حفل هاني شاكر في سوريا.. فوضى وعراك للفوز بتذكرة
شهدت دار أوبرا دمشق، الخميس، فوضى عارمة تخللتها مشاهد عراك وتدافع لشراء تذاكر حفل الفنان المصري هاني شاكر المقرر الأسبوع المقبل.
وأظهرت لقطات عرضتها صفحات سورية عبر الشبكات الاجتماعية التدافع بين الحاضرين الذين توافدوا منذ ساعات الصباح على مقر الأوبرا.
وتضمنت الصور ومقاطع فيديو شجاراً بالأيدي وتدافعاً لعشرات المتجمعين على شباك التذاكر بعد أن انكسر الباب الخارجي جراء قوة التدافع.
وقال رجل في لقاء مصوّر مع صحيفة "الوطن" المحلية "جئتُ منذ الساعة الثانية عشر ليلاً، ونمتُ في سيارتي لأكون أول الواصلين صباحاً". وأضاف "بقينا أربع ساعات واقفين على الباب قبل أن ينكسر وتعم الفوضى".
وقالت سيدة لم تخف ملامح السعادة على وجهها "جئتُ عند الساعة السابعة صباحاً وحصلتُ على تذكرة بصعوبة".
وأعلنت دار أوبرا دمشق والتي تحمل الاسم الرسمي "دار الأسد للثقافة والفنون"، عن بدء بيع تذاكر الحفلة منذ صباح الخميس في تمام العاشرة، إلا أن العشرات تجمهروا مع ساعات الصباح الأولى لشراء التذاكر في بلد قلّما يُحيي فيه مطربون معروفون حفلات منذ سنوات.
وأعلنت الدار في وقت لاحق عن حفلة ثانية للمغني المصري، "نظراً للإقبال الكبير" على الحلفة الأولى المقررة في 15 سبتمبر/ أيلول.
ومع بدء موجة الاحتجاجات عام 2011، توقفت تدريجياً في البلاد معظم المظاهر الثقافية والفنية، مع إحجام معظم المطربين والفنانين عن المجيء إلى سوريا لاتخاذهم موقفاً سياسياً من نظام الحكم في البلاد، أو خوفاً من الأوضاع الأمنية غير المستقرة.
إلا إن تلك الحالة بدأت تنكسر مع نهاية العمليات العسكرية في دمشق ومحيطها في عام 2018، وأحيا بعض المطربين حفلات خجولة، معظمهم لبنانيون مثل مروان خوري وعاصي الحلاني وملحم زين. كما أحيت النجمة اللبنانية نجوى كرم حفلة في قلعة دمشق في أغسطس/ آب الماضي.
ولم ينجُ الفنانون من الانقسام الحاد الذي يضرب البلاد مع استمرار النزاع منذ أكثر من 11 عاماً، في الوقت الذي لا يلوح فيه أفق أي حل سياسي.
وفي فبراير/ شباط الماضي، اضطرت المغنية اللبنانية هبة طوجي أن تلغي حفلتين كانتا مقررتين في دار أوبرا دمشق برفقة الموسيقي أسامة الرحباني، في قرار عزته الفنانة الشابة إلى "التشنجات الإقليمية الكبيرة" وإقحامها في "صراعات" و"جدل" لا علاقة لها به.
وتعرضت طوجي والرحباني حينذاك لانتقادات شديدة من حقوقيين ومعارضين لنظام الحكم في سوريا، إذ اعتبر البعض أن تقديم الحفلتين في دار أوبرا دمشق التي تحمل رسميا اسم "دار الأسد للثقافة والفنون" هو بمثابة "التطبيع" مع النظام السوري.
ومع كل نشاط فني أو حفل غنائي، يتجدد الانقسام على مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا، بين مؤيد لها ومن يعتبرها "إعادة بثّ روح الحياة في بلد عانى من الموت والدمار"، وبين معارض لها يعتبرها "استسهالاً بأوجاع الناس" و"استهزاءً بدماء من ماتوا" خلال النزاع.