حمدوك يرسل أول مبعوث لبحث السلام مع حركات المعارضة المسلحة
رئيس الجبهة الثورية يؤكد أن موفد "حمدوك" أبلغهم بعزم واهتمام السلطات الانتقالية على تحقيق السلام كأولوية قصوى
أرسل رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك موفداً خاصاً التقى قادة الجبهة الثورية في عاصمة جنوب السودان وبحث معهم عملية إحلال السلام في السودان عبر المفاوضات المقبلة.
وأعلن "حمدوك"، الخميس، تشكيل حكومته الانتقالية التي يمتد أجلها إلى3 سنوات ونصف السنة، ستخصص الـ6 الأشهر الأولى منها لتحقيق السلام بالسودان من خلال التفاوض مع قادة الحركات المسلحة في دارفور والمنطقتين "ولاية النيل الأزرق وولاية جنوب كردفان".
وقال رئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس يحيى إن موفد "حمدوك" أبلغهم عزم واهتمام السلطات الانتقالية على تحقيق السلام كأولوية قصوى، كما طلب تعاون الجبهة الثورية في تحقيق هذا الهدف النبيل في أقرب وقت.
وتوقع رئيس الجبهة الثورية -في بيان السبت، اطلعت عليه "العين الإخبارية"- أن تلتقي "الثورية" خلال الأسبوع المقبل مع وفد من المجلس السيادي يكون معنياً بموضوع السلام.
ويتواجد حالياً قادة الجبهة الثورية في عاصمة جنوب السودان "جوبا" منذ أيام لإجراء مشاورات داخلية اتفقت خلالها على توحيد موقفها التفاوضي، كما اتفقت على الدخول في المفاوضات المقبلة بوفد واحد.
والتقى سلفاكير، الأربعاء، قيادات القوى المسلحة في المنطقتين ودارفور، على رأسهم رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان عبدالعزيز الحلو ومالك عقار وأركو مناوي وآخرون، وأجرى معهم مباحثات حول بدء محادثات السلام مع الحكومة الانتقالية بالسودان.
وقالت مصادر لـ"العين الإخبارية" إن سلفاكير أبلغ قادة الحركات عند اجتماعه الأربعاء بأن مفاوضات السلام التي تستضيفها جوبا ستكون برعاية دول جوار السودان وهي "أوغندا، تشاد، إريتريا، إثيوبيا، كينيا، مصر، إضافة إلى الإمارات والسعودية".
وأكد البيان أن اجتماعات الجبهة الثورية في جوبا متواصلة، وتسعى لبلورة موقف تفاوضي موحد توطئة للدخول إلى مفاوضات تفضي إلى سلام عادل وشامل يخاطب جذور المشكلة السودانية ويعالج آثار الحرب.
وأوضح أن الثورية تأمل في اتفاق يعالج أسباب النزوح واللجوء، تمهيدا لعودة الملايين من النازحين واللاجئين إلى مناطقهم الأصلية، والاتفاق على ترتيبات أمنية فاعلة تسهم في إصلاح القطاع الأمني وبناء جيش وطني موحد يعكس تركيبة ومصالح السودانيين جميعا، ومخاطبة خصوصيات مناطق الحرب وجميع مناطق الهامش، وبناء نظام جديد قائم على المواطنة المتساوية.
ودعت الجبهة الثورية مجلسي السيادة والوزراء إلى التنفيذ الفوري لما ورد في الوثيقة الدستورية من إجراءات بناء الثقة، وعلى رأسها فتح الممرات الإنسانية، وإطلاق سراح الأسرى، وإلغاء الأحكام الصادرة في حق بعض قيادات حركات الكفاح المسلح، وإرجاع الممتلكات إلى مصادرها.
وتابع: "لضرورة أن يكون السلام المنشود عادلا وشاملا لا يستثني أحدا تدعو الجبهة الثورية السودانية جميع تنظيمات الكفاح المسلح للانضمام إليها أو التنسيق معها لخلق كتلة سياسية تعين على إعادة هيكلة الدولة السودانية وتحقيق السلام العادل الشامل القابل للاستدامة في كل ربوع البلاد".
ومنذ أكثر من أسبوع تستضيف عاصمة جنوب السودان "جوبا" اجتماعات تشاورية داخلية بين مكونات الحركات المسلحة في دارفور والمنطقتين توجت بتوحيد جميع الفصائل في تحالف "الجبهة الثورية"، وأسندت رئاسته إلى الدكتور الهادي إدريس يحيى.
وفي خطوة لافتة أعلن رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان عبدالعزيز الحلو استعداده للتفاوض مع الحكومة الانتقالية، قائلاً إنها وجدت القبول من الشارع وقوى الانتفاضة.
واعتبر الحلو، في تصريحات صحفية، الأربعاء، التوقيع على الإعلانيين "السياسي والدستوري" وتشكيل المجلس السيادي ومجلس الوزراء خطوة إيجابية تمضي في الطريق الصحيح، ويمكن أن تدفع نحو تحقيق السلام في السودان باعتبار أنها قوى جديدة.
وحددت وثائق الاتفاق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير فترة 6 أشهر الأولى من عمر الحكومة الانتقالية لتحقيق السلام في دارفور والنيل الأزرق من خلال التفاوض مع القوى المسلحة.
aXA6IDMuMTQ3Ljc1LjQ2IA== جزيرة ام اند امز