قوة الجيل Z تدفع هاريس.. خليط السخرية الرقمية والصبغة الاحترافية
"قوة عصرية" تدفع حظوظ كامالا هاريس بين الجيل "Z" والناخبين الشباب، في سباق يبدو معقدا ويحتاج لصبغة من "الابتكار" في الإعلام الافتراضي.
بالنسبة إلى روب فلاهيرتي، نائب مدير حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس، فإن الأمر يتعلق بـ”أن تكون على دراية بالميم (السخرية عبر الإنترنت) دون أن تكون الميم“.
وفي أعقاب دخول هاريس السباق الانتخابي مباشرةً، سرعان ما تحولت حسابات الرئيس جو بايدن على وسائل التواصل الاجتماعي إلى نائبة الرئيس، هاريس.
إذ ورثت حملة هاريس، فريق العمل الخاص ببايدن والذي كان يضم 175 موظفاً، من بينهم فريق التعبئة الذي يتواصل مع المؤيدين على مستوى القاعدة الشعبية، الذين يشاركون أو يصنعون المحتوى ويتبرعون بالمال ويجرون المكالمات ويرسلون الرسائل النصية، وفريق الإقناع الرقمي الذي وسائل الإعلام المدفوعة والمؤثرين ومنشئي المحتوى؛ وفريق الاستجابة السريعة.
كما كانت تملك نائبة الرئيس بصمتها الرقمية الخاصة بالفعل، حيث وضعت بهدوء الأساس الرقمي خلف الكواليس خلال فترة عملها كنائبة للرئيس، والتقت بالناخبين الشباب والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي والعديد من المنظمات الشعبية، وفق شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
وتقول المصادر لـ"سي إن إن"، إنه منذ تنحي الرئيس جو بايدن وتأييد نائبه للترشيح الديمقراطي قبل نحو شهر، ظل الهيكل الرقمي لحملة هاريس واستراتيجيتها إلى حد كبير كما هو، ولكن كانت هناك تحولات طفيفة لتعكس بشكل أفضل المرشح الأصغر سنًا على رأس القائمة.
وفي الوقت الحالي، مع بقاء أقل من 90 يومًا على انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، قامت حملة هاريس بتحولات خفية للاستفادة من الزخم حول ترشيحها - وترجمة متابعيها المتزايدين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أصوات.
وظهرت نتائج هذه التحول إلى جيل من الشباب يقود الحملة الرقمية، في عدد التفاعلات مع منشورات الحملة، إذ تلقت حسابات هاريس على تيك توك، مشاركات وتفاعلات أكثر من ضعف ما تلقته حسابات حملة بايدن في 5 أشهر تقريبا.
ووفق "بوليتيكو"، لقد كان تحولًا ملحوظًا، خاصة الانتقال من مرشح كان عمره نقطة خلاف رئيسية إلى مرشح يثير حماسة الناخبين الأصغر سنًا.
اللعب على وتر الاختلاف
وفي هذا السياق، قال فلاهيرتي، المدير الرقمي السابق لبايدن، خلال مقابلة مع "بوليتيكو": ”الشيء الذي أردنا إظهاره هو أنه سيكون هناك بعض الاختلافات الأسلوبية بين الحملة من قبل (وقت بايدن) والحملة الآن".
وتابع ”والشيء الذي أردنا القيام به أيضًا هو كيف يمكنك أن تغمز وتومئ برأسك إلى ما يحدث على الإنترنت دون... أن تجعل الأمر وكأنه دعاية للحملة أو أي شيء من هذا القبيل.“
فلاهرتي أشار إلى من وصفهم بـ”الشباب المتوحشين الذين يبلغون من العمر 25 عامًا“ ويقفون وراء وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لهاريس، مضيفا أنهم ”يقودون استراتيجية الحملة لأنهم من مواليد هذه المنصات“.
ومضى قائلا إن وجود أشخاص عملوا مع هاريس لفترة من الوقت ويعرفون طريقة تفكيرها، يساعد في نوع المحتوى الذي ينشرونه.
