجهات المحتملة تضمن أكثر من بديل، وإن ضعُف تحقيقها في بعضها.
وقال الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي والإخواني المنشق إسلام الكتاتني، لـ"العين الإخبارية"، إن الدول المرشحة لوجود المكتب السياسي لحركة حماس بعد قطر واحدة من أربع دول، إيران وتركيا وسوريا والجزائر.
إيران
في هذه الأثناء رجّح مصدر فلسطيني مطلع أن تكون إيران خيارا محتملا لقادة حماس.
مستدركا "لكن هذا الخيار قد يظل صعبا، خاصة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية. في طهران في يوليو/تموز الماضي، وهذا يشير إلى أنهم قد يكونون في خطر من إسرائيل إذا كان مقرهم هناك".
وتابع "كما أنه لن يمنحهم (وجودهم في إيران) أي شيء قريب من نفس القنوات الدبلوماسية مع الغرب".
وهو ما يتفق معه الكتاتني، الذي أوضح أنه رغم وجود إيران كخيار فإن وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحكم يجعل طهران غير مرحبة بوجود تعقيد جديد في علاقتها الشائكة مع الرئيس المنتخب".
وإيران متهمة بمحاولة اغتيال ترامب، وخلال الأيام الماضية تستكشف طهران لغة جديدة في محاولة لبناء الثقة مع الإدارة الجديدة في واشنطن.
ولفت إلى أن الجزائر ستكون من ضمن الدول العربية الأكثر ترحيبا، خاصة في ظل رفع شعارات المقاومة تحرير فلسطين والقضية الفلسطينية.
من جانبه، الكاتب الصحفي والخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي هشام النجار أن البوصلة ستتوجه كاختيار أول إلى إيران.
وأضاف النجار، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن إيران تتزعم ما بات يعرف بـ"محور المقاومة"، وباعتبارها منخرطة في المواجهة الجارية سيكون عليها أن تتحمل جزءا من التبعات والنتائج وتوفر الملاذ لقادة حماس.
وإلى جانب إيران يعتقد الخبير المصري أن تركيا من بين الوجهات المطروحة أيضا وإن كان بدرجة أقل، مشيرا إلى أن أنقرة ستكون أقل ترحيبا بعد التغييرات الكبيرة في المشهد والضعف الشديد الذي طرأ على حماس.
تركيا.. ولكن
وفي سؤاله حول الوجهة المحتملة لقادة حماس بعد قطر، قال مسؤول أمريكي لشبكة "سي إن إن" إن "الحركة لم تُمنح وقتا طويلا لمغادرة الدوحة".
مضيفا "في حين ينظر إلى تركيا على أنها خيار محتمل، فمن غير المرجح أن توافق الولايات المتحدة على هذا السيناريو".
وتركيا دولة من دول الناتو، ولها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
بدوره، رأى الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي منير أديب أن خيارات حماس باتت ضيقة، مرجحا أيضا أن تكون الوجهة إما إيران وإما تركيا، مرجحا الأولى لتكون مقرا جديدا لقيادة الحركة.
العراق
بدائل أخرى ظهرت على رادار الوجهات المحتملة لحماس، وهذه المرة العراق، وهو ما أشارت إليه صحيفة "الغارديان" البريطانية.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في الصحيفة البريطانية فقد "افتتحت حماس مؤخرا مكتبا سياسيا في بغداد".
كما لم يستبعد الخبراء أن تكون الجزائر ضمن البدائل المطروحة على الحركة، في حال تعذر على إيران وتركيا استقبال قادة حماس.
أبعد قليلا
ومؤخرا زار وفد من حركة حماس موريتانيا.
والشهر الماضي وصل القيادي في حماس أسامة حمدان إلى موريتانيا رفقة وفد من الحركة، حيث شارك في أنشطة جماهيرية، والتقى العديد من الشخصيات الموريتانية.
وكان حمدان "ضيف شرف" على مؤتمر تنظمه رابطة صحفيي موريتانيا من أجل الأقصى.
وفي أبريل/نيسان من العام الجاري زار القيادي في حماس سامي أبوزهري نواكشوط أيضا، وقال حينها إن موريتانيا تقدم دعما سياسيا وماليا مهما لغزة، داعيا إلى العمل على استمراريته.
وعبر أبوزهري، خلال مؤتمر صحفي، عن اعتزاز حماس بالحراك الشعبي الموريتاني "الذي يرسل رسائل إلى أمريكا أن الشعب الموريتاني غاضب منها بسبب مشاركتها في الحرب على غزة".
وثمن أبوزهري مشاركة القبائل الموريتانية في إسناد ودعم شعب غزة، منوها بأهمية هذه المبادرات، مؤكدا ضرورة مواصلتها وتطويرها، بالإضافة إلى تطوير الدور السياسي لموريتانيا من خلال موقعها في الاتحاد الأفريقي.
وأثارت هذه الزيارات تكهنات بشأن إمكانية أن تكون موريتانيا وجهة الحركة في الفترة المقبلة.