بالفيديو.. الحريري يستأنف مهامه رسميا بإجراء مفاجئ
رئيس الوزراء اللبناني أكد سياسة النأي بالنفس مع الحفاظ على أن "لبنان أولا" والعلاقات العربية مقدمة على غيرها في الخارج.
في أول أنشطته الرسمية بعد عودته إلى لبنان لاستئناف مهام منصبه، فاجأ رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الخميس، المشاركين في المؤتمر المصرفي العربي بحضوره وإلقاء كلمة وسط تصفيق حاد.
وصافح الحريري، فور دخوله القاعة، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وتم عزف النشيد الوطني اللبناني.
والمؤتمر ينظمه اتحاد المصارف العربية تحت عنوان: "توأمة الإعمار والتنمية.. معا لمواجهة التحديات الاقتصادية".
وحضره الحريري بعد يوم واحد من وصوله إلى لبنان، منهيا 18 يوما من الغموض والضبابية التي خلفها إعلانه الاستقالة الفجائية خلال زيارته للعاصمة السعودية الرياض.
وكان منظمو المؤتمر قد أعلنوا في بدايته أن وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري سيكون ممثلا عن الحريري، ولكن الأخير فاجأ الحضور بوجوده وإلقاء كلمة.
وفي كلمته قال الحريري إن "همّنا الأساسي الاستقرار، وهذا ما سنعمل عليه، وعلينا التكاتف جميعا لمصلحة لبنان، ويجب أن نصل إلى سياسة النأي بالنفس بالفعل وليس بالقول فقط".
وتابع أن "المرحلة التي مرت هي صحوة لنا جميعا، ومن مصلحة لبنان ألا ننظر إلى المشاكل"، داعيا إلى التمسك بأن "لبنان أهم".
كما أشاد بمصرف لبنان وبحاكمه رياض سلامة: "خلال المصاعب التي مررنا بها في السنوات الأخيرة"، وقال: "في ظل الخلافات السياسية تمكن سلامة من تحسين وضع الليرة".
وشدد على "أننا مستمرون على طريق الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولن نتخلى عنه".
ورفيق الحريري هو ابن رئيس الوزراء الراحل الذي اغتيل بتفجير ضخم في 2005، ولم يُكشف عن قاتليه في تحقيقات المحكمة الدولية التي تشكلت خصيصا لهذه القضية، غير أن تيار "المستقبل" التابع للحريري، وجّه أصابع الاتهام إلى النظام السوري الذي كان يفرض وصايته على لبنان حينذاك.
وواصل الحريري كلمته: "صحيح أن لبنان بلد صغير، ولكننا نحن اللبنانيين "عنيدون"، وأينما يكون اللبناني في العالم تجده يقف على رجليه، ونحن يجب أن نقف على قدمينا في بلدنا لبنان ونتكاتف جميعا لمصلحته".
وعن علاقات لبنان الخارجية، وخاصة مع الدول العربية، قال الحريري إن "علاقاتنا مع أشقائنا العرب يجب أن تكون الأساس، وعلينا أن نبحث في كل الوسائل لنتمكن من الوصول لأن يكون للبنان نأي حقيقي وصريح بالنفس وليس بالقول فقط ولكن بالفعل أيضا.
وكان الحريري قد لقي استقبالا حاشدا، أمس الأربعاء، عقب حضوره احتفالات عيد الاستقلال، علق عليها بقوله في تغريدة على حسابه في "تويتر": "هذه لحظة لا يمكن أن أنساها. هذه لحظة اللقاء مع الأحباب، مع الرفاق، مع الأهل الحقيقيين. هذه لحظة الوفاء معكم أنتم الذين تعلّمون العالم الوفاء. هذه لحظة الصدق معكم أنتم الذين تعلّمون العالم الصدق. هذه لحظة للتاريخ وللجغرافيا، ولمن له عيون ترى فليرى، ومن له أذنان تسمع فليسمع".