عرف عن نظام الحمدين زجهم للسياسة في كل شيء، حدث ذلك في الفن عند بدايات المقاطعة، وقبلها في الإعلام
هل كان بالإمكان على دول خليجية وعربية مقاطعة دولة عربية لو أن النظام السياسي الذي يدير شؤونها السياسية احتفظ لنفسه على قدر ولو بسيط من معايير الدولة الشقيقة أو على الأقل دولة طبيعية دون الإصرار على محاولة خلق مشاكل وأزمات دون سبب أو داع؟!
لا يختلف من يزج السياسة في الرياضة عن الذي يحاول أن يستغلها في المجالات الأخرى، فالعقلية التخريبية هي نفسها تعتمد على الفساد، ولكن هذه المرة لم تسعف أبواق نظام الدوحة "شطارتهم" فانكشفوا ولم تتح لهم الفرصة بأن يمارسوا هواية الحمدين، فالكل بات يدرك "التقية" القطرية!!
لقد حاول أحد المعلقين الرياضيين التابعين للقنوات الناقلة لمباريات البطولة الآسيوية المنعقدة حالياً في دولة الإمارات خلال مباراة العراق وإيران، ممارسة هواية نظام الحمدين في قطر والقائمة على تسييس كل شيء، ولكن هذه المرة في الرياضة عندما زعم بعدم وجود جماهير قطرية في البطولة، في إشارة إلى أن دولة الإمارات هي السبب، إلا أن حظه هذه المرة كان سيئاً عندما لم يكن يتوقع ردة فعل اللجنة الإعلامية المنظمة للبطولة، وكذلك وفد بلاده نفسه ما يعني أن محاولته في إثارة البلبلة فشلت، لأن الكل بات يدرك من الذي يتلاعب بقرارات الشعب القطري ليس فقط في الذهاب لأداء مناسك الحج ولكن حتى في مؤازرة منتخب بلاده إذا كان في ذلك مصلحة للنظام في أداء دور "الضحية" للرأي العام الخارجي.
لم يعد مبرراً لأي مراقب محايد أو بالأصح لم يترك النظام القطري لأي إنسان عادي ليس له شأن في السياسة أن يدافع عن اتباع سياسة المقاطعة التي تطبقها عليها دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ومصر، بل إن ما فعله أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في لبنان، خلال اليومين الماضيين، خلال القمة الاقتصادية، من ربكة سياسية وإعلامية أغضبت الشعب اللبناني وتركت لديهم الكثير من الأسئلة تصب في نفس سياسة محاولات الإفشال فما بين الاعتذار عن عدم حضور القمة ثم المشاركة فيها والوصول إلى بيروت، ثم الامتناع عن حضور اجتماع القمة ومغادرة لبنان قبل انعقاد القمة أمر غير طبيعي ومثير للانتباه والتساؤلات.
يبدو أن موضوع إثارة البلبلة ومحاولة إفشال كل شيء عربي وخليجي بات سلوكا وعادة لدى الحمدين أكثر منه رد فعل أو صدفة، والمشكلة أن يتحول الأمر ليكون تقليدا قطريا على مستوى العالم، ويكون صورة نمطية عالقة بها لاحقاً.
تصرفات منتمي نظام الحمدين، سياسياً وإعلامياً، مهينة له ولكل من يدافع عنه أو من يتعاطف معه بل مستفزة للضمير الإنساني العفوي الذي يحاول أن يستمتع بالحياة اليومية البعيدة عن تعقيدات السياسة العربية وتفصيلاتها المزعجة، وهي تصرفات مخجلة للقطريين المحبين لها، والدليل أنهم رفضوا ما زعم به المعلق الرياضي. وفي الحقيقة فإن أغلب المتابعين ما زالوا عاجزين عن استيعاب فكرة تصرفات الحمدين وإصرارهم على الإضرار بسمعة البلاد، لأنه لا يخطر على بال الإنسان العادي أن يتصرف نظام دولة بسلوك أقرب لأن تكون تصرفات "صبيانية" تسير بها إلى السقوط والانهيار المتدرج نحو الهاوية السياسية.
عرف عن نظام الحمدين زجهم للسياسة في كل شيء حدث ذلك في الفن عند بدايات المقاطعة، وقبلها في الإعلام من خلال استخدامه كوسيلة تهديد للمخالفين لسياستهم، بل إن "تسييس الرياضة" خاصة كرة القدم رغم حداثة تدخله فإنه هو المجال الأكثر خطراً عليه والذي يمكن أن يخسر فيه الكثير، لأنه وسيلة ترفيه الفقراء في العالم، والشريحة الأكبر في المجتمعات التي يعرف عنها منذ القدم أن "الدبلوماسية" تصلح ما تخربه السياسة، وبالتالي كان الأجدى على القطريين -وعلى المعلق الرياضي المشهور- أن يستغلوا هذه المناسبة الآسيوية لإعادة التفكير في طريقة تعديل صورتهم بعدما خربتها قضية "المال السياسي" في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وباتت تهدد مستقبل تنظيمها كأس العالم عام 2022.
لا يختلف من يزج السياسة في الرياضة عن الذي يحاول أن يستغلها في المجالات الأخرى، فالعقلية التخريبية هي نفسها تعتمد على الفساد، ولكن هذه المرة لم تسعف أبواقهم "شطارتهم" فانكشفوا ولم تتح لهم الفرصة بأن يمارسوا هواية الحمدين، فالكل بات يدرك "التقية" القطرية!!
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة