الانتخابات المحلية الفلسطينية.. خبير يفند مناورة "حماس" و"تخوف السلطة"
رأى خبير في الشأن الفلسطيني أن الانتخابات البلدية بالضفة الغربية مهمة سياسيا، ولكنها لن تعطي صورة كاملة لتوجهات الفلسطينيين.
وأشار هاني المصري، الخبير في الشأن الداخلي الفلسطيني، في حديث لـ"العين الإخبارية" إلى أن حركة "حماس"، التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات، تشارك عمليا بها من خلال دعم قوائم بعينها.
وقال المصري إن "نتائج الانتخابات لن تعطي صورة واضحة لتوجه الشارع الفلسطيني؛ فحركة حماس لا تشارك في كل المواقع، وحتى لو نجحت في بعض المدن فإنه لن يكون من الممكن بناء مؤشرات على النتائج".
واستغرب مشاركة "حماس"، وإن لم تكن رسمية، بالانتخابات في الضفة الغربية بعد أن منعتها في قطاع غزة.
ويجري غدا، السبت الاقتراع في الانتخابات المحلية "المرحلة الثانية"، في 50 هيئة محلية بالضفة الغربية، حيث ستفتح مراكز الاقتراع أبوابها من الساعة السابعة صباحاً حتى السابعة مساءً، لتمكين الناخبين والذين يقدر عددهم بما يزيد عن 715 آلف ناخب وناخبة، من الإدلاء بأصواتهم.
ومن المقرر أن تعقد لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية في اليوم التالي للاقتراع، مؤتمراً صحفياً تعلن فيه نتائج الانتخابات، بما يشمل عدد الأصوات والمقاعد التي حصلت عليها كل قائمة وأسماء الفائزين من كل هيئة محلية.
واستبعد المصري بالكامل أن تكون الانتخابات المحلية التي جرت على مرحلتين، الأولى نهاية العام الماضي 2021، والثانية غدا السبت، خطوة أولى لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي كانت مقررة منتصف العام الماضي، وتم تأجيلها الى أجل غير مسمى.
وقال المصري: "السلطة الفلسطينية لن تتوجه إلى انتخابات رئاسية وتشريعية تخسرها".
وإلى نص الحوار:
- ما هي الأهمية السياسية لهذه الانتخابات؟
تأتي هذه الانتخابات بعد إلغاء الانتخابات الرئاسية والتشريعية العامة الماضي، وهي فرصة لمعرفة مؤشرات على توجهات الناس على الأقل بالضفة الغربية وإن كان شكل مشاركة الفصائل لن يعطي صورة كاملة لهذه التوجهات.
وهناك بعد سياسي لهذه الانتخابات بسبب الانقسام الفلسطيني، فلو لم يكن هناك هذا الانقسام لكان بعدها السياسي محدود، وخاصة أن حماس تشارك في الانتخابات البلدية للمدن بشكل لا بأس به، وبالتالي فإذا ما نجحت الأخيرة في نابلس وطولكرم والبيرة والخليل، فإن هذا سيكون بمثابة مؤشر على أن شعبية السلطة الفلسطينية، كما هو متوقع وكما تشير الاستطلاعات، متراجعة.
وهي مهمة أيضا لأن حماس تشارك فيها في الوقت الذي تمنع فيه إجراء الانتخابات البلدية في غزة؛ فكل طرف يتعامل مع الانتخابات على مقاسه الخاص وليس من منطلق الاحتكام للناس بشكل منتظم بغض النظر عن الوضع الشعبي لهذا الفصيل أو ذاك والنتائج التي من الممكن أن يحصل عليها، ويبدو أن حماس تخشى الانتخابات في قطاع غزة.
ما هو المنطق في المشاركة بالانتخابات في الضفة الغربية ومنعها في قطاع غزة؟ فإذا ما كانت الحجة هي ترابط الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية، فلماذا لا تقاطع حماس أيضا الانتخابات بالضفة الغربية؟
وعلى الرغم من كل ما قيل، فإن نتائج الانتخابات لن تعطي صورة واضحة لتوجه الشارع الفلسطيني؛ فحركة حماس لا تشارك في كل المواقع، وحتى لو نجحت في بعض المدن فإنه لن يكون من الممكن بناء مؤشرات على النتائج.
- ولكن حماس تقول بشكل علني إنها تقاطع الانتخابات؟ فهل مشاركتها بالضفة الغربية علنية؟
حماس لم تعلن رسميا مشاركتها بالانتخابات في الضفة الغربية، ومع ذلك فإن مشاركتها واضحة، فإذا ما نظرت إلى القوائم في العديد من المدن بالضفة الغربية فإن هذه المشاركة ملموسة.
حماس لا تقول إن لها قوائم بالانتخابات، ولكن فعليا مشاركتها واضحة. والملفت للنظر، وهذا أمر مهم، أن هناك ظاهرة ائتلاف حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في عدة مواقع، وهو أمر ملفت خاصة في ظل الحديث عن جبهة وطنية ومقاطعة الاجتماع الأخير للمجلس المركزي الفلسطيني، وبالتالي فإن هناك معالم تحالف جديد ينسج على الأرض.
وهناك أيضا مؤشرات على أن حركة "حماس" تتبنى قوائم معينة دون أن تعلن عن ذلك رسميا، فإذا ما نجحت سيقولون إنها قوائم الحركة وإذا لم تنجح سيقولون إن الحركة تقاطع الانتخابات.
- ما سر غياب قوائم باسم حركة "فتح" في بعض المواقع؟
هناك تعدد لقوائم "فتح" في عدد من المواقع، وأحيانا لا تجد أي قائمة رسمية باسم الحركة في مواقع أخرى، وهناك مواقع فيها قوائم لحركة "فتح" دون أن تتبناها الحركة رسميا. وهناك مواقع تتبارى فيها قوائم خليط من الفصائل والمستقلين.
- هل من الممكن أن تكون هذه الانتخابات خطوة نحو الانتخابات الرئاسية والتشريعية؟
مستحيل، الرئيس الفلسطيني (محمود عباس) يريد انتخابات رئاسية وتشريعية تفوز فيها حركة "فتح" وليس انتخابات قد تفوز أو لا تفوز فيها الحركة التي يقودها. والاتفاق الذي تم التوصل إليه العام الماضي، قبل قرار إلغاء الانتخابات، كان تشكيل قائمة مشتركة من "فتح" و"حماس" مع الاتفاق على مرشح توافقي للرئاسة.
كما أن هناك إشكالية تتمثل في أن حركة "فتح" غير موحدة إلى حد أنه تم تأجيل انعقاد المؤتمر العام الثامن للحركة الذي كان مقررا هذا الشهر. وعليه فإن السلطة الفلسطينية لن تتوجه إلى انتخابات رئاسية وتشريعية تخسرها.
- هل تعد الانتخابات البلدية رسالة إلى الدول والتكتلات الغربية وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي، والتي تطالب بانتخابات رئاسية وتشريعية؟
هناك خلاف بين الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية بسبب عدم تحديد موعد للانتخابات، ولكن لا أرى أن هناك انتخابات رئاسية وتشريعية بالأفق، ولا أعتقد أن الاتحاد الأوروبي يعتبر الانتخابات البلدية كافية.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNC41MCA=
جزيرة ام اند امز