اغتيالات وتفجيرات.. سجل أسود لإرهاب "حسم" الإخوانية بمصر
في الخامس من أغسطس/آب 2016، اختبأت عناصر حسم "الإخوانية" بإحدى الحدائق بخط سير أحد كبار علماء الأزهر، محاولة اغتياله في أول ظهور لها.
ورغم التخطيط المسبق فشلت "حسم" حينها في اغتيال الشيخ علي جمعة، مفتي مصر الأسبق، وسط مخاوف وتساؤلات حول الحركة المسلحة الجديدة صاحبة آخر ظهور بين الحركات الإرهابية.
ذلك المشهد، تلته عدة عمليات إرهابية نفذتها "حركة سواعد مصر" المعروفة اختصارًا بكلمة "حسم" التابعة لتنظيم الإخوان منذ ذلك الحين، لتقرر واشنطن أمس إدراجها ضمن قوائم الإرهاب.
ويضاف هذا التصنيف إلى تصنيف سابق للحركة، حيث كانت الخارجية الأميركية أدرجت حسم ككيان إرهابي دولي "مدرج بشكل خاص بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، في يناير 2018، لأنها تشكل خطرا كبيرا لناحية ارتكاب أعمال إرهابية".
سجل إرهابي
وبعد شهرين من إعلان مسؤوليتها عن محاولة اغتيال "جمعة"، حاولت الحركة اغتيال أحد كبار مساعدي النائب العام "زكريا عبدالعزيز"، أثناء عودته من مكتبه، بواسطة سيارة مفخخة قرب منزله لكن العملية فشلت كغيرها.
وسرعان ما وسعت الحركة نشاطها ليشمل استهداف كمائن للشرطة ونقاط أمنية عدة عبر التفجير عن بُعد كان أبرزها تفجير عبوة ناسفة استهدفت نادى الشرطة بمحافظة دمياط في 4 سبتمبر/أيلول 2016، مخلفا 6 مصابين.
وبعد أربعة أيام، نفذت الحركة عملية اغتيال بحق أمين شرطة (رتبة أقل من ضابط) بعدما أطلق عليه النار من سيارة، وبعد شهرين وتحديدا في 4 نوفمبر 2016، أعلنت الحركة المسلحة مسؤوليتها عن محاولة اغتيال المستشار أحمد أبو الفتوح، أحد القضاة الثلاثة الذين حكموا على الرئيس المعزول محمد مرسي بالسجن عشرين عاما في عام 2015.
ومع نهاية العام، أعلنت الحركة المسلحة مسؤوليتها عن هجوم استهدف نقطة تفتيش على الطريق الرئيسي بمنطقة الهرم، بمحافظة الجيزة، غرب القاهرة، أسفر عن استشهاد 6 شرطيين.
ضربات أمنية ناجحة
وفي السنوات التالية، نجحت الضربات الأمنية الاستباقية في إفشال هجمات إرهابية اعتزم أعضاء الحركة ارتكابها، وضبط العشرات منهم، غير أن الحركة المسلحة باغتت المصريين بواحدة من أفظع الجرائم وهو الهجوم الدامي أمام معهد الأورام في القاهرة في أغسطس/آب 2019، والذي أسفر عن استشهاد 20 شخصا وإصابة 47 آخرين.
وبالرغم من أن تاريخ الإخوان حافل بالإرهاب واستهداف الأبرياء فإن التفجير الذي استهدفت به حسم معهد الأورام كشف عن أقبح وجوهها أمام العالم أجمع، إذ إن المكان يجمع عشرات المرضي من مصابي السرطان الذين يتلقون علاجهم بالمجان.
ووفق مراقبين، تضم حركة حسم عناصر إخوانية، وأخرى سلفية جهادية، غالبيتهم موقفون على ذمة قضايا عنف وإرهاب، بالإضافة إلى عناصر انضمت من حركات أخرى مسلحة مثل "أجناد مصر" و"العقاب الثوري".
ومنذ ظهورها، أقرت الحركة المسلحة، في بياناتها التي تنشرها على غرار داعش، بمسؤوليتها عن عمليات تستهدف بها رجال الجيش والشرطة، وعادة ما ترفقها بصور سواء لرصد الشخصيات العامة أو زرع العبوات الناسفة.
قرار واشنطن
جاء قرار واشنطن بالإدراج أمس، بعد عامين من تصنيف الإدارة الأمريكية لكل من "حسم" و"لواء الثورة" كحركات إرهابية تشكل خطرا على أمن رعاياها.
وشمل القرار أيضا شخصيات مرتبطة بتنظيم "حسم" هم كل من علاء السماحي، الذي يعتقد أنه مؤسس حركة "حسم" وهو مصري الجنسية ويتواجد في تركيا حاليا، وقيادي آخر في الحركة يدعى يحيى موسى ويسكن تركيا أيضا.
ونجحت الأجهزة الأمنية المصرية خلال السنوات الماضية في تسديد ضربات قوية لعناصر التنظيم الإخواني، وإحباط عدد من العمليات الإرهابية.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE2MiA=
جزيرة ام اند امز