الراعي عن "ترسيم الحدود مع إسرائيل": تعزز سلطة لبنان الدولة
البطريرك الماروني طالب بحكومة قوية قادرة على المضي قدما في مفاوضات ترسيم الحدود.
أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي، اليوم الأحد، على أهمية مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، مشددا على أنها تعزز سلطة الدولة المركزية وتدعم اقتصاد البلاد المتردي.
وأشار الراعي في عظة الأحد إلى ضرورة وجود حكومة قوية وقادرة على المضي قدما في هذه المفاوضات.
وفي أغسطس/آب الماضي كشف النقاب عن مفاوضات بين لبنان وإسرائيل برعاية أمريكية لترسيم الحدود، وسط توقعات بتوقيع اتفاق إطار خلال أسابيع.
وتُعدّ قضية الحدود البحرية المشتركة مسألة شائكة، خصوصاً بسبب النزاع القائم حول حقوق التنقيب الساحلي.
والأسبوع الماضي دافع البطريرك الماروني عن "الاتفاق الإطاري" بين لبنان وإسرائيل بشأن ترسيم الحدود البرية والبحرية، مشيرا إلى أنه تلقى الخطوة بـ"أمل".
ومجددا خلال عظته اليوم، شدد الراعي على أهمية مفاوضات ترسيم الحدود قائلا إنها "تؤدّي إلى اتفاق يعزّز سلطة الدولة اللبنانيّة المركزيّة، التي من شأنها أن تسيطر على حدودِها الدوليّة الـمُثبتة في خطّ هدنة سنة 1949 أساسًا، وعلى ثروات النفط والغاز، وتسهر على عدم محاصصتها وتوزيعها وتبديدها. بل تكون في عهدة الدولة لتفي ديونها وتطلق عجلة النهوض الاقتصاديّ والماليّ والمعيشيّ”.
وحول تشكيل الحكومة أكد البطريرك الماروني ضرورة أن يبقى أي تفاهم حول تأليف الحكومة في لبنان ضمن منطق الدستور والميثاق بحيث لا يحقّ لأيّ فريق أن يتخطّى الدستور ولآخر أن يتنازل عنه ولآخر أن يشوّه النظام الديمقراطي.
وفي أعقاب انفجار مرفأ بيروت أوائل أغسطس الماضي تقدمت حكومة حسن دياب باستقالتها، وفشلت مبادرة فرنسية للإسراع في تشكيل حكومة جديدة بعد تعنت حزب الله وحركة أمل.
ويعول لبنان على وجود حكومة مدعومة شعبيا للحصول على دعم دولي فيما يواجه أعنف أزمة اقتصادية منذ نهاية الحرب الأهلية قبل عقود.
وفي عظته أعرب الراعي عن قلقه من "تعثَّر تكليف شخصيّة لرئاسةِ الحكومة الجديدة، وبخاصّة إذا تعثّر تأليف حكومة إنقاذ، غير سياسيّة، وتكنوقراطيّة، تتمكّن من المباشرةِ بالإصلاحاتِ في البُنى والقطاعات، وفقًا لتوصيات مؤتمر سيدر الذي عقد في باريس عام 2028"،
وأكد أن "ضمانة نجاح التأليف هي العزم من قبل الجميع على تجنّب التسويف، ووضع الشروط، وافتعال العقد غير الدستوريّة وغير الميثاقيّة، من أجل قضم الدولة وإبقاء مصير لبنان مرهونًا بصراعات المنطقة واستحقاقاتها الّتي لا تنتهي. وهذه مشكلة وطنيّة خطيرة عندنا لا حدَّ لها إلّا باعتماد نظام الحياد الناشط الّذي يعيد للبنان هوّيته، ومكانته، ودوره الحضاريّ".