"أرض العرب" تحتضن مستقبل أوروبا.. الروح تعود لـ"قصر الحمراء"

بين ثنايا التاريخ وأطلال العرب في "بلاد الأندلس"، تبحث أوروبا مستقبلها، وهي تقف على خيط جيوسياسي رفيع.
ففي مدينة غرناطة الإسبانية، تعقد الجماعة السياسية الأوروبية، قمتها الثالثة، اليوم الخميس.
ويُعقد اجتماع الجماعة السياسية الأوروبية الذي يمثل معلما رئيسيا للرئاسة الإسبانية الحالية لمجلس الاتحاد الأوروبي، في مركز المؤتمرات بمدينة غرناطة.
وغرناطة هي ملتقى الحضارات منذ العصور القديمة، وشهدت على نهاية الوجود العربي، من آخر معاقله في الأندلس.
وهذا هو المؤتمر الأوروبي الثالث الذي ينعقد منذ إنشاء الجماعة السياسية الأوروبية في 9 مايو/أيار 2022 بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كان يتولى في ذلك الوقت الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن يجمع اجتماع الجماعة السياسية الأوروبية، الذي عقد اجتماعيه السابقين في براغ ومولدوفا، نحو 47 زعيما من جميع أنحاء القارة في 5 أكتوبر/تشرين الأول.
وتزداد أهمية هذا الاجتماع من حقيقة أنه يسبق قمة غير رسمية لرؤساء دول أو حكومات الاتحاد الأوروبي، سيحضرها زعماء الاتحاد الأوروبي الـ 27، في اليوم التالي بغرناطة.
مستقبل أوروبا
وسيناقش الاجتماعان مستقبل أوروبا، في لحظة حاسمة من وجهة نظر جيوسياسية، ووسط أزمات مختلفة الحدة والمستويات، سواء على مستوى الأمن أو الطاقة والاقتصاد.
فيما ستركز جلسات عمل الجماعة السياسية الأوروبية على القضايا الاستراتيجية، وعلى وجه الخصوص، على التحديات المستقبلية للمنطقة.
وبالنسبة للرئاسة الإسبانية لمجلس الاتحاد الأوروبي، فإن هذا الاجتماع ينعقد في لحظة صعبة بسبب التغيرات والتحولات التي يشهدها العالم حاليا، مما يجعل غرناطة المدينة التي يمكن أن تشهد اتخاذ قرارات أساسية بشأن مستقبل أوروبا بأكملها، وليس فقط بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن يركز الاجتماع أيضا على الصراعات الحالية التي تؤثر على القارة، بهدف الاستفادة من حضور معظم الزعماء الأوروبيين، فضلا عن إعادة توحيد القارة العجوز في وجه الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وتقسم الرئاسة الإسبانية مناقشات اجتماع السياسية الأوروبية في أربع مجموعات عمل حول ثلاثة مواضيع:
- الرقمنة: مع التركيز بشكل خاص على الذكاء الاصطناعي باعتباره قضية رئيسية للمستقبل، سواء داخل الاتحاد الأوروبي أو خارج حدوده. وستركز الجلسة على التنظيم المحتمل للذكاء الاصطناعي وتطوير فوائده، وعلى الكيفية التي ينبغي لأوروبا أن تقود بها التحول الرقمي الذي يكون إنسانيا ويحترم الحقوق الأساسية.
- الطاقة والبيئة والتحول الأخضر: سيتناول الزعماء المناقشات الرئيسية المتعلقة بالطاقة التي جرت في السنوات الأخيرة، بهدف أن تأخذ أوروبا أيضًا زمام المبادرة في هذا التحول، والذي يعد أحد أهداف الرئاسة الإسبانية لمجلس أوروبا.
- التعددية والاستراتيجية الجيوستراتيجية: وتنقسم المناقشات في هذا الجزء إلى قسمين، الأول يتناول التداعيات المختلفة للحرب في أوكرانيا، والثاني حول الإصلاح المحتمل لدور بعض المؤسسات والهيئات الدولية في مواجهة الصراع.
أجندة لا تخلو من "قصر الحمراء"
وفيما يتعلق بأجندة الاجتماع، يصل القادة والزعماء المشاركين إلى مركز المؤتمرات في مدينة غرناطة، في تمام الـ١١:30 بالتوقيت الأوروبي، على أن تبدأ الجلسة الافتتاحية في تمام الـ12:30.
ويعقد عدد من القادة المشاركين في الاجتماع مؤتمرا صحفيا في الساعة 15:00 عصرا، قبل أن يزور جميع المشاركين مجمع قصر الحمراء، أهم معالم مدينة غرناطة التاريخية.
ويضم اجتماع الجماعة السياسية الأوروبية (EPC)، زعماء الاتحاد الأوروبي الـ27، بالإضافة إلى 17 قائدا لدول القارة خارج التكتل مثل بريطانيا وتركيا والنرويج وأوكرانيا.
وبصفة عامة، تهدف الجماعة السياسية الأوروبية إلى تعزيز الحوار السياسي والتعاون لمعالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز أمن واستقرار وازدهار القارة الأوروبية.
وقبل قمة اليوم، اجتمعت الجماعة السياسية الأوروبية مرتين. الأولى في أكتوبر/تشرين الأول 2022، حيث ناقش القادة بشكل رئيسي قضايا السلام والأمن، وخاصة حرب روسيا في أوكرانيا، وأزمة الطاقة.
فيما كانت الثانية في يونيو/حزيران 2023، إذ ناقش قادة الدول المشاركة، الجهود المشتركة من أجل السلام والأمن ومرونة الطاقة والاتصال والتنقل في أوروبا.
ومن المقرر عقد الاجتماع الرابع للمجموعة السياسية الأوروبية في المملكة المتحدة في وقت يحدد لاحقا.