اعتزال هاري وميجان.. التاريخ يعيد "إدوارد الثامن" إلى الأذهان
إدوارد الثامن الملك الجديد المحبوب ذو الشعبية الواسعة قرر التخلي وتنازل عن العرش قبل 84 عاما ليتزوج من المطلقة الأمريكية واليس سمبسون
أعاد إعلان الأمير البريطاني هاري وزوجته ميجان ماركل اعتزال أدوارهما في العائلة الملكية وقضاء حياتهما المستقبلية في أمريكا الشمالية، إلى الأذهان قصة الملك "إدوارد الثامن" وقرار تنحيه عن العرش البريطاني قبل 84 عاما.
وكان الملك إدوارد تنازل عن العرش الذي ارتقاه بعد وفاة والده جورج الخامس في 20 يناير/كانون الأول 1936 للزواج من سيدة أمريكية لا تجري "الدماء الزرقاء" الملكية في عروقها.
وقالت صحيفة "ديلي ميل" إن الملك الجديد المحبوب ذا الشعبية الواسعة آنذاك قرر التخلي عن العرش، لأنه أراد الزواج من السيدة سيمبسون، المطلقة الأمريكية، في واقعة هزت العائلة الملكية وتحولت إلى هاجس منذ ذلك الحين.
ووفقا للصحيفة، حتى سيارة الزفاف التي أقلت ميجان ماركل دوقة ساسكس المستقبلية خلال مراسم الزواج من الأمير هاري في كنيسة القديس جورج في وندسور، كانت السيارة ذاتها التي نقلت واليس سيمبسون لحضور جنازة زوجها السابق إدوارد الثامن.
ويعد إدوارد الثامن الحاكم البريطاني الوحيد الذي تنازل متعمداً عن الحكم، كما جاء تنازله عن ملكية أيرلندا في اليوم التالي، لتصبح فترة حكمه ثالث أقصر الفترات في تاريخ بريطانيا، بعد ليدي جين جراي وإدوارد الخامس.
كان التفسير الذي تم تقديمه في ذلك الوقت، أن "إدوارد الثامن" باعتباره ملكا كان بالتبعية رئيسا لكنيسة إنجلترا التي تعارض الطلاق وقتها، لذا فإن الإقدام على الزواج من مطلقة كان يعد معارضا لتعاليم الكنيسة التي هو رئيسها، فرأى أن التنحي عن المنصب والتنازل عن العرش البريطاني سيكون حلاً وسبيلاً للزواج من "سيمبسون".
لكن الحقيقة وراء هذا العذر أن المؤسسة الملكية أرادت التخلص من إدوارد الثامن لسياسته "المتعاطفة مع الفاشية"، كما كانوا يخشون زوجته الجديدة "الصريحة" بشكل مبالغ فيه.
وفي المقابل، شعرت المؤسسة الملكية بأمان أكبر مع جورج السادس "دوق يورك" الخجول وزوجته الاسكتلندية الأرستقراطية التي أصبحت فيما بعد الملكة الأم المحبوبة.
واعتبرت الصحيفة أن "تنازل" هاري وميجان عن دورهما بالطبع ليس مفاجئا أو دراماتيكيا، بالقدر الذي كان عليه قرار إدوارد الثامن قبل 84 عاما.
ومع ذلك، يبدو أن هناك القليل من الشك في أن قرارهم قد صدم قصر باكنجهام والأسرة الملكية الأوسع نطاقا، كما صدم البلاد على الرغم من أن ميجان وهاري أشارا إلى أنهما أعلنا عن الخبر الصادم دون استشارة الملكة.
وخلافا لتنازل عام 1936، الذي كان حقا أزمة وجودية للعائلة المالكة أدت إلى صعود جورج السادس بشكل غير متوقع تماما إلى العرش، فإن هذا "التنازل" سيعزز مؤسسة الملكية.
وكان هاري وزوجته أعلنا، الأربعاء، أنهما يعتزمان التخلي عن مهامهما الملكية الرئيسية وسيمضيان وقتا أطول في أمريكا الشمالية، ولم يكشفا عما يعتزمان القيام به أو أين سيعيشان.
والتقطت صورة ماركل، 34 عاما، دون الخاتم أثناء زيارتها مسرح دورفمان الوطني عقب عودتها إلى جدول مهامها الأربعاء.
وقال أحد أصدقاء الزوجين، لصحيفة "ذا صن" البريطانية، "إن هاري وميجان سيقضيان فترة لا بأس بها في كندا خلال الشهور المقبلة".
وأضاف أنهما بدآ حاليا المحادثات مع عائلتهما حول خططهما المستقبلية، ولا تزال هذه المحادثات في مرحلة مبكرة جدا، حسب قوله.
وتابع أنه من الواضح أن هاري وميجان يرغبان في سلك طريق فريد ومختلف، إذ يفكران كثيرا في كيف سيبدو مستقبلهما.
وأقر قصر باكنجهام بأن المناقشات مع الزوجين ستكون معقدة، بينما يخططان إلى أدوارهما الجديدة بعيدا عن العائلة المالكة.
وكان الزوجان قد نشرا على أنستقرام أنهما يخططان إلى التراجع عن المهام الملكية وتقسيم وقتهما بين بريطانيا وأمريكا الشمالية، حيث يتوقع أن تكون كندا منزلهما الثاني. وتابعا أنهما سيكونان مستقلين ماديا في حياتهما الجديدة، لكنهما سيستمران في دعم الملكة إليزابيث.
وأضافا أن هذا التوازن الجغرافي سيمكنهما من تربية ابنهما أرشي مع كل التقدير للعادات الملكية التي ولد فيها، فضلا عن توفير المساحة لهما للتركيز على الفصل المقبل ويشمل إطلاق كيان خيري جديد.
وحلت كندا محل إحدى الدول الأفريقية كخيار ينتقل فيه الزوجان بصفة شبه دائمة خارج المملكة المتحدة.
aXA6IDE4LjExOS4xNjMuOTUg جزيرة ام اند امز