"كان عنا وطن".. لبنانيون في انتظار "المنقذ"
في أيام الأزمات، بات اللبنانيون يترحمون على وطن في زمن "كان" ويترجون واقعا أصبح في الحريري أملا
"كان يا ما كان.. كان في وطن حلو كتير اسمه لبنان سرقوه، نهبوه، وفي النهاية حرقوه".. لم تكن هذه قصة الجد لحفيده قبل النوم، بل ما يحكيه واقع اللبنانيين هذه الأيام.
بالأمس القريب مرت أربعينية مرفأ بيروت الذي أحدث انفجاره جرحا غائرا في أجساد ونفوس اللبنانيين الذين باتوا يترحمون على وطن في زمن "كان" ويترجون واقعا أصبح في الحريري أملا.
فعلى وقع إطلالته الأخيرة وإعلانه الترشح لرئاسة الحكومة اللبنانية بعد تأكيده لأكثر من مرة عزوفه عن هذا الترشح، ما زالت منصات التواصل الاجتماعي تتفاعل مع تغريدة سعد الحريري، وهو ما رصدته "العين الإخبارية" في السطور التالية.
الأمل في "الحريري"
أملٌ يتقاطع على الفضاء الإلكتروني مع صورة قاتمة رسمها لبنانيون لبلد "لم يعد وطنا" بالنسبة لهم بعد كل الأزمات التي يعيشونها.
وما بين هاشتاق "كان عنا وطن" ووسم "سعد ارجع وأعد لنا الأمل"، ترجم اللبنانيون معاناتهم في بلد غارق بأزمات لا تعد.
وكتب حساب باسم أبو بهاء هلال متوجهاً للحريري: "أنت الأمل والأمل فيك ومعك يعود لبنان الرفيق (في إشارة إلى والده الشهيد رفيق الحريري ).
وغرّد حساب آخر باسم زوزو شّدادي قائلاً: "لم تضع النقاط على الحروف فحسب بل وُضعت الحركات فوق الحروف، بعد فترة مأساوية كاد اللبناني أن يكفر بكل المسؤولين".
مستطردا في حديثه للحريري"خرجتَ بلغةٍ تحملُ أملاً وهذه مدرسة الشهيد دولة الرئيس النبض الصادق في زمن الغدر، الرجلُ الأرقى في العصر الأقسى، والأمل المتبقي فيما تبقى من وطن".
ومع صورة تجمع الحريري والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان نشرها، محمد عبدالله على حسابه كتب : " الأمان والمستقبل والأمل".
أما آمال فقالت: "بعد استقالتك. انهار البلد. وجاعت الناس. فُقدت الأدوية. الدولار طار في الأعالي، لم نعد نستطيع الصبر على غيابك، ارجع وأعد لنا الأم.. لا أحد يستطيع أن يرفعنا من حفرة الزفت التي أوقعونا فيها . غيرك يا دولة السعد والأمن والأمان. ، وحدك الضمانة للبنان".
زيارة الحريري التي أجراها اليوم إلى منطقة الانفجار الذي وقع أمس الأول في منطقة الطريق الجديدة وأودى بحياة أربعة أشخاص، لاقت هي الأخرى تفاعلاً مرحباً.
فكتبت ناهد ترو مع صورته في المنطقة المنكوبة "تكليفه تشريف لك، قبوله التكليف نعمة لكم، تأليفه خلاص لكم ، لقاؤه عزة لكم". وقالت ناشطة أخرى: الحريري لا يترك أهله وهو بينهم اليوم".
على النقيض من الأمل، تصدر هاشتاغ "كان عنا وطن" حسابات ناشطين لبنانيين، نعوا فيه بلدهم، وترحموا على "أيام العز"، محملين الطبقة السياسية اللبنانية بأركانها كافة مسؤولية الانهيار والوضع المأساوي الذي وصلوا إليه.
وقالت الإعلامية ليال الاختيار: "كان عنا وطن قبل ما يجتاحه ويحتله خليط من العملاء والمأجورين، خليط من الفاسدين والمفسدين، خليط من التجار بالناس والوطن والقتلة، والأهم خليط المدافعين عن الزعيم : الحرامي، التافه ، الفاسد، المستعد أن يحرق الأخضر واليابس من أجل الكرسي".
فيما كتب حساب آخر باسم رانيا: "كان يا ما كان، كان في وطن حلو كتير اسمه لبنان سرقوه، نهبوه، وفي النهاية حرقوه".
وغرّد جورج نحاس: "كان عنّا اسمو سويسرا الشرق، ذهبت سويسرا، وذهب الوطن صوب الشرق".
أما علي جابر فعلّق بالقول "كان عنا وطن نحلم نبني مستقبل فيه مزدهر لأولادنا، أصبح لدينا حلم واحد نغادر الوطن لبلد آخر يحترمنا".
وعلى وقع الأزمات والانفجارات والحرائق التي لا تغادر رائحتها سماء لبنان، ما زال الفرقاء في هذا البلد يتسابقون على المحاصصة في الكراسي الحكومية، في واقع بات اللبناني يشعر وكأنه بلا حماية من القدر والقضاء والدولة أيضا.