ماذا أراد داعش من تفجير عرس بالحسكة؟
تفجير انتحاري تبناه داعش في الحسكة السورية، أثار تساؤلات بشأن الأهداف الجديدة لعمليات التنظيم المتمثلة في الأعراس وأماكن التجمعات.
أثار تفجير انتحاري تبناه داعش في الحسكة السورية، مساء الإثنين، تساؤلات بشأن الأهداف الجديدة لعمليات التنظيم المتمثلة في الأعراس وأماكن التجمعات، بعد أن فقد مناطق كثيرة من نفوذه شمال شرق سوريا، فيما يرجح مراقبون أن يكون هدف داعش طرد قوات سوريا الديمقراطية والنظام من الحسكة، ولاسيما أن هذه القوات تسيطر على مساحة 90% من المدينة منذ أكثر منذ شهرين.
يتمركز داعش في بعض الأرياف وبشكل محدود في الحسكة، التي يقطنها خليط من العرب والأكراد والمسيحيين وغيرهم.
واستهدف تفجير انتحاري "صالة السنابل للأفراح" في الحسكة وأسفر عن مقتل نحو 30 شخصاً، بينهم العريس ووالده القيادي في أحد الأحزاب الكردية بهاء الدين فاطمي، وإصابة أكثر من 60 آخرين، حيث تقع الصالة بالقرب من قرية صفية على طريق الحسكة – القامشلي.
يرى مراقبون أن التفجير يفتح دائرة الشك على القرى المحيطة بالحسكة التي تعتبر بعضها حواضن اجتماعية للتنظيم الإرهابي، كما جاء التفجير بعد فترة تعتبر قصيرة نسبياً من سيطرة الأكراد على المدينة.
ويربط مراقبون بين هذا التفجير وآخر استهدف منطقة مكتظة في القامشلي، أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصاً أواخر يوليو، من حيث الضخامة والأبعاد والطريقة، علماً أنها ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها داعش الحسكة وكان آخرها تفجير دراجة نارية عند دوار "مرشو" وقُتل فيه 5 أشخاص.
ويسود المناطق الكردية نوع من الهدوء بالمقارنة مع غيرها من المناطق بسوريا، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت العديد من التفجيرات التي أرّقت المسؤولين الأكراد بعد أن انتهوا من معاركهم في منبج وتل أبيض ورأس العين، إلا أن الحسكة بعيدة نوعاً ما عن مركز القرار الكردي العسكري.
وتتهم أطراف كردية معارضة قوات سوريا الديمقراطية (يشكل الأكراد عمودها الفقري) بأنها تعمل بتنسيق مع النظام السوري في الكثير من معاركه ضد داعش في الحسكة والقامشلي، الأمر الذي ينفيه الأكراد أنفسهم، موجهين أصابع الاتهام إلى تركيا بأنها تدعم بعض الجيوب الخلفية لداعش في سوريا، علماً أن أنقرة وجهت ضربات جوية مؤخراً على مواقع للتنظيم شمال شرق سوريا، إلا أن رفع صور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والعلم التركي فوق أبنية مدينة جرابلس دعتهم للقول إن لتركيا أصابع في استهداف المناطق الكردية، لخوفها من إقامة كيان كردي على حدود تركيا أو إحداث نوع من الانفصال عن سوريا، الأمر الذي وحَد دمشق وأنقرة في مجابهة الأكراد كعدو مشترك.
ويعتقد مراقبون أن المناطق الرئيسية لداعش في الرقة ودير الزور والميادين، شرق سوريا، تحتاج إلى دعم من الحسكة التي تبعد حوالي 200 كم من دير الزور، ما يفتح مجالاً للتساؤلات حول نوع العلاقة بين قيادات داعش واستهدافهم الأكراد في مناطق وجودهم.
وبحسب هذه النظرية، ينطلق داعش من منطق "الرجل المريض" أو "المفلس"، إن جاز التعبير، فبعد أن فقد أسلحته توجه إلى أسلوب التفجيرات بين المدنيين.