بفرض فوزها.. هاريس تحشد حملتها لمواجهة السيناريو المفزع
قبل نحو أسبوعين من الانتخابات الرئاسية يخطط الديمقراطيون للمرحلة اللاحقة فحتى لو فازت مرشحتهم كامالا هاريس يظل مجلس الشيوخ هاجسهم.
وبشكل متزايد يخشى الديمقراطيون المقربون من نائبة الرئيس من سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ في انتخابات التجديد النصفي الشهر المقبل الأمر الذي سيجعل هاريس في حال فوزها أول رئيس منذ جورج بوش الأب يبدأ ولايته دون أن يمتلك الأغلبية في المجلس.
وأثارت هذه المخاوف موجة من التخطيط لسيناريوهات ما بعد الانتخابات في جميع مستويات الحزب الديمقراطي، وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية في تقرير طالعته "العين الإخبارية".
وفي ضوء دور مجلس الشيوخ الذي قد يعرقل التشريعات وتعيين الوزراء وقضاة المحكمة العليا، يسعى حلفاء هاريس إلى إيجاد طرق إبداعية لتنصيب الوزراء إذا رفض المجلس الجمهوري تأكيد اختياراتها، بما في ذلك تمديد فترة ولاية مسؤولي بايدن الحاليين.
في الوقت نفسه يخوض بعض حلفاء هاريس من الآن معارك تشريعية حول السياسة الضريبية والتمويل الحكومي الذي سيحدد عام 2025، ويناقشون أي من أولويات سياستها العليا يمكن دمجها في حزم يجب تمريرها وما هي المقايضات التي ستكون ضرورية لتأمينها.
وفي حال سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ فإن ذلك سيكون تهديدا مباشرا لطموحات هاريس الرئاسية، مما يضيق خياراتها الشخصية، ويحد بشكل كبير من أجندتها السياسية ومن نفوذها لشغل أي مناصب شاغرة في المحكمة العليا.
وبسبب افتقارها إلى الكثير من العلاقات الشخصية مع الجمهوريين في مجلس الشيوخ، فإن هاريس، ستضطر إلى قضاء أيامها الأولى الحاسمة في البحث عن حل وسط.
وقال السناتور الجمهوري السابق تشاك هاجل، الذي أعلن تأييده لهاريس "أعتقد أنه سيكون وقتًا صعبًا للغاية خلال العامين المقبلين إذا كان السيناريو هو فوز هاريس بالرئاسة وخسارة مجلس الشيوخ" وأضاف "أظن أنها ستحظى ببعض الجمهوريين الذين سيعملون معها.. لا أعتقد أن هذه ستكون الأغلبية".
وتأخرت استعدادات هاريس عن الجدول الزمني، نظرًا لدخولها السباق الرئاسية في وقت متأخر مع تنحي الرئيس جو بايدن في يوليو/تموز الماضي فلم تبدأ عملية الانتقال الرئاسي إلا قبل 6 أشهر من يوم الانتخابات في حين أنها لم تحصل على الترشيح الرسمي للحزب الديمقراطي إلا قبل 3 أشهر فقط.
لكن السيناريو النادر تاريخيًا الذي من المرجح أن تواجهه هاريس يجعل هذا التخطيط أكثر أهمية، كما قال المشاركون، لضمان دخولها المكتب البيضاوي باستراتيجية واضحة يمكنها التغلب على المعارضة الجمهورية المتشددة - وتقليل الصراع الديمقراطي الداخلي حول السياسة والموظفين الذي قد يهدر نافذة الفرصة الضيقة لها.
وحتى الآن، حولت حملة هاريس ما يقرب من 25 مليون دولار إلى لجنة الحملة الديمقراطية لمجلس الشيوخ ومجموعات أخرى تركز على انتخاب الديمقراطيين.
وقالت ميا إيرينبيرغ، المتحدثة باسم الحملة إن هاريس "تعمل بجد لمساعدة الديمقراطيين على الفوز بالسباقات الرئيسية لمجلسي الشيوخ والنواب حتى نتمكن من إعداد ائتلاف جاهز في اليوم الأول لاتخاذ إجراءات لخفض التكاليف للشعب الأمريكي وحماية الحرية الإنجابية وغيرها من الأولويات الرئيسية".
