2021 في صور.. أحداث بارزة وثقتها العدسات
مرّ عام 2021 سريعا، وها هو يعدّ العدة للرحيل مفسحا المجال لعام جديد، لكن وهو يرحل ترك أحداثا حول العالم، لم تغب عن توثيق الكاميرات.
بين أفغانستان ولبنان وليبيا والسودان، والولايات المتحدة، كان القاسم المشترك هذا العام أحداث فرضت نفسها، وخلدتها وكالات الأنباء العالمية في صور، تختزل مشاهد كبيرة لتغيرات غير مسبوقة في هذه الدول.
أفغانستان مفاجأة العام
لا نزاع في أن أفغانستان، والتطورات التي حدثت خلال منتصف السنة، كانت مفاجأة العام، فالتغيير الدراماتيكي من انسحاب الولايات المتحدة، والاتفاق مع طالبان، ثم سيطرة الأخيرة على الحكم منتصف شهر أغسطس/ آب، كلها كانت التغيير الأبرز حول العالم.
وتشير صورة امرأة ترتدي النقاب وهي تدخل صالون تجميل شوهت إعلاناته القديمة من قبل صاحب متجر في كابول، إلى التغييرات التي طرأت فجأة على هذا البلد، بعد سقوط الحكومة المدعومة أمريكيا وسيطرة حركة طالبان، التي تسمت بـ"إمارة أفغانستان الإسلامية"، وشكلت حكومة جديدة مؤقتة لإدارة البلاد.
ويظهر في صورة أخرى مسلح وهو ينظر إلى كابول للمرة الأولى حيث يأخذ المئات من مقاتلي طالبان يومًا إجازة لزيارة مدينة الملاهي بكابول، مستوى التغيير الجديد، الذي بدأ بصورة أخرى لعربة هامفي أمريكية تابعة للقوات الخاصة الأفغانية، وهي مدمرة خلال اشتباكات عنيفة مع طالبان، قبل شهر من سقوط حكومة أشرف غني.
لبنان المضطرب
التطورات التي تشهدها لبنان كبيرة، وكثير منها بعيد عن التوثيق، كما هو الحال مع نفوذ إيران عبر مليشيات حزب الله، وتعطل اجتماعات الحكومة بسبب أزمة التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، وإساءة وزير الإعلام المستقيل جورج قرداحي للسعودية ودول الخليج.
لكن صورة جندي من الجيش اللبناني وهو يساعد تلميذة في الوصول إلى والديها بعد اندلاع أحداث الطيونة في بيروت منتصف أكتوبر / تشرين الأول الماضي، مثلت أيقونة لأهمية دور الجيش في هذا البلد المضطرب.
السودان.. رحلة الانتقال البطيء
حمل النصف الأخير من عام 2021، أنباء مقلقة على المسار الانتقالي، فبعدما شهدت البلاد محاولة انقلاب فاشلة، واضطرابات في الشرق، كان الخامس والعشرون من أكتوبر/ تشرين الأول، يوما لإجراءات غير مسبوقة أعلن عنها الجيش، تم بموجبها حل مجلسي السيادة والوزراء، واعتقال قادة من المكون المدني بمن فيهم رئيس الوزراء عبدالله حمدوك.
لكن لم يمر شهر حتى وقع قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان، وحمدوك اتفاقا يعيد الأخير لمنصبه، بعد أن سرى القلق على مسار المرحلة الانتقالية، وخرج الشبان السودانيون في مظاهرات تطالب بعودة الحكم المدني، كما توثق هذه الصورة الملتقطة في شارع الأربعين بمدينة أم درمان بالخرطوم في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
أمريكا.. سنة أولى حكم لبايدن
كان عام 2021، سنة التجربة الأولى لحكم الرئيس الديمقراطي جو بايدن، الذي ورث عن سلفه دونالد ترامب، الكثير من الملفات الداخلية الحساسة، بما فيها أحداث الكابيتول في الخامس من يناير/ كانون الثاني، ثم الاحتجاجات حول التمييز ضد الأمريكيين من ذوي البشرة السوداء، إضافة إلى الإجراءات المرتبكة حول مكافحة فيروس كورونا.
ووثقت صورة مؤثرة ردة فعل شخص من الأمريكيين السود، بعد الحكم على ضابط شرطة مينيابوليس السابق ديريك شوفين الذي أدين بوفاة جورج فلويد، الذي مات تحت ذراع الجاني وهو يناشد لإتاحة فرصة للتنفس، ما أحدث غضبا عارما، بعد انتشار فيديو يوثق الواقعة.
صورة أخرى وثقت انفجارا ناجما عن ذخيرة للشرطة أثناء تجمع أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمام مبنى الكابيتول في واشنطن، وهو التجمع الذي انتهى باقتحام مبنى الكونجرس، بعد ما يعتقد أنه تحريض من الرئيس الجمهوري وقتها، حيث تجري تحقيقات حول هذه الحقبة من تاريخ الولايات المتحدة.
ليبيا.. أمل بين آلام
ليس عام 2021 سيئا بالنسبة لليبيا، التي اتفق فرقاؤها على تشكيل حكومة وحدة وطنية، برعاية الأمم المتحدة، وبدفع إقليمي ودولي، وهي تحضر لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية غير مسبوقة، لكن هذا الأمل سبقه الكثير من الألم، الذي تجرعه الليبيون، بفعل تغول المليشيات، وممارسات حركة الإخوان.
ولعل صورة هذا الرجل الليبي وهو يحتضن ابنته، بعدما أصيب بحروق شديدة أثناء قيامه بإشعال حريق في قارب مهاجرين، وهو ينتظر إجلاء خفر السواحل الإيطالي، يلخص مشهد ليبيا، التي تنتظر من يساعدها للعبور إلى بر الأمان، وانتخاب رئيس جديد يحكم البلاد، ونواب بالبرلمان، يعيش البلد بعدها حالة استقرار وتفرغ للتنمية، وبلمسة جراح الماضي.