الذوادي في حوار خاص لـ "العين": هذه هي المزايا التي سيجنيها العالم من مونديال قطر

حسن الذوادي لعب دورا مميزا في إعداد ملف أقنع مسؤولي الفيفا بمنح قطر تنظيم مونديال 2022، اقرأ الحوار.

 منذ فازت قطر باستضافة مونديال 2022 قبل 5 سنوات تقريبا، لمع أسم حسن الذوادي الذي لعب دورا مميزا في إعداد ملف مقنع لمسؤولي الفيفا، ساعدهم على تجاوز ما يراه الغرب سلبيات مثل صغر مساحة قطر ودرجة الحرارة المرتفعة فضلا عن عدم تأهل منتخبها نهائيا لأي نسخة سابقة من النهائيات. 

•  تشافي في لقاء خاص لـ"العين": البارسا سيفوز بأكثر من لقب هذا الموسم
• إنفانتينو: مونديال 2022؟.. بالطبع سيقام في قطر

وخلال السنوات الخمسة ترافق صعود أسم الذوادي مع توالي الهجوم الغربي على استضافة قطر للمونديال كأول بلد عربي وشرق أوسطي يحظى بهذا الشرف، وظهر الرجل في العديد من المنصات الإعلامية العربية والغربية يدافع هنا، ويوضح هناك.

لكن في واحدة من المرات النادرة نجحت بوابة العين في دفع الذوادي لخوض مواجهة مزدوجة كأول وسيلة إعلامية عربية تحقق هذا السبق، وهو الانفراد بحوار مطول مع العقل المفكر للجنة المنظمة للمونديال، وأن يقوم صحافي بريطاني بإجراء الحوار طارحا الأسئلة والهواجس التي تدور في الغرب حول البطولة المرتقبة ليجيب عنها الذوادي بصراحة ووضوح.

في البداية باغت مراسل العين جيري كوكس ضيفه الذي يشغل رسميا منصب السكرتير العام للجنة العليا المسؤولة عن تنظيم المونديال بسؤال عن مدى قدرتهم على إسكات الانتقادات المستمرة التي تتعرض لها قطر منذ فوزها بشرف تنظيم البطولة، فأجاب الذوادي قائلا.. لا أعلم إذا كان ما نفعله مقنعا بما فيه الكفاية للساخرين والمنتقدين، لكني متأكد أننا نكسب احترامهم.

وأضاف "هم يعلمون الآن أن ما نفعله جدير بالاهتمام والمتابعة بشكل أعمق، وخطتنا لضمان حقوق العمال بدأت حتى قبل أن تكون هناك اتهامات بالمعاملة السيئة كنا أننا دائما منفتحون للحوار والمناقشة، ووضعنا الميثاق الذي يضمن حقوق العمال في 2012 بعد التواصل مع الاتحاد الدولي لعمال البناء وأخبرناهم وجهة نظرنا الواقعية، ومنذ اليوم الأول كانت هناك ثقة متبادلة بيننا كما ان اجتماعاتنا كانت في غاية الشفافية وأقول ذلك بكل فخر، ومنذ 6 شهور توصلنا للبنود النهائية للاتفاق الذي تم توقيعه في نوفمبر، ننتظر منهم مساعدتنا في تحقيق المرحلة الثانية من المستويات الأربعة لتحقيق معايير الصحة والسلامة وتدريب وتأهيل العاملين.

- هل هناك ما يمكن تنفيذه أكثر لمساعدة العمال؟

· لدينا مساحة للنقاش حول حقوق العاملين لكن أيضًا نرحب بمقترحات التطوير والمساعدة من اتحاد عمال البناء، وأشعر بالفخر بالإنجاز الذي حققناه والخطوة التي تقربنا من إنجاز الأهداف المرجوة، كما تواصلنا مع بعض المنظمات غير الحكومية من بينها منظمة حقوق الإنسان ومنظمة "أمنستي إنترناشيونال" و"مهندسين ضد الفقر" وغيرها، ووقعنا بالفعل مذكرة تفاهم مع اتحاد عمال البناء واتحاد التجارة الدوليين.

- بصراحة ماذا يمكن أن تقدم قطر لكأس العالم وجمهور الكرة في كل مكان؟

· نستطيع أن نقدم تنظيما محكما، وسلسا في نفس الوقت، حيث لن يتكبد المشجعون عناء السفر لمسافات طويلة وتغيير الفنادق كل عدة أيام.

على العكس من ذلك سيكون بإمكانهم متابعة أكثر من مباراة في اليوم الواحد لأول مرة في تاريخ المونديال.

خارج الملاعب سيتاح للجماهير تجربة العديد من الأفكار السياحية الجديدة مثل التخييم في الصحراء كما يحب الكثير من أصدقائي المغتربين أن يفعلوا عندما يكونون في قطر، وأيضا الاستمتاع بالشواطئ وتجربة المأكولات الشرقية.

