سياسة
"مصر وسوريا أخوات".. هاني شاكر يعزف على وتر السياسة في دمشق
"مصر وسوريا أخوات".. أغنية صدح بها الفنان المصري هاني شاكر على الأراضي السورية لأول مرة منذ 15 عاما، في رسالة اعتبرت مقدمة لتقارب سياسي.
فبالزغاريد والورود وبأعلام مصر وسوريا، كانت مظاهر للاستقبال الحافل للفنان المصري، في حدث حمل العديد من الرسائل التي تخطت الحفل؛ لعدة أسباب أولها أن القوى الناعمة أحد أقوى عوامل التقارب السياسي بين الشعوب، فضلا عن أن زيارة هاني شاكر والذي كان نقيبًا للموسيقيين في مصر (منصب حكومي) يُعد رسالة على نوع من التقارب قد يحدث بين قيادة البلدين في المستقبل القريب.
رسائل أكدتها الأغنية التي صدح بها الفنان المصري هاني شاكر، والتي وردها فيها: "مصر وسوريا ما بينهم وحدة من البدايات وحروبهم شاهدة، دول شعبين وهمومهم واحدة، مصر وسوريا تاريخ وأخوات كتف في كتف في وقت الجد"، مما لاقى تفاعلا كبيرًا من الجمهور.
آثار سياسية
ورغم أن الفنان المصري الملقب بـ"أمير الغناء العربي" أنهى زيارته إلى سوريا بعد إحياء حفلين مكتملي العدد بدار الأوبرا بالعاصمة دمشق، لكن الأثر السياسي لهذه الزيارة وتداعياتها لم ينته بعد.
فالبلدان اللذان توحدا تحت مسمى "الجمهورية العربية المتحدة" قبل 64 عاما لمدة 3 سنوات، وكانت القاهرة عاصمة لهما، تجمعهما روابط وشراكات تاريخية، بحسب مسؤول بالحكومة السورية رحب بزيارة الفنان المصري، معتبرا أن "الدبلوماسية الشعبية تنعكس إيجابا على تطوير وتعميق مجالات التعاون بين البلدين".
وقال الدكتور عبد القادر عزوز، المستشار برئاسة الوزراء السورية، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن زيارة الفنان هاني شاكر إلى سوريا وردود الفعل المرحبة من قبل جميع أوساط الشعب السوري دليل على عمق الروابط الشعبية بين البلدين.
دبلوماسية راسخة
وأوضح مستشار رئيس الحكومة السورية أن "الدبلوماسية الشعبية الراسخة بين البلدين تعود إلى روابط تاريخية وجغرافية شديدة"، مشيرا إلى أن حفلي هاني شاكر عبر فيهما جميع أبناء سوريا بشكل عفوي عن حبهم لمصر.
وأشار إلى رسائل "رمزية" بثها هذا الحفل، وهي أن هاني شاكر جاء من بلد يحبها أبناء سوريا، ما استحضر "ذكرى الوحدة التاريخية التي لا تغيب عن أذهان السوريين أو المصريين".
"تلك الروابط دليل على أن تعافي سوريا ومصر هو تعاف للأمة العربية وهما جناحاها الأساسيان"، بحسب مستشار رئيس الحكومة السورية، الذي رأى أن "الدبلوماسية الشعبية بمختلف أبعادها الثقافية والفنية والاقتصادية ستنعكس إيجابا على تطور وتعميق مجالات التعاون بين كلا البلدين على المستوى الرسمي".
وأشار إلى أن الزيارة كانت كاشفة لمدى عمق الروابط الشعبية بين البلدين؛ فـ"التقارب وتعميق مجالات التعاون يصب في مصلحة استقرار البلدين والأمن وازدهار وتنمية العلاقات".
وأكد أن هذا التقارب يؤثر إيجابا على جميع شعوب المنطقة، ويحصن الأمن القومي العربي فى مواجهة مختلف التحديات والتهديدات التي قد تواجهها".
قوة ناعمة
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة طارق فهمي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن حفلات الفنانين العرب بشكل عام، وما جرى في حفل هاني شاكر يؤكد التأثيرات غير الرسمية (الشعبية) للتقارب العربي السوري.
وأوضح أن "الفن يمثل ركنا من التقارب العربي بشكل كبير، مدللا بما جرى فى الستينيات خلال فترة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حين كانت القاهرة ملتقى لكل المطربين العرب؛ لذا فالفن حاضر لدى كل الشعوب العربية وهو عامل مهم في التقريب بينها وتطور المجتمعات".
وأشار المحلل السياسي إلى أن الدبلوماسية الشعبية واللقاءات وما جرى من اتصالات وزيارات اتحادات العمال والنقابات التي جرت في وقت سابق لسوريا، تؤكد تحقيق مزيد من التقارب العربي السوري.
وأكد أنه قبل إحياء حفل شاكر كانت هناك "مساحات للتلاقي العربي مع الحكومة السورية، حيث إن هناك دولا أعادت العلاقات مع سوريا مثل الأردن، وكانت هناك اتصالات ولقاءات دبلوماسية وأمنية بين مصر والجانب السوري، تمت على مستويات مختلفة دون أي تحفظات.
وأشار الخبير السياسي إلى أن غياب سوريا عن القمة العربية التي ستجري في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في الجزائر، لا يعني غيابها وعدم وجود تمثيل لها، لأن دمشق حاضرة في قلب وعقل كثير من العرب.
وتستضيف الجزائر مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل القمة العربية، فيما أعلنت سوريا أنها لن تشارك في هذه القمة، ردا على الانقسام العربي حول الموقف من حضورها.
يذكر أن عضوية سوريا في الجامعة العربية معلقة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2011، على خلفية الاحتجاجات الواسعة في البلاد وتعامل الحكومة معها آنذاك.
رسالة حب وسلام
وحول الزيارة، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن "شاكر حمل رسالة حب وسلام من الشعب المصري الشقيق لينثرها في قلب الجمهور السوري".
وأضافت الوكالة الرسمية: "قطف أيقونة الغناء العربي (هاني شاكر) أجمل أغانيه بباقة حاضرة في قلوب ووجدان الجمهور العربي، وحملها السلام والمحبة لينشرها في دمشق قلب العروبة النابض فأطرب بحنجرته الذهبية وحضوره الرصين عاشقيه الذين تناقلوا فنه جيلاً بعد جيل".
aXA6IDE4LjExNy4xMi4xODEg
جزيرة ام اند امز