وكان جورج بوش الأب هو آخر رئيس يتولى منصبه دون أن يسيطر حلفاؤه على مجلس الشيوخ وذلك في عام 1988 في حين كانت آخر مرة فاز فيها ديمقراطي بالبيت الأبيض إلى جانب مجلس شيوخ جمهوري قبل أكثر من قرن عندما انتُخب جروفر كليفلاند لأول مرة في عام 1884.
ومع ذلك أعرب هاجل الذي تولى وزارة الدفاع في إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما عن اعتقاده بأن قبضة الرئيس السابق دونالد ترامب على الحزب الجمهوري ستنكسر إذا خسر الانتخابات الرئاسية مجددا هذا العام لكنه شكك في أن هذا الأمر سيجعل رئاسة هاريس أسهل.
وقال "ستكون هناك بالتأكيد مجموعة يمينية من الجمهوريين سيمنعون بشكل أساسي كل ما تحاول القيام به".
وفي محاولة لمواجهة مقاومة الحزب الجمهوري، اقترح البعض في فريق هاريس إبقاء بعض كبار المسؤولين في إدارة بايدن في مواقعهم حيث تظل تأكيدات مجلس الشيوخ على تعيينهم سارية.
ويمكن لهاريس أيضًا ترقية بعض المساعدين مؤقتًا إلى وظائف مجلس الوزراء دون تأكيد مجلس الشيوخ، حيث يمكنهم العمل بالنيابة لعدة أشهر قبل مواجهة التصويت.
وهناك من يروج لاستراتيجية أكثر جرأة وهي مطالبة بايدن بترشيح بعض اختيارات هاريس خلال فترة ما بعد الانتخابات مما يسمح للديمقراطيين بالتعجيل بتأكيدهم في مجلس الشيوخ قبل فقدان السيطرة على المجلس في 3 يناير/كانون الثاني 2025.
لكن مستشاري هاريس قللوا حتى الآن من جدوى هذا الخيار وسط عقبات لوجستية ومخاوف من أن تحرق هذه الحيلة الاستباقية ما قد يكون موجودًا من حسن النية الحزبية.
ومن المرجح أن تختار هاريس الاعتماد على عشرات من مساعدي بايدن المستعدين للبقاء في إدارتها بينما يشق مرشحوها طريقهم عبر عملية التأكيد.
واعترف المستشارون والحلفاء بأن المرشحين الجدد سيكونون أكثر اعتدالًا من أجل الفوز ببضعة أصوات جمهورية.
ورغم القلق بشأن تعيين الموظفين، هناك مخاوف بشأن تعيين قضاة المحكمة العليا كما يرى معظم الديمقراطيين المشاركين في مناقشات الانتقال أن هاريس بحاجة إلى الحفاظ على رأس مالها السياسي لسلسلة المعارك التشريعية خلال الأشهر الأولى بما في ذلك مشروع قانون السياسة الضريبية الرئيسي، ومواعيد نهائية لتمويل الحكومة، وصدام محتمل بشأن سقف الدين.
ويعتقد الديمقراطيون أنهم سيحتاجون إلى تقليص أولويات هاريس في محاولة لإدارة التوقعات داخل الحزب وتجنب التنافس بين جماعات المصالح وهو ما يعني التخلي عن بعض الأهداف الأسمى التي حفزت الناخبين الديمقراطيين مثل الإجهاض.
وأقر حلفاء هاريس إلى حاجتها لبناء العلاقات الخاصة داخل مجلس الشيوخ وربما يكون الأمر الأكثر أهمية هو علاقة هاريس بزعيم الأغلبية في المجلس ولا توجد علاقة واضحة بينها وبين المرشح الأوفر حظا لتولي المنصب، السيناتور جون ثون أو المرشح الرئيسي الآخر، السيناتور جون كورنين.
ومع ذلك، يتمسك حلفاء هاريس بالأمل في حدوث انقسام في الحزب الجمهوري بعد هزيمة ترامب مما قد يدفع بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إلى الاقتراب من هاريس أو فتح قناة معها.
aXA6IDMuMTM3LjIxOC4xNzYg جزيرة ام اند امز