كما يمكنهم السفر إلى عدد من البلدان القريبة مثل الإمارات والبحرين ولبنان ومصر، نحن في البلدان العربية اشتهرنا بكرم الضيافة والروح المرحة، وأعتقد أن هذه التجربة التي سيعيشها جمهور الكرة ستكون فرصة عظيمة لكسر الحواجز الثقافية بين الشرق والغرب.

- مسألة المشروبات الكحولية للمشجعين القادمين من الغرب أيضًا موضوع ساخن ومثير للجدل، ما هي آخر المستجدات حول هذا الأمر؟

 · موقفنا لا يزال ثابتا، وهو أن الكحوليات مسموح بها في قطر، صحيح أنها ليست متاحة بشكل سهل كما هو الحال في الغرب ولن يكون مسموحا بالشرب في الشوارع والأماكن العامة، لكن هذا لا يعني أن الناس لا يمكنهم احتساء الكحول هنا، مع بعض القيود الموجودة في كل مكان بما فيها دول الغرب.

أعتقد أن الخمور سيكون مسموحا بها في بعض متنزهات المشجعين وليس جميعها، وعموما لا يجب أن تقلق الجماهير بخصوص هذا الأمر لأن بإمكانهم الشرب كيفما يشاءون، ليس بحرية مطلقة كما يحدث في انجلترا والمانيا، لكن هناك تساهل بشأن الكحوليات ولهذا لا يجب القلق حيال هذا الأمر.

- ما هو العدد النهائي للملاعب التي سيتم استخدامها في البطولة؟

· في الوقت الحالي الخطة هي استخدام 8 ملاعب، ولدينا أيضا خطة بديلة إذا تطلب الأمر 10 ملاعب حيث نملك الوقت الكافي لبناء ملعبين آخرين، لكن لدينا الثقة في الخطة الأساسية ونستطيع أن نقنع الفيفا أن البطولة يمكن إقامتها على 8 ملاعب.

- هل يعني هذا أن الأمر لم يحسم حتى الآن؟

· ما زلنا نتفاوض مع الفيفا بهذا الشأن ولا يزال أمامنا وقت لحسمه في موعد مناسب قبل بداية البطولة.

- هل تم الاتفاق على مواعيد المباريات أم لا يزال قيد البحث أيضا؟

· حتى الآن لم يتم الاتفاق بعد لكننا اقتراحنا على الفيفا أن تبدأ المباريات في الواحدة والرابعة والسابعة مساء كما أنه من الممكن إقامة مباراة رابعة في بعض الأيام، ودرجة الحرارة لن تكون مشكلة، فالطقس جيد في هذا الوقت من السنة ويصل إلى 32 درجة مئوية تقريبا وهذا طقس رائع يذهب فيه الناس إلى الشاطئ ويستمتعون بالشمس ولهذا نعتقد أنه سيكون وقتا مناسبا، كما أن تقنية التبريد ستجعل الجميع يشعرون بالراحة، وسوف تتوافر هذه التقنية في الملاعب وأيضا في مناطق المشجعين.

- وما هي قصة مبادرتكم بإعادة تدوير مدرجات ملاعب المونديال؟

· عندما فكرنا في كيفية استخدام الملاعب بعد نهاية البطولة، نظرنا إلى ملعب لندن الأوليمبي وحاولنا التعلم من الأخطاء التي حدثت في التعامل معه، وتوصلنا إلى فك الأجزاء العليا من المدرجات وإرسالها إلى الدول النامية للاستفادة منها في تطوير كرة القدم.

يمكننا شحن 500 أو 1000 مقعد كل مرة وربما أكثر من ذلك، وإجمالًا سنكون قادرين على إعادة تدوير 150 ألف مقعد.

جزء آخر سيتم إزالته من الملعب واستخدامه في بناء قاعات للمؤتمرات أو تحويلها إلى فنادق، أما أرضيات الملاعب فسوف تتحول إلى حدائق ومتنزهات محاطة بمقاهي، ولا يزال هناك مشاريع وأفكار مختلفة يمكن تطبيقها.

- أخيرا بمناسبة انتهاء قانون الكفالة الذي يحرم العمال من حقوقهم قبل أيام، هل قمتم بهذه الخطوة فقط لمواجهة الانتقادات؟

· حقوق العمال بشكل خاص وحقوق الإنسان بصفة عامة منصوص عليها في دستورنا، كما أنهم حجر الأساس لرؤيتنا الوطنية في 2030 التي أطلقناها في 2008 قبل أن نتقدم بملف تنظيم كأس العالم، نسعى لخلق بيئة تحترم كل شخص متواجد في قطر وهذا أمر بالغ الأهمية في رؤيتنا.

يجب أن نضع في الاعتبار أن أحد أسباب التطور السريع لقطر منذ 1995 حتى وصلت إلى ما هي عليه في الوقت الحالي هو القوانين الفعالة، القوانين تسقط سريعا إذا لم يكن هناك تطبيق قوي لها على أرض الواقع، هناك بعض المشاكل بلا شك لأننا ما زلنا دولة ناشئة كما أن الأضواء مسلطة بشكل أكبر علينا.