فلاهيرتي قال أيضا، إن الحملة تعتمد على استراتيجية عام 2020، حينما لجأت حملة بايدن إلى منشئي المحتوى والمؤثرين كعنصر مهم في استراتيجية الدعاية.
موضحا "حملة هاريس تستخدم نفس الأداة الآن، وخصصت وقتا للمؤثرين للتحدث خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي".
الاستراتيجية الرقمية
ومن خلال مزيج من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام منصات مثل تيك توك، وفيسبوك وإنستغرام، والشراكة مع المؤثرين، تهدف الحملة إلى الوصول إلى الناخبين والتعريف بهاريس، وفي النهاية تحويل هذا الاهتمام إلى أصوات في صناديق الاقتراع.
والأمر لا يخلو أيضا من نشر منشورات السخرية، إذ قالت سوهالي فادولا، المديرة الوطنية للاتصالات في منظمة الديمقراطيين الجامعيين الأمريكيين، الذراع الشبابية للجنة الوطنية الديمقراطية، لشبكة "سي إن إن"، إن صور هاريس تجعلها تبدو أكثر ”ارتباطًا“ بالناس.
ومضت قائلة ”إنها تجعل الناس يشعرون بأن نائبة الرئيس واحدة منا، وأننا لسنا بعيدين عنها"، مضيفا ”القضايا السياسية أو الأشياء التي تجري في السياسة يمكن أن تكون ثقيلة حقًا في بعض الأحيان، وإضافة الميمات إلى ذلك يجعلها أكثر خفة قليلاً.“
من يدير الحملة؟
المجموعة التي تدير حسابات نائبة الرئيس على تيك توك شابة للغاية، وتنتمي للجيل Z، بقيادة باركر بتلر (24 عاماً)، ولورين كاب (25 عاماً)، وتلقى تدريباً وقواعد أساسية، حول إدارة المحتوى السياسي على الإنترنت.
وقال بتلر في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، إن الفريق ”يتألف من الكثير من الشباب الذين يفهمون الإنترنت بالفطرة“.
بالإضافة إلى ذلك، لكل حساب على وسائل التواصل الاجتماعي شخصيته الخاصة، بمحتوى وشكل منسق يناسب مشاهديه: فحساب الحملة على إكس، على سبيل المثال، موجه إلى ”المدمنين السياسيين“، وحساب إنستغرام ”جيل الألفية“، وحساب "فيسبوك" موجه إلى ”الأشخاص الأكبر سنًا“، وحساب تيك توك ”للجمهور الأكثر شبابا“، بحسب بتلر.
فيما قالت كاب إن هناك تركيزًا على إبقاء المحتوى ”خاصًا بالاتجاه والمنصة قدر الإمكان - وذلك من خلال أشياء صغيرة، مثل التحدث بلغة الجيل Z، والتأكد من أننا لا نفرض اتجاهًا معينا على الناس".
وفي مثال على آلية عمل الحملة الرقمية، وبالتحديد عندما اقترب المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس، جي دي فانس، من طائرة "إير فورس تو" (طائرة نائب الرئيس)، في ولاية ويسكونسن، وقال في حينه إنه فعل ذلك ”لتفقد طائرته المستقبلية“.
سارعت كاب إلى العمل. حيث قامت بمزاوجة فيديو لهاريس وهي تحيي مجموعة من فتيات الكشافة على مدرج المطار مع فيديو للطائرة التي كانت تقف بالقرب منها. كما أضافت أيضاً صوتاً متداولاً مسلسل ”رقص الأمهات“ وتعليقاً بالرموز التعبيرية التي تغمز بعينها.
وحصل مقطع الفيديو الذي مدته عشر ثوانٍ على 16.3 مليون مشاهدة و3.7 مليون إعجاب، وكسب أرضية جديدة لنائبة الرئيس في السباق الانتخابي.
aXA6IDE4LjIxNy4xNDAuMjI0IA== جزيرة ام اند امز