من بين المناورة واللعب على كل الحبال، إلى محاولة خلق توازن في علاقاتها الخارجية، يقرأ خبراء فلسطينيون زيارة وفد حركة حماس إلى طهران.
من بين المناورة واللعب على كل الحبال، إلى محاولة خلق توازن في علاقاتها الخارجية، يقرأ خبراء فلسطينيون زيارة وفد حركة حماس إلى طهران بعد أيام من توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية برعاية مصرية.
- وفد حماس يزور إيران.. سموم قطر وإسرائيل في نهر المصالحة
- نزع السلاح من بين 5 شروط أمريكية لانضمام حماس
ويرى الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، أن حماس تريد إرسال رسالة للأطراف المختلفة بأنها لا تضع كل رهاناها على الطرف المصري، خاصة في ظل وجود معارضة صامتة حتى الآن داخلها لخطوات تنفيذ المصالحة.
المعارضة الصامتة
ويقول حبيب في حديثه لـ"بوابة العين" الإخبارية: "صحيح أن حماس ذهبت للمصالحة بتوافق بين قيادات حماس، لكن هناك معارضة صامتة غير مرئية من بعض الشخوص، لكنها غير قادرة على التأثير في تعطيل عملية المصالحة".
ووصل وفد من حركة حماس برئاسة صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، الجمعة الماضي، إلى طهران للقاء مسؤولين، في زيارة استغرقت عدة أيام وتخللها لقاءات مع مسؤولين إيرانيين، وتأكيدات مشتركة باستعادة الدفء في العلاقة التي توترت عام 2011 على خلفية موقف حماس من الأزمة السورية.
مغازلة قطر
ولم يستبعد حبيب أن تكون رسالة الزيارة مغازلة من حماس لقطر في ضوء أزمتها مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وفي ضوء الامتعاض القطري من الدور المصري في إنجاز المصالحة.
ويستدرك بأن جوهر تحرك حماس بأنها تريد القول: "هناك بدائل لدينا، ولكنا في النهاية تقرأ المستجدات والمتغيرات، وترى أن هناك خريطة تحولات في المنطقة، لذلك تبدي حذراً في علاقاتها الخارجية".
مواجهة شروط إسرائيل
الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات يرى أن الزيارة ترسل رسائل ليس من حماس فقط بل من جناحها المسلح كتائب القسام بأن الحركة تعود لمحور إيران سوريا بشكل قوي خصوصاً في ظل الاشتراطات الإسرائيلية الأمريكية حول المصالحة.
وقال عبيدات لـ"بوابة العين" الإخبارية: "جاءت الزيارة لتقول لإسرائيل إن حماس لن توقف المقاومة ولن تقطع العلاقات مع إيران بل ستعززها".
ووضعت إسرائيل 7 شروط للموافقة على حكومة تشترك فيها حماس، ضمنها نزع السلاح والاعتراف بإسرائيل، وقطع العلاقة مع طهران، وهو الأمر الذي رفضته الحركة على لسان نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس، صالح العاروري، الذي اعتبر أن زيارته لطهران بمنزلة رد عملي على الشروط الإسرائيلية.
قفز سياسي
ووفق الخبراء فإن حماس تحاول أن تلعب على حبال السياسة والقفز من ساحة لأخرى.
ويشير عبيدات إلى أن حماس تعلمت الدرس جيدا خصوصا بعد التطورات الإقليمية الأخيرة التي وجدت حماس نفسها في مأزق المحاور والخيارات.
ورأى أن "حماس تسير ضمن استراتيجية الانفتاح على الجميع والابتعاد عن التجاذبات التي تعود عليها بالخسارة لذلك تحرص على علاقات مع مصر وإيران والأردن بدليل اتصال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بالعاهل الأردني الملك عبدالله والحرص على علاقات مع الدول جميعها في المنطقة".
ويتفق عبيدات مع حبيب، بوجود تيار داخل حماس معارض للمصالحة بالشروط الحالية.
وقال: "أعتقد أن هناك تياراً يقوده الزهار لا يرغب بالمصالحة بالشروط التي تم طرحها"، ولكنه اختلف معه حول قوة هذا التيار.. إذ ذهب إلى أن التيار المعارض للمصالحة قوي داخل حماس وله تأثير ويساعده في ذلك موقفه عدم رفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس العقوبات عن غزة.
وكان عباس أقر سلسلة إجراءات في إبريل/نيسان الماضي شملت تقليص الرواتب، وإحالات للتقاعد وتقليص كهرباء غزة بنسبة 30%، للضغط على حماس وإجبارها على حل لجنتها الإدارية، وهو الأمر الذي تم في 17 سبتمبر/أيلول الماضي، فيما بقيت الإجراءات مستمرة.
ورأى عبيدات أن الزيارة تعزز هذا التيار داخل حماس وتعزز العلاقة مع طهران على حساب العلاقة مع السلطة.
ترميم العلاقات
ويرجح الدكتور أحمد عوض، الكاتب والمحلل السياسي أن حماس تريد أن ترمم وتعيد تحالفاتها السابقة مع إيران وسوريا، والتقوي بموقف إيران أمام أية تحالفات أخرى.
وقال عوض لـ"بوابة العين" الإخبارية: "حماس تريد أن تخلق توازنا في علاقاتها الخارجية أولاً" وثانياً "تريد أن تقول للأطراف جميعاً إنها ليست في جيب أحد وأن لها موقف متميز ولا تريد أن تخسر أي أحد"، كما أنها تريد أن تحافظ على وحدة حماس الداخلية، في ضوء الخلافات العميقة.
التصالح مع المليشيات
ووفق خبراء، فإن هناك تياراً عريضاً في حماس خاصة من الذين كانوا يقيمون في سوريا، لديهم تحفظات على تحسن العلاقة مع طهران، وما قد يستتبعها من عودة العلاقة مع سوريا، بعد أن ناهضوا مليشياتها الشيعية ودورها في الدموي في سوريا.
ومع ذلك، يشير عوض إلى أن الحرس القديم في حماس يرى أن المصالحة أو المتغيرات العميقة قد لا تكون مواتية ولا ينظر هذا الحرس بعين الرضا إلى هذا القرب الشديد من السلطة بهذه الطريقة، وبالتالي هذا التيار يريد العودة لإيران لأنها تعطيهم قوة أمام الكثيرين.
ووفق عوض فإن التطورات الأخيرة خلقت حالة من الجدل والنقاش داخل حماس الذي خرج للعلن لأول مرة بهذا الشكل، ولذلك كانت العودة لإيران لإنهاء الجدل والحفاظ على وحدة الحركة.
aXA6IDMuMTQ0LjEwOS4xNTkg جزيرة ام اند امز