جريمة "المطرقة" ضد 3 إماراتيات ببريطانيا.. أدلة دامغة وعدالة غائبة
تغيب العدالة رغم عرض الفريق القانوني للفتيات كل الأدلة والبراهين التي تثبت إهمال الفندق في اتخاذ الإجراءات الأمنية الكافية لحمايتهن.
مهزلة قضائية تحول دون إتمام العدالة.. هكذا وصفت الإماراتيات الثلاث اللواتي تعرضن لاعتداء وحشي بمطرقة في أحد فنادق لندن قبل نحو 5 سنوات، حكم المحكمة العليا في لندن الجمعة، الذي تحامل عليهن ولم يلزم الفندق بدفع تعويضات بعدما قالت المحكمة: إن الفندق لم يكن مسؤولا عن الهجوم.
وكانت الشقيقات فاطمة النجار (36 عاما) وعهود النجار (37 عاما) وخلود النجار (39 عاما)، إضافة إلى أفراد آخرين من الأسرة، بينهم أطفال، بغرفهم في فندق كمبرلاند في ماربل آرك يوم 6 أبريل/نيسان 2014، عندما تسلل فيليبس سبينس، وهو مدمن مخدرات، لسرقتهن والاعتداء عليهن بمطرقة حديدية.
القضية نالت اهتمام الإماراتيين والبريطانيين على حد سواء وتسببت في حالة من الذعر لدى الزائرين في لندن بسبب نوعية الجريمة غير المسبوقة التي خلفت قائمة المشكلات والإعاقات الطبية.
فمن تلف في المخ لفتاة مقعدة على كرسي متحرك بعد 6 ضربات على الرأس، إلى فقد حاسة التذوق وعدم التمكن من التنفس من أنفها، مرورا بمعاناة الفتيات الثلاث من الصرع وتوتر ما بعد الصدمة.
وبرغم عرض الفريق القانوني للفتيات لكل الأدلة والبراهين التي تثبت إهمال الفندق الذي لم يتخذ الإجراءات الأمنية الكافية لحمايتهن، قضت المحكمة ببراءة الفندق، وقالت إن احتمال وقوع مثل هذا الهجوم العنيف كان "منخفضا جدا".
وقالت الفتيات: إن "أهوال تلك الليلة المرعبة مؤلمة للغاية، ويؤسفنا أن كل ما عانيناه ذهب سدى دون مقابل بعدم استردادنا حقنا العادل".
وأضافوا: "نحن فقدنا شقيقتنا وتغيرت حياتنا للأبد للأسوأ، منذ تعرضنا لهذا الهجوم داخل غرفتنا بهذا الفندق".. ووصفن الحكم بأنه "صورة زائفة للعدالة".
واتهم الفريق القانوني إدارة الفندق بالتهاون مع مجرم كان معروفا عنه سلوكه الإجرامي، وقد أدين قبل هذا الحادث في 3 مرات بمحاولات الشروع بقتل، وهو ما يضع الفندق أمام المسؤولية؛ لأنه سمح، بسهولة، لمجرم خطير بالوصول إلى الدور السابع الذي تقيم به الفتيات الثلاث واقتحام غرفتهن من الباب.
الأخوات الثلاث خضعن منذ هذا الحادث إلى العشرات من العمليات الجراحية الدقيقة لإصلاح الأضرار التي لحقت بوجوههن وأجسامهن، وقضت الأسرة في مستشفى بالعاصمة البريطانية لندن حوالي 10 أشهر، وعادت عدة مرات إلى هناك لمتابعة واستكمال العلاج.
وأسفر الهجوم عن تحطيم نصف وجه خلود وجمجمتها، وعُثر على جزء من مخ عهود على وسادتها. وكذلك تحطم أنف فاطمة.
وفي مهزلة قضائية، أخلت المحكمة البريطانية العليا برئاسة القاضي جيتس دينجمانز، مسؤولية فندق "كمبرلاند" الذي تمتلكه شركة "جي إل إتش" الماليزية للفنادق، عن حادثة الشقيقات الإماراتيات الثلاث الذي وقع في أبريل/نيسان 2014.
وقالت المحكمة في حكمها: إن الفندق اتخذ الإجراءات الأمنية اللازمة لحماية النزلاء من الأنشطة الإجرامية الخارجية، وإن ما حدث لهن كان بسبب عدم إغلاقهن باب غرفتهن في الفندق.
الفريق القانوني للشقيقات الثلاث خلال الدعوى التي قدمها بالمحكمة العليا، قال: إن الأنظمة الأمنية في الفندق لم تكن كافية، الأمر الذي سمح للمجرم بالدخول بكل سهولة وبدون أن يعترضه أفراد الأمن، رغم أن المجرم له تاريخ سابق في اقتحام الفنادق ومهاجمة النزلاء وفقاً لما قدمه الفريق القانوني من دلائل، إلا أن المحكمة قررت إخلاء مسؤولية الفندق وإسقاط دعوى المطالبة بالتعويض.