حرب غزة.. فتوى من عقر الدار تدين هجوم «حماس» على إسرائيل
فتوى دينية من عقر دار حماس تدين هجوم الحركة على إسرائيل في رأي شرعي ينضاف لـ«تسونامي» استنكار دولي لـ«طوفان» أغرق القطاع في حرب مدمرة.
جاء ذلك في فتوى نادرة أصدرها الدكتور سلمان الداية، أحد أبرز العلماء الذين يمثلون السلطة الدينية في غزة، ما يجعل لرأيه الشرعي ثقلا كبيرا بين سكان قطاع أغلبيتهم من المسلمين السُنّة.
- واشنطن طالبت قطر بـ«طرد» حماس.. قناة أمريكية تكشف التفاصيل
- تدمير «حماس وحزب الله».. أول تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي الجديد
كما أن الفتوى تعتبر بمثابة الانتقاد المحرج لحماس، الحركة التي لطالما جعلت الوازع الديني شماعة كاذبة لاعتداءاتها، عبر اللعب على وتر العاطفة الدينية لحشد دعم المجتمعات العربية والإسلامية.
«أوقفوا المد»
في فتواه التي نشرت بوثيقة مفصلة مكونة من 6 صفحات، هاجم الداية حماس وانتقدها بسبب ما اعتبره "انتهاك المبادئ الإسلامية التي تحكم الجهاد".
ويقول العميد السابق لكلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية التابعة لحماس في غزة، إنه «إذا لم تتوفر أركان الجهاد أو أسبابه أو شروطه فلابد من تجنبه حتى لا نُهلك أرواح الناس».
وأضاف: «هذا أمر يسهل على الساسة في بلادنا تخمينه، لذا كان لا بد من تجنب الهجوم» الذي شنته حماس على إسرائيل في أكتوبر/ تشرين أول 2023 وأطلق شرارة الحرب المستعرة حتى اليوم.
وشدد الداية على أن الخسائر الكبيرة بصفوف المدنيين في غزة، علاوة على الدمار واسع النطاق للبُنى التحتية المدنية والكارثة الإنسانية التي أعقبت الهجوم، تشي بأنه «يتناقض مباشرة مع تعاليم الإسلام».
ومضى الداية لأبعد من ذلك باتهام حماس بالفشل في الوفاء بالتزاماتها من خلال «إبعاد المقاتلين عن منازل المدنيين (الفلسطينيين) العزل وملاجئهم، وتوفير الأمن والسلامة قدر الإمكان في مختلف جوانب الحياة: الأمنية والاقتصادية والصحية والتعليمية، وتوفير ما يكفي من الإمدادات لهم".
وبحسب الفتوى، فإن «القرآن والسنة، اللذين وضعا شروطا صارمة لممارسة الجهاد، ذكرا أن هناك ضرورة لتجنب الأعمال التي تثير رد فعل مفرط وغير متناسب من قبل الخصم».
كما أكدت، استنادا إلى الشريعة الإسلامية، أنه لا ينبغي للغارة العسكرية أن تثير رد فعل يتجاوز الفوائد المقصودة من العمل، مشددا على أن «الإنسان أغلى عند الله من مكة».
ثقل
غالبا ما يصطدم الداية مع حماس، ويقدم آراء شرعية تتناقض مع تحركاتها وأهدافها، كما أن معتقداته السلفية المعتدلة تضعه في معارضة مباشرة لنهج الحركة تجاه المقاومة المسلحة وارتباطاتها بإيران.
ونظرا لوزنه في غزة. فإن رأيه الشرعي غالبا ما يجد صدى واسعا بصفوف سكان أغلبيتهم من المسلمين السُنّة، ولذلك تخشى حماس كثيرا فتواه، خصوصا تلك التي تأتي في توقيت بالغ الحساسية مثل المرحلة الراهنة.
والداية من المعارضين لهجوم أكتوبر على إسرائيل، وقد اكتسب موقفه أهمية كبرى في قطاع يعتبره السواد الأعظم من سكانه أحد أهم الرموز الدينية فيه.
ولا تقتصر انتقادات الداية لحماس، بل تشمل سهامه أيضا حركات إسلامية أخرى، بما فيها «الجهاد» الفلسطينية.
تبعات
في خطبة ألقاها بأحد المساجد قبل سنوات، قال الداية: «قدوتنا هو النبي محمد الذي أسس أمة ولم ينشئ أحزاباً سياسية تفرق الأمة».
وأضاف: «ولذلك فإن الأحزاب في الإسلام محرمة».
كما أدان التطرف وعارض التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة، واستخدم كل منصاته لإصدار الفتاوى بشأن مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية.
وآراء الداية ترفع كلما صدرت منسوب الجدل في غزة وخارجها حول التبعات الأخلاقية والقانونية لـ«انتهاكات حماس»، وتزيد من وتيرة الاستياء والأكثر المجاهرة بالرفض لنهج الحركة.
aXA6IDMuMTQ4LjExMi4xNyA=
جزيرة ام اند امز