بالفيديو.. فايزة حيدر.. مصرية تتحدى المألوف باحتراف كرة القدم
أول مدربة مصرية معتمدة من الاتحاد الإنجليزي
عشقها الجم للمستطيل الأخضر منذ الصغر دفعها لاحتراف كرة القدم، متحدية كل العادات والتقاليد داخل مجتمعها.
عشقها الجم للمستطيل الأخضر منذ الصغر دفعها لاحتراف كرة القدم، متحدية كل العادات والتقاليد داخل مجتمعها. بـ"تيشيرت" يحمل رقم 11.. تقف الفتاة المصرية فايزة حيدر داخل الملعب، لتقود فريق الطيران والمنتخب الأول للسيدات في المراكز الأولى بالبطولات المحلية والدولية.
أمر غير مألوف
الأصول الصعيدية لفايزة حيدر لم تمنعها من اختراق مجال كرة القدم، تسرد اللاعبة المصرية بدايتها مع الكرة، قائلة: "سبب احترافي لكرة القدم، موهبة وجدت نفسي فيها، لا يوجد أي مانع لاحتراف اللعبة ودراسة التدريب وصقل مهاراتي فيها".
عيون تملؤها العزيمة والإصرار تكشف سر نجاح اللاعبة والمدربة فايزة في مواصلة الطريق. تقول "بلعب في مراكز مختلفة، ولكن يفضل المدربون تمركزي كوسط ملعب مدافع" مؤكدة على أن اللاعب المصري ياسر ريان هو قدوتها داخل الملعب.
مشوارها مع اللعبة الأكثر انتشارا بالعالم بدأ منذ عامها الـ 5، انطلقت فايزة مع أخيها الصغير للعب كرة القدم في الشارع، وحالفها الحظ للالتحاق بأول موسم للكرة النسائية في مصر عام 1997 بنادي حلوان العام.
مهارات حيدر واجتهادها دفعها للانضمام لفريق منتخب مصر الأول والوصول لأمم أفريقيا عامي 1998 و2016. حققت اللاعبة أول بطولة دوري ممتاز مع فريق نادي الطيران في موسم 2003.
إنجاز غير مسبوق
بصوت يملؤه الحماس، توجه حيدر تعليماتها للاعبات قبل وأثناء المباريات، ناقلة لهن خبرتها في اللعبة طوال 22 عاما.
توسيع قاعدة الكرة النسائية هدف اللاعبة، الذي مكنها من الريادة بمجال التدريب. في سن صغير أصبحت فايزة أول مدرب مصري معتمد من الاتحاد الإنجليزي. محققة إنجازا غير مسبوق في بلادها.
تتحدث فايزة بفخر شديد، قائلة: "اعتمادي من الاتحاد الإنجليزي بمجال التدريب، نقلة نوعية في حياتي".
الفتاة صاحبة الـ 35 عاما، حملت على عاتقها مسؤولية نشر كرة القدم النسائية بمصر. أسست فايزة عام 2013 مشروع "حققي حلمك" لـ 100 فتاة، ومع مرور السنوات نجح المشروع في تأهيل وتدريب 350 فتاة لاحتراف الكرة بالأندية والمنتخبات النسائية، وتأسيس أكاديمية رياضية إنجليزية بصعيد مصر.
تحديات واحدة
يعود تاريخ كرة القدم النسائية إلى القرن الـ 19، ارتدت السيدات الفساتين والأحذية ذات الكعوب العالية أثناء لعب المباريات. ولعبت أول مباراة رسمية بمدينة لندن عام 1895، بينما جاءت المباراة الدولية الأولى عام 1921.
انتشرت الكرة النسائية بداية من بريطانيا وألمانيا ومرورًا بألمانيا وإيطاليا وصولًا لأمريكا خلال القرن الـ 20.
وسرعان ما ظهرت أصوات منادية بحظر الكرة النسائية، حظر اتحاد الكرة الدولي اللعبة على السيدات. بينما كان تأسيس اتحاد دولي لكرة القدم النسائية عام 1969 انطلاقة لعودة اللعبة، وأقيم أول كأس عالم للسيدات بالصين 1991.
رغم مرور العقود، إلا أن المعوقات لا تزال قائمة أمام السيدات في اللعبة. واجهت اللاعبة تحديات كثيرة بداية من أسرتها التي رفضت سفرها ولعبها لكرة القدم، وصولًا لنظرة المجتمع والعادات والتقاليد والظروف المادية.
تقول فايزة بثقة شديدة: "تحديات كبيرة واجهتني، رفض أهلي للسفر مع معسكرات النادي والمنتخب، إضافة إلى أن المجتمع يقف عائقا أمام طموح الفتاة، فلم يكن أمرا سهلا، لكن الأجيال السابقة باللعبة سهلت علينا المشوار".
شخصية قيادية
قوة الشخصية والعزيمة مكنتاها من خوض تجربة تدريب فريق للرجال. بابتسامة صافية تشرح المدربة تجربتها عامي 2010-2011 مع فرق للرجال، محققة إنجازات على مستوى محلي بالحصول على أفضل مدرب وسط 64 مدربا آخر.
مواكبة الكرة العالمية وتطوير المهارات، شعار ترفعه حيدر طوال المشوار. تسعى المدربة على متابعة الكرة العالمية ومدارس الكرة المختلفة، لصقل موهبتها والتمييز عن باقي المدربين في كرة القدم.
طموح لا يتوقف
ميداليات وكؤوس حققتها فايزة حيدر على مستوى اللعب والتدريب، تمكنت المدربة المصرية من قيادة منتخب ذوي الاحتياجات الخاصة للسيدات لكأس العالم شيكاغو 2018.
وعلى الرغم مما حققته اللاعبة المصرية من إنجازات في سن صغيرة، فإن تطلعاتها لم تتوقف بعد، تحلم حيدر بوصول جميع منتخبات مصر لكأس العالم، مؤكدة أن مصر تمتلك كوادر ومدربين على مستوى عال من الكفاءة.
وبكل طموح تقول فايزة: "ما حققته على مدار 22 عاما مُرضٍ لي بشكل كبير، لكن طموحي احترف التدريب في الدوري الإنجليزي".