النازحون من جحيم إدلب في الشتاء.. طريقة أخرى للموت
تقديرات الأمم المتحدة تقول إن 900 ألف شخص في شمال غرب سوريا نزحوا منذ الأول من ديسمبر بسبب المعارك المستمرة
آخر شيء يحتاجه الناس في سوريا هو طريقة أخرى للموت، ولسوء الحظ بالنسبة لهم، وفرت الطبيعة هذه الطريقة لهم في هذا الشتاء.
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، نزح أكثر من 900 ألف شخص في شمال غرب سوريا منذ الأول من ديسمبر/كانون الأول، بسبب المعارك المستمرة بلا هوادة.
وأفادت عدة منظمات إنسانية بأن سكان المنطقة يعانون من واحدة من أسوأ الأزمات منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا في عام 2011.
وقالت هنريتا فور، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، الثلاثاء: "الأطفال والأسر محاصرون بين العنف والبرد القارس ونقص الغذاء والظروف المعيشية البائسة".
وتسبب العدد الكبير للنازحين بسبب العنف في شمال غرب سوريا خلال الشهرين الماضيين في زيادة الضغط على المنظمات الإنسانية، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوشا".
وقالت منظمة الأمم المتحدة: "لا يزال توفير المأوى والمستلزمات غير الغذائية ومساعدات الغذاء والحماية من أكثر الاحتياجات إلحاحا، حيث قال 93% من النازحين الجدد إن المأوى هو الاحتياج الرئيسي".
"إذا لم تمت من القصف والغارات الجوية، فسوف تموت من البرودة التي تصل إلى حد التجمد"، هي جملة شائعة يسمعها الآلاف من الناس في البلاد وهم يفرون من منازلهم في محافظة إدلب هربا من المعارك، واحد من هؤلاء، وهو نزار حمادي (43 عاما)، عانى من هذه المأساة الجديدة مباشرة، فقد اضطر إلى الفرار من قرية كفرومة مع عائلته إلى بلدة بنش في شمال إدلب.
وقال حمادي إن شقيقه، ستيف، كان عليه أن يصنع خيمة من بنات أفكاره، لأنه لم تكن هناك خيام متاحة، بسبب تدفق اللاجئين إلى المنطقة، وذكر حمادي: "بسبب الطقس البارد، لم يفتح أخي أي نافذة للسماح بدخول الهواء إلى الخيمة".
وذكر: "في 11 فبراير/شباط، كان الجو باردا إلى حد التجمد، فأشعل ستيف النار في كومة من الفحم لتدفئة أسرته، وامتص الفحم المشتعل كل الأكسجين الموجود داخل الخيمة. اختنق أخي وثلاثة من أفراد أسرته حتى الموت أثناء النوم، وهكذا توفي ستيف وزوجته وابنته هدى (13 عاما) وحفيدته حور (3 أعوام)".
aXA6IDMuMTM4LjEwMS4yMTkg جزيرة ام اند امز