سيناريو تخيلي.. عين الصقر تحرم إنجلترا من لقب المونديال الوحيد
في عام 1966 توج منتخب إنجلترا بلقب كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه والوحيدة حتى الآن بعد سيناريو مثير.
البطولة التي نظمها الإنجليز على أرضهم للمرة الوحيدة أيضا في تاريخهم منحتهم التتويج الوحيد، خلال 15 مشاركة لهم في المونديال على مر تاريخه، منذ مشاركتهم الأولى في نسخة "البرازيل 1950"، وحتى المشاركة الأخيرة في "روسيا 2018".
ورغم أن منتخب إنجلترا أبلى بلاء حسنا في هذه البطولة، وقدم أداء جيدا ومعه نظيره الألماني (ألمانيا الغربية وقتها) الذي تأهل معه إلى المباراة النهائية، فإن هذا التتويج التاريخي كان من الممكن ألا يحدث لو كانت وسائل التكنولوجيا المتقدم الموجود حاليا مثل تقنية عين الصقر المراقبة لخط المرمى موجودة وقتها.
وبنظرة تخيلية لما كان يمكن أن يحدث في تلك النسخة المثيرة من المونديال لو كانت مطبقة بها تقنية عين الصقر سنجد أنه كان من الممكن أن تتغير الكثير من الأشياء في تاريخ كأس العالم سنستعرض أهمها وأسبابها في السطور التالية.
مشوار حافل
في مونديال 1966 استهل الإنجليز أصحاب الأرض مشوارهم بشكل متذبذب عبر التعادل السلبي مع أوروجواي في الجولة الأولى للمجموعات، قبل أن يصححوا المسار بالفوز على المكسيك 2-0 بالجولة الثانية، ثم على فرنسا بالنتيجة ذاتها في الثالثة، ليتأهلوا إلى ربع النهائي في صدارة مجموعتهم بـ5 نقاط.
على الجانب الآخر، ضرب المنتخب الألماني بقوة منذ البداية محققا فوزا كبيرا على سويسرا 5-0، قبل أن يتعادل سلبيا مع الأرجنتين، ثم يفوز على إسبانيا 2-1، ليتأهل بـ5 نقاط أيضا في صدارة مجموعته بفارق الأهداف أمام راقصي التانجو.
في ربع النهائي، اكتسحت ألمانيا أوروجواي 4-0، فيما صعقت إنجلترا الأرجنتين بهدف دون رد، ليتأهل المنتخبان إلى نصف النهائي، حيث تخطى منتخب الماكينات نظيره الاتحاد السوفييتي بنتيجة 2-1، وهي النتيجة ذاتها التي فاز بها الإنجليز على البرتغال، ليضربا موعدا في النهائي.
نهائي مثير.. وهدف شبح
في واحدة من أكثر المباريات النهائية إثارة في تاريخ كأس العالم، تواجه منتخبا إنجلترا وألمانيا في 30 يوليو/ تموز 1966، وكان السبق للضيوف بهدف مبكر في الدقيقة 12 عبر هيلموت هالر، قبل أن يرد أصحاب الأرض سريعا بالتعادل بعد 6 دقائق عبر جيوف هورست.
وفي الدقيقة 78 مع اقتراب المباراة من لفظ أنفاسها الأخيرة بدا أن الإنجليز في طريقهم لحسم اللقب الأول بعدما اقتنصوا الهدف الثاني عبر مارتن بيتبرس، لكن الألمان أبوا أن تنتهي القصة بهذا السيناريو واقتنصوا هدف التعادل قبل نهاية الوقت الأصلي بدقيقة واحدة عبر فولفجانج ويبر، لتمتد المباراة للأشواط الإضافية.
وفي الدقيقة 11 من الشوط الإضافي الأول اقتنص الإنجليز هدفا جدليا عبر جيوف هورست، بعدما سدد كرة قوية من داخل منطقة الجزاء ارتطمت بالعارضة وردت في الأرض وبدا أنها لم تتخط خط المرمى، لكن الحكم السويسري دينست احتسبها هدفا مثيرا للجدل بعد التشاور مع مساعده، ليمنح المقدمة للإنجليز.
وأكمل الألمان اللقاء وسط دهشة كبيرة ممزوجة بالغضب للشعور بالظم من هذا الهدف الذي وصف بـ"الهدف الشبح"، وسط محاولات مستميتة لإدراك التعادل، قبل أن يقضي هورست على آمالهم بتسجيل الهدف الرابع في الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني.
تقنية عين الصقر
ووفق السيناريو التخيلي فإن وجود تقنية عين الصقر المراقبة لخط المرمى في تلك المباراة كان يمكن أن يحرم الإنجليز من اللقب الوحيد في تاريخهم في كأس العالم، حيث أثبتت الإعادات التلفزيونية والصور والتقنيات المتطورة فيما بعد أن كرة الهدف الثالث كان بينها وبين تجاوز خط المرمى 6 سنتيمترات كاملة.
هذا الأمر يعني أن المباراة كان يمكن أن تنتهي بالتعادل وتحسم عبر ركلات الترجيح، سواء لصالح الإنجليز أو الألمان، كما أن منتخب الماكينات كان من الممكن أن يحسم النتيجة خلال الوقت المتبقي في ظل الهجمات النارية التي كان يشنها على مر أصحاب الأرض.
نتائج تاريخية
تطبيق عين الصقر في تلك المباراة كان يمكن أن تترتب عليه تغييرات تاريخية في بطولة كأس العالم، لعل أبرزها حرمان إنجلترا من اللقب الوحيد، بما يقلص أبطال كأس العالم حاليا إلى 7 أبطال فقط بدلا من 8، وهم البرازيل وألمانيا وإيطاليا وأوروجواي والأرجنتين وفرنسا وإسبانيا.
نتيجة تاريخية أخرى كان من الممكن أن تحدث، وهي أن يصبح منتخب ألمانيا هو الأكثر تتويجا بكأس العالم على مر التاريخ بالتساوي مع البرازيل بـ5 ألقاب لكل منهما، بدلا من تفوق راقصي السامبا حاليا بفارق لقب عن الماكينات.
نتيجة تاريخية أخرى تخص اللعب جيوف هورست، الذي يعد اللاعب الوحيد الذي سجل 3 أهداف (هاتريك) في مباراة نهائية لكأس العالم، حيث إن عدم احتساب الهدف الجدلي كان سيحرمه من هذا الشرف والرقم التاريخي المسجل باسمه حتى الآن.
يذكر أن تقنية عين الصقر تم تطبيقها في بطولة كأس العالم للمرة الأولى في مونديال عام 2014 بالبرازيل، وتم اللجوء إليها في حسم بعض الحالات الجدلية، الشبيهة بحالة مونديال 1966، وكانت نتيجتها مرضية للجميع.
aXA6IDE4LjE4OC40My44NSA=
جزيرة ام اند امز