حصاد 2022.. أرقام فارقة في مسيرة العملات المشفرة
كان عام 2022 أحد أكثر الأعوام صعوبة على قطاع العملات المشفرة، وشهد العديد من الأرقام الفارقة في مسيرة القطاع الصاعد بقوة في عالم المال.
وسقط قطاع العملات المشفرة بشكل واضح خلال عام 2022، بعد أن شهد 12 شهرا حافلة وإيجابية خلال عام 2021.
على عكس الزخم الذي اكتسبه القطاع خلال عام 2021، والذي شهد طرح منصة Coinbase للاكتتاب العام في أكبر إدراج مباشر في التاريخ، وإطلاق أول صندوق للمؤشرات المتداولة في عملة بيتكوين، ووصول قيمة بيتكوين تقريبا إلى 70 ألف دولار مرتين منفصلتين، شهدت مؤشرات السوق انعكاسًا دراماتيكيا.
وتتابعت الانهيارات على قطاع العملات المشفرة في عام 2022 بدءا من عملة terraUSD مرورا بما حدث مع سام بانكمان فرايد والانهيار السريع لمنصة FTX.
لكن أحدا لا ينفي التأثير السلبي للرياح المعاكسة التي حدثت على مستوى الاقتصاد الكلي، إذ بدأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ونظراؤه من البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم في كبح جماح السياسات النقدية التيسيرية الهائلة التي تم اتباعها في بداية جائحة فيروس كورونا.
ورغم هذه الصعوبات، يظل الأثر النهائي لعام 2022 مجهولا لعدة سنوات، فعلى سبيل المثال يرى المتفائلون أن حالات إفلاس منصة FTX وصندوق التحوط Three Arrows Capital من بين أمور أخرى كانت ضرورية للقضاء على الشركات المحتالة أو غير المسؤولة.
لكن المهم أن هذه الحالات المؤسفة قد تحث الجهات المنظمة أخيرا على اتخاذ إجراء هادف بشأن العملات المشفرة، وبالتالي قد يكون هناك تنظيم قريب في قطاع العملات المشفرة.
وحتى ذلك الحين، يوجد 6 أرقام فارقة في قطاع التشفير خلال عام 2022.
1.46 تريليون دولار
يمثل هذا الرقم الانخفاض في إجمالي القيمة السوقية للعملات المشفرة في عام 2022، فقد بلغ هذا الرقم 2.3 تريليون دولار في 1 يناير/كانون الثاني 2022. وقد انخفض اليوم إلى 843 مليون دولار.
ولا يعكس هذا الانخفاض ذروته التي تجاوزت 3 تريليونات دولار في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
وكان آخر انخفاض في القيمة السوقية للعملات الرقمية بتاريخ 2 يناير/كانون الثاني 2021، والذي كان بداية لموجة صعود العملات المشفرة التي دفعتها الجائحة.
86.31 %
هذه النسبة المئوية كانت لانخفاض قيمة سهم Coinbase في عام 2022.
وبدأ سهم المنصة COIN العام عند 251.05 دولار، قبل أن يهبط إلى أدنى مستوى له على الإطلاق عند 34.23 دولار.
يعود الأداء الضعيف إلى العديد من العوامل، أبرزها انخفاض أسعار العملات المشفرة الذي أثر سلبًا في اشتراكات العملاء وحجم التداول، إذ يمثل الأخير أكثر من 80% من عائدات Coinbase.
وتعرض السهم لمزيد من السقوط بعد انهيار عملتي تيرا ولونا في مايو/أيار، وإفلاس منصة FTX في نوفمبر/تشرين الثاني. وعلى الرغم من أن Coinbase لم تمتلك تعاملات مباشرة مع الكيانين، إلا أن وضعها كشركة رائدة في القطاع أثر في سعرها.
جدير بالذكر أن سهم COIN وأسهم العملات المشفرة الأخرى لم تكن وحدها التي تكافح خلال هذه البيئة الصعبة، فقد انخفضت أسهم شركات التكنولوجيا البارزة، مثل أمازون ونتفلكس وزووم وميتا وتيسلا أكثر من 50% هذا العام. بيد أن هذه الأسهم ارتفعت في نوفمبر/تشرين الثاني، بينما واصلت Coinbase هبوطها بعد إفلاس FTX.
1.15 مليون
هذا الرقم يمثل عدد المحافظ النشطة الفريدة (UAW) المشاركة في الألعاب القائمة على البلوكتشين، حيث كانت الألعاب القائمة على البلوكتشين أحد القطاعات التي شهدت نموًا ملحوظًا هذا العام.
وفقًا لتقرير صادر عن DappRadar، أصبحت ألعاب القطاع الأكثر شعبية هذا العام بناءً على مقياس يسمى UAW الذي يتتبع عدد المحافظ المستقلة التي تتفاعل مع كل تطبيق، نمت أعداد المستخدمين لهذه التطبيقات بنسبة 65% على أساس سنوي.
100 ألف دولار
يمثل هذا المبلغ ما تبقى في حساب سام بانكمان فرايد، مؤسس بورصة العملات المشفرة FTX، بعد أن وصلت ثروته إلى 26.5 مليار دولار، ما جعله يحتل المرتبة 32 على قائمة فوربس 400.
ولا يزال بانكمان فرايد خارج السجن حاليا بموجب كفالة قيمتها 250 مليون دولار، بضمان منزل والديه في بالو ألتو كاليفورنيا، حيث سيظل محجوزا حتى محاكمته.
ويواجه بانكمان فرايد حاليا ثماني تهم بالاحتيال والتآمر، بالإضافة إلى تهم مدنية منفصلة موجهة من قِبل لجنة الأوراق المالية والبورصات وهيئة تداول السلع الآجلة.
3 مليارات دولار
كانت هذه كمية العملات المشفرة التي سرقها المتسللون والمحتالون هذا العام، ويستمر الجدل حول الفائدة الفعلية للعملات المشفرة للمحتالين، فمن ناحية تعد هذه العملات أصولا لحاملها، ولكن من ناحية أخرى يمكن تتبع كل شيء على البلوكتشين. ولا يمكن إنكار أن الجهات الفاعلة السيئة ترى أنها فئة أصول مثيرة للاهتمام.
وفقا لشركة Chainalysis، كان شهر أكتوبر/تشرين الأول (آخر شهر تتوفر فيه البيانات) أسوأ شهر من الاختراقات على الإطلاق (إذ تمت سرقة 718 مليون دولار).
15 جلسة
هذا هو عدد جلسات الاستماع التي عقدت هذا العام في الكونغرس الأمريكي، والتي ركزت بشكل أساسي على سياسة التشفير والبلوكتشين. كانت اللجان الأكثر نشاطا هي اللجان المصرفية التابعة لمجلس الشيوخ ولجان الخدمات المالية في مجلس النواب.
خصصت اللجان وقتا لكل شيء بدءا من محاولة فهم الآثار المترتبة على العملات المستقرة الصادرة من القطاع الخاص على النظام المالي، الذي يرتكز على الدولار الأمريكي إلى محاولة معرفة كيف يمكن للكونغرس ضمان عدم حدوث انهيارات مماثلة لِما حدث في منصة FTX.
لكن ثمّة تفاؤل في بعض دوائر العملات المشفرة بأن حجم انهيار FTX سيحث المشرعين على إحراز تقدم في قطاع العملات المشفرة العام المقبل.
aXA6IDMuMTQ0LjQ3LjExNSA= جزيرة ام اند امز