كامالا هاريس.. ابنة المهاجرين تبحث عن كتابة التاريخ
رسميا، بات اسم كامالا هاريس على تذكرة الحزب الديمقراطي لسباق البيت الأبيض.
المؤتمر العام للحزب الديمقراطي اختتم أعماله بإعلان هاريس قبولها الترشح عن الحزب، في الانتخابات التي ستجرى في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وستخوض هاريس الانتخابات أمام المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب، الساعي بقوة للعودة للبيت الأبيض.
قبل شهر لم تكن هاريس تخطط لهذا الأمر، ولكن تنحي الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خوض الانتخابات بعد انتقادات بسبب كبر سنه وحالته الذهنية دفعت بنائبته كامالا هاريس إلى صدارة المشهد، لتصبح أول مرشحة من ذوي البشرة السوداء للرئاسة.
وخلال الأيام الماضية، اختارت هاريس حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، رفيقا لها في رحلة الانتخابات، التي يخوضها على منصب نائب الرئيس.
من هي كامالا هاريس؟
في سيرتها التي طالعتها "العين الإخبارية" في الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض، ولدت هاريس في أوكلاند بكاليفورنيا، في 20 أكتوبر/تشرين الأول عام 1964.
وتخرجت هاريس في جامعة هوارد وكلية الحقوق بجامعة كاليفورنيا هاستينغز، وفي عام 2014، تزوجت بدوغلاس إيمهوف، وهو محام. ولديهما طفلان، إيلا وكول.
وباعتبارها ابنة مهاجرين -أم هندية المولد وأب جامايكي المولد- نشأت محاطة بمجتمع متنوع وعائلة ممتدة محبة.
استلهمت هي وأختها مايا الكثير من والدتهما، شيامالا جوبالان، وهي عالمة متخصصة في سرطان الثدي ورائدة في مجالها، التي جاءت إلى الولايات المتحدة من الهند في سن الـ19، ثم حصلت على الدكتوراه في نفس العام الذي ولدت فيه كامالا.
كان والدا المرشحة الديمقراطية للرئاسة ناشطين في حركة الحقوق المدنية، وغرسا فيها الالتزام ببناء تحالفات قوية تناضل من أجل حقوق وحريات جميع الناس.
في مقدمة مذكراتها لعام 2019 بعنوان "الحقائق التي نتمسك بها"، أشارت هاريس إلى أن اسمها يُنطق "comma-la"، وأنه يعني "زهرة اللوتس"، تكريما لرمز مهم في الثقافة الهندية.
وكتبت أن والديها "التقيا ووقعا في الحب في بيركلي في أثناء مشاركتهما في حركة الحقوق المدنية"، لكن الزوجين انفصلا لاحقا عندما كانت هاريس وشقيقتها مايا صغيرتين.
وتنسب هاريس الفضل إلى والدتها في تشكيلها هي وشقيقتها إلى ما هما عليه الآن، وتعليم بناتها أن يكن فخورات بتراثهن الهندي والأسود.
في 20 يناير/كانون الثاني 2021، أدت كامالا هاريس اليمين كنائبة للرئيس، وهي أول امرأة وأول أمريكية سوداء وأول أمريكية من أصل جنوب آسيوي يتم انتخابها لهذا المنصب.
هاريس نائبة الرئيس
قبل 5 سنوات فقط كانت هاريس عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا تأمل في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئيس.
بدأت حياتها المهنية في مكتب المدعي العام لمقاطعة ألاميدا، وأصبحت المدعي العام لمنطقة سان فرانسيسكو في عام 2003.
فيما بعد، أصبحت أول امرأة وأول شخص من البشرة السوداء يُنتخب لشغل منصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا، والمحامي الأعلى ومسؤول إنفاذ القانون في الولاية الأكثر اكتظاظا بالسكان في أمريكا.
استخدمت هاريس هذا الزخم لدفع حملتها الناجحة لمقعد عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا في عام 2017.
لكن أهدافها الرئاسية لم تنجح في عام 2020. إذ لم يكن أداؤها الماهر في المناظرات كافيا للتعويض عن السياسات التي لم يتم التعبير عنها بشكل جيد.
انتهت حملتها في أقل من عام، وكان بايدن هو الذي أعاد كامالا البالغة من العمر 59 عامًا الآن إلى دائرة الضوء من خلال وضعها على تذكرته، في خطوة وصفها كثيرون بأنها "طفرة كبيرة في الحظ".
ويقول البيت الأبيض إن نائبة الرئيس كانت شريكا موثوقا به لبايدن، حيث عملا معا لتحقيق إنجازات ضخمة تغير حياة ملايين الأمريكيين.