مباراة هاريس وترامب.. من يمتلك «نافذة رقمية» على البيت الأبيض؟
ساعة بعد ساعة، ترسخ كامالا هاريس نفسها، كمرشحة للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لكن ماذا تقول استطلاعات الرأي عن حظوظها؟.
تتأخر نائبة الرئيس كامالا هاريس بفارق ضئيل عن الرئيس السابق دونالد ترامب في معظم استطلاعات الرأي الوطنية الأخيرة، وأرقامها مماثلة لحد كبير لأرقام الرئيس جو بايدن المنسحب من السباق.
لكن يبقى من المهم الإشارة إلى أن هذه الأرقام تأتي قبل أن تتاح الفرصة لهاريس لبدء حملتها الانتخابية وتقديم نفسها للناخبين كمرشحة رئاسية.
ووفق موقع "أكسيوس" الأمريكي، يبدو بعض الديمقراطيين على ثقة من أن استطلاعات الرأي ستتحسن بمجرد أن تكون هاريس وجهاً لوجه أمام ترامب.
في الوقت الراهن، تشير استطلاعات الرأي إلى أن نائبة الرئيس ستبدأ حملتها الانتخابية للبيت الأبيض من حيث توقف بايدن.
رقميا، يتقدم ترامب على هاريس بفارق 1.5 % في متوسط 11 استطلاع رأي منذ الأداء الكارثي لبايدن في المناظرة الرئاسية في 27 يونيو/حزيران الماضي، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وأظهر المعدل نفسه أن بايدن يتخلف عن ترامب بفارق 1.9 % في نفس الاستطلاعات.
وقبل المناظرة الرئاسية في يونيو/حزيران الماضي، أظهرت عدة استطلاعات للرأي تفوق بايدن على هاريس في مواجهة ترامب، وهو أمر أثاره مؤيدو بايدن مرارًا وتكرارًا ليجادلوا بأنه يجب أن يبقى في السباق.
هاريس تلاحق ترامب
ومع ذلك، تميل استطلاعات الرأي بعد المناظرة إلى إظهار تفوق هاريس على بايدن.
وأظهر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس الأسبوع الماضي، تعادل هاريس مع ترامب على المستوى الوطني، وتأخر بايدن عن الأخير بنقطتين بين الناخبين المسجلين.
وفي الوقت نفسه، أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة "CBS/YouGov"، الأسبوع الماضي، أيضًا، تأخر هاريس بفارق 3 نقاط وبايدن بفارق 5 نقاط عن ترامب بين الناخبين المحتملين.
في السياق ذاته، حصلت هاريس على أسوأ نسبة تأييد على الإطلاق لنائب الرئيس في استطلاع للرأي أجرته شبكة "إن بي سي" في يونيو/حزيران الماضي، حيث بلغت نسبة تأييدها 32% وعدم تأييدها 49%.
ووفق أكسيوس، من المؤكد أن هاريس ستكون قادرة على شن حملة انتخابية أكثر قوة من بايدن، وقد يؤدي السياق الصعب والتاريخي لترشيحها إلى تنشيط القاعدة الشعبية أكثر من محاولة إعادة انتخاب بايدن المتعثرة.
وأمام هاريس فرصة لإعادة تقديم نفسها للناخبين وتحديد رؤيتها للبلاد لدفع حظوظها وصورتها الانتخابية، لكنها ستصبح أيضًا الهدف الرئيسي لهجمات الجمهوريين على قضايا مثل الهجرة.
ويتمثل التحدي الرئيسي فيما إذا كان بإمكانها كسب تأييد المجموعات التي تبتعد عن بايدن - مثل الناخبين الشباب والناخبين السود - دون أن تخسر فئات سكانية مثل الناخبين البيض الأكبر سناً الذين ظل بايدن يتمتع بشعبية نسبية لديهم، وفق مجلة "إيكونوميست" البريطانية.
انتظار مطلوب
لم تتمثل نقطة ضعف بايدن في تأخره الطفيف في استطلاعات الرأي الوطنية، بل في مساره الضيق نحو أغلبية المجمع الانتخابي الذي يحسم هوية الرئيس المقبل للبلاد.
إذ أظهرت متوسطات استطلاعات الرأي تقدم ترامب على بايدن في عدة ولايات متأرجحة.
وللبقاء في البيت الأبيض، كان بايدن يحتاج على الأرجح إلى اكتساح في ولايات بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن.
وحتى الآن، لا يوجد الكثير من استطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة لمباراة هاريس وترامب، إذ أُجريت استطلاعات الرأي الوطنية بين الرئيس السابق ونائبة الرئيس حتى الآن قبل انسحاب بايدن من السباق، وبالتالي فهي افتراضية بحتة.
ووفق أكسيوس، قد ينظر بعض المشاركين في الاستطلاع إلى الأمور بشكل مختلف مع انسحاب بايدن رسميًا واعتبار هاريس المرشحة الأوفر حظًا لخوض السباق.
لكن الانتظار مطلوب حتى تظهر بيانات محدثة في الولايات المتأرجحة لتقييم فرص هاريس للوصول للبيت الأبيض.