الرقائق أسوأ أزمات 2021 على الإطلاق.. نكسة صناعية
تحولت الرقائق "أشباه الموصلات" إلى إحدى أهم السلع القومية خلال العام الجاري 2021، بفعل أزمة طاحنة خلقت نكسة صناعية في 2021.
وذلك بفعل ارتفاع الطلب العالمي عليها، بما يفوق المعروض من جانب عدد قليل من المصانع عالميا.
وأمام زيادة الطلب من جانب الشركات العاملة في إنتاج الأجهزة الإلكترونية وصولا إلى المركبات بكافة أنواعها، اضطرت العديد من المصانع حول العالم، خاصة مصانع السيارات لغلق مصانع لها، لحين توفير الرقائق.
تعطل المصانع حول العالم
وليست من المبالغة، القول إن الافتقار إلى أشباه الموصلات الحيوية، أدى خلال العام الجاري إلى تعطيل الصناعات في جميع أنحاء العالم، ولا يُظهر النقص العالمي في الرقائق أي بوادر على نهايته، قبل النصف الأول 2022.
وفي حين أن القدرة في الصناعة كانت دائما في صعود وهبوط، لا ينبغي التقليل من شدة النقص في عام 2021، وبحسب مصانع سيارات وإلكترونيا، فإن الوضع الحالي هو أسوأ نقص في تاريخ الصناعة.
وكان النقص العالمي في الرقائق ناتجا عن جائحة "Covid-19" وزيادة الطلب على الإلكترونيات؛ فيما بدأ المستهلكون والشركات في شراء أجهزة كمبيوتر محمولة وخوادم جديدة لتلبية احتياجات الموظفين الذين يعملون عن بعد والأطفال الذين يتلقون تعليمهم في المنزل.
لذلك، في حين انخفضت مبيعات أشباه الموصلات في جميع أنحاء العالم بين عامي 2018 و 2019، نمت المبيعات في عام 2020 بنسبة 6.5%، واستمر هذا النمو السريع في عام 2021 بنسبة 13%.
أعلى نسبة مبيعات للرقائق
ووفقا لمنظمة التجارة رابطة صناعة أشباه الموصلات، كانت المبيعات لشهر مايو/أيار 2021، أعلى بنسبة 26% عن نفس الفترة من العام الماضي.
لذلك، ليس من المفاجئ أن تكافح الشركات المصنعة لمواكبة هذا الوباء، لكن الوباء كشف أيضا عن نقاط الضغط في سلسلة توريد الرقائق العالمية، حيث يتم تنفيذ الغالبية العظمى من التصنيع بواسطة شركتين - TSMC التايوانية وسامسونج الكورية الجنوبية.
تهيمن هاتان الشركتان بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالرقائق المتطورة، المستخدمة في الأجهزة المحمولة أو التطبيقات العسكرية.
بصرف النظر عن الوباء، فإن عوامل أخرى ساهمت في النقص تشمل الجفاف في تايوان، وهو الأسوأ منذ 50 عاما، والذي ترك TSMC والشركات المصنعة الأخرى تكافح للحصول على كميات كافية من المياه، وهو أمر بالغ الأهمية في تصنيع الرقائق.
وأثر النقص على مجموعة واسعة من قطاعات الأعمال، مما أدى إلى تأخير شحنات وحدة تحكم ألعاب PS5 الجديدة من سوني، فضلاً عن تقييد توريد أجهزة التلفزيون وشاشات OLED الأخرى.
كما تعرضت صناعة السيارات لضربة شديدة بشكل خاص، حيث اضطرت خطوط الإنتاج حول العالم إلى الإغلاق لأسابيع في كل مرة بسبب نقص المكونات.
ويبدو أن النقص في شركات صناعة السيارات يزداد سوءا، حيث أعلنت كل من Ford و General Motors الشهر الماضي، عن إغلاق مطول للمصانع في جميع أنحاء أمريكا الشمالية.
ووفقا لتحليل من GlobalData، فإن تكلفة الفرصة البديلة لشركة صناعة السيارات الناتجة عن خسارة الإنتاج بسبب النقص العالمي في الرقائق يبلغ 47 مليار دولار وهي آخذة في الارتفاع.
aXA6IDE4LjE5MS4xMDcuMTgxIA== جزيرة ام اند امز