ليبيا التي كانت ضحية لطمع بعض الدول الغربية وحقد ومكر وخبث الإخوان وتركيا وقطر وبعض المُغرر بهم من أبناء الشعب الليبي
الكل يعلم أن ليبيا كانت إحدى الدول العربية التي غزاها ربيع دول محور الشر وحولها من دولة آمنة مستقرة يعيش شعبها حياة كريمة إلى دولة تعاني من الفوضى والإرهاب والنزاعات المسلحة، وكل ذلك كان من أجل ما سموه "نيل الحرية" كما يزعم المنتفضون والثائرون إبان انتشار شرارة الثورات في ٢٠١١ التي صُنعت لاستنزاف الثروات العربية باسم تحقيق (الديمقراطية) للشعوب، وهي مجرد شعارات استخدمت لتحقيق غاية.
تعوّل ليبيا حاليا على أشقائها العرب خاصة جيرانها والجامعة العربية للوقوف ضد التغول التركي القطري، وهي بحاجة إلى التعامل بكل قوة وحزم مع كل من يمول الإرهاب والقتل، وأن تعمل بشكل فوري لا يقبل التأجيل لمقاضاة كل من أراد الإضرار بليبيا وشعبها
ليبيا التي كانت ضحية لطمع بعض الدول الغربية وحقد ومكر وخبث الإخوان وتركيا وقطر وبعض المغرر بهم من أبناء الشعب الليبي، اليوم أجزم أنها نادمة وتندب حظها على أوضاعها وتتمنى الزمان والوضع والحال أن ترجع بهم إلى ما قبل أحداث الربيع المشؤوم، وربما لو عاد بهم الزمان لما فعلوا ما فعلوه ولكن "عايزنا نرجع زي زمان.. قول للزمان ارجع يا زمان".
ليبيا تحاول منذ ثلاث سنوات تقريبا أن تتخلص من رجس تركيا وقطر والإرهاب وأن تعود دولة لها سيادتها وسلطانها على أرضها وثرواتها لكنها حتى الآن لا تستطيع نتيجة تغلغل محور الشر في بعض المدن الليبية في الغرب والجنوب والعاصمة، مما يُصَعِّب من المهمة حتى إشعار آخر .
وما ثبوت إرسال وتهريب السفن التركية الأسلحة إلى العمق الليبي إلا سلسلة من سلاسل الاختراق التركي والقطري للسيادة الليبية، فتركيا لا تهرب الأسلحة فقط بل هربت الجماعات والتنظيمات الإرهابية وداعش من سوريا والعراق، بعد الحملات والضربات الدولية، وهي مسؤولة عن تدمير قواعد الأمن والسلم في ليبيا، وعمليات الاغتيالات في صفوف الأمن والجيش والمحامين، بجانب ضلوعها في العديد من العمليات الإرهابية، وأصبحت مسرحا لعمليات الإرهاب التركي والقطري، وذلك بسبب موقعها الجغرافي وساحلها الطويل وقربها من مصر التي يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى محاصرتها، ولتبقى ليبيا نقطة الانطلاق للتهريب والاتجار بالبشر .
إن تكرار القبض على شحنات الأسلحة أو العثور على مصانع متفجرات ضخمة يؤكد أن تركيا سادرة في غيها، وموغلة في تدمير ليبيا، وغارقة من ساسها إلى رأسها في مستنقع الإرهاب الليبي، وأن ما يظهر للإعلام إلا القليل، وأن ما تم القبض عليه وكشفه من شحنات إنما هو جزء يسير مما يتم تهريبه، كما أن تركيا تحشد إخوان ليبيا على أراضيها بهدف زعزعة استقرار البلاد وأمنها، وتستقبل الذهب والأموال الليبية المهربة، وهي قاعدة لانطلاق العمليات الإرهابية عبر أدواتها أمثال الصادق الغرياني وعلي الصلابي بتبرير وإجازة إرهابها في ليبيا .
ما يحدث في ليبيا عمليا هو تنافس على نهب ليبيا مع سيطرة محور الشر على مناطق ومدن ليبية، ولن يكون ذلك إلا باستمرار الإرهاب والجماعات الإرهابية المدعومة من قطر وتركيا، لهذا لن تجد ليبيا منهم الحل، ولن يكون الحل إلا عبر وحدة الليبيين أنفسهم والخروج من عباءة القوى الخارجية، ولا يمكن أن تكون هناك عودة ليبية بدون قيادة وطنية متحدة وليس مصالح شخصية ضيقة .
تعوّل ليبيا حاليا على أشقائها العرب خاصة جيرانها والجامعة العربية للوقوف ضد التغول التركي القطري، وهي بحاجة إلى التعامل بكل قوة وحزم مع كل من يمول الإرهاب والقتل، وأن تعمل بشكل فوري لا يقبل التأجيل لمقاضاة كل من أراد الإضرار بليبيا وشعبها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة