سيناريو تخيلي.. رونالدو وراموس يطاردان "الأسطوري" حسام حسن
يعد حسام حسن إحدى الأساطير الخالدة في تاريخ الكرة المصرية والأفريقية والعالمية أيضا، حيث سجل اسمه بأحرف ذهبية في تاريخ اللعبة.
وحصد حسام حسن على مر تاريخه الطويل في الملاعب العديد من الأرقام القياسية، وحقق الكثير من الإنجازات والبطولات التي قل أن يصنعها أحد غيره على كل الصعد، سواء مع الأندية التي لعب لها، أو بقميص منتخب مصر.
وكان بإمكان عميد لاعبي العالم الأسبق أن يعزز الكثير من الأرقام والإنجازات التي حققها خلال مسيرته، بطريقة تجعل من الصعب على أحد الوصول لها أو تحطيمها بسهولة، على شاكلة الأسطورتين الحاليتين للكرة العالمية الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو.
لكن عيبا واحدا في شخصية قائد الفراعنة الأسبق جعله يخسر فرصة تحقيق إنجازات وأرقام جديدة وتحصين الأرقام القياسية التي حققها عبر تاريخه، ألا وهو العصبية الزائدة التي جعلته في كثير من الأحيان محل انتقاد، وأفقدته الكثير مما كان يمكن تحقيقه لا سيما على الصعيد الدولي مع منتخب مصر.
فماذا كان يمكن أن يحدث لو كان الأسطورة حسام حسن أهدأ أعصابا مما هو عليه؟
عميد لاعبي العالم
بدأ حسام حسن مشواره مع منتخب مصر في سن صغيرة، وبالتحديد عام 1985، حيث كان وقتها يبلغ من العمر نحو 19 عاما، وتوقع له الكثيرون مستقبلا مبهرا، نظرا لمهاراته وقدراته التي بزغت مع بداياته في الملاعب، سواء مع فريقه الأسبق الأهلي، أو مع الفراعنة.
لكن تلك الرحلة لم تسر كما توقع الكثيرون لها، حيث شهدت مسيرة نجم الأهلي والزمالك الأسبق الكثير من المشكلات مع اختلاف أسبابها، والتي أدت إلى تعرضه للكثير من الإيقاقات، سواء مع الفرق التي لعب لها، أو مع منتخب مصر، لكن دائما كانت العصبية الزائدة هي المتهم الرئيسي وراء ذلك الأمر.
ورغم ذلك، فقد حصد حسام حسن في عام 2001 لقب عميد لاعبي العالم، باعتباره الأكثر مشاركة مع منتخب بلاده في المباريات الدولية، وأنهى مسيرته الدولية في 2006 بعدما وصل إلى 176 مباراة دولية.
لكن هذا الرقم تخطاه فيما بعد العديد من اللاعبين، بقيادة مواطنه أحمد حسن عميد لاعبي العالم الحالي، صاحب الـ184 مباراة دولية، والكويتي بدر المطوع أقرب مطارديه بفارق 3 مباريات وخلفه العماني أحمد مبارك والإسباني سيرجيو راموس بفارق مباراة واحدة.
وتراجع حسام للمركز السابع بالتساوي مع الحارس الإيطالي المخضرم جيانلويجي بوفون، والحارس الأردني عامر شفيع، بفارق 3 مباريات أمام البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وكان بإمكان حسام حسن أن يقترب من الـ200 مباراة دولية ويحصن رقمه ضد الكسر لو تخلى عن عصبيته الزائدة التي كلفته الكثير على مدار مسيرته، وحرمته من تمثيل منتخب مصر في الكثير من المناسبات، ويكفي أن نعرف أنه حرم من المشاركة في كأس أمم أفريقيا أعوام 1994 و1996 و2004 بسبب مشكلات في هذا الصدد.
هداف العالم التاريخي
يعتبر حسام حسن هو الهداف التاريخي لمنتخب مصر على مر العصور برصيد 68 هدفا، وذلك على الرغم من الفترات الطويلة التي تم استبعاده فيها من تمثيل الفراعنة، وهي الحصيلة التي كان يمكنه تعزيزها بسهولة حال مشاركته في تلك المباريات.
وتفصل القناص المصري 41 هدفا عن الإيراني على دائي، أكثر لاعبي العالم تسجيلا للأهداف الدولية مع منتخبات بلادهم، وهو رقم كبير كان من الصعب بالفعل تداركه، لكن القدرات التي كان يتمتع بها حسام حسن وإصراره الذي تمتع به كان من الممكن أن يدفعه لتحقيق أي شيء.
وكان من الممكن أن نرى كريستيانو رونالدو، هداف منتخب البرتغال بـ103 أهداف، وثاني أكثر اللاعبين تسجيلا مع منتخبات بلادهم على مر التاريخ خلال الفترة الحالية يطارد حسام حسن، بدلا من مطاردته لعلي دائي.
أرقام قياسية في كأس الأمم الأفريقية
غيابات حسام حسن غير الفنية عن كأس الأمم الأفريقية أفقدته فرصة تحقيق العديد من الأرقام القياسية التي كان قادرا على تسجيلها وتحصينها لفترات طويلة، لو شارك في النسخ التي تسببت عصبيته الزائدة في غيابه عنها.
أول تلك الأرقام بالطبع هو الأكثر مشاركة في تاريخ البطولة، والمسجل حاليا باسم المصري أحمد حسن والكاميروني ريجوبرت سونج برصيد 8 نسخ، بفارق نسخة أمام حسام حسن، الذي كان يمكن أن يصل برقمه إلى 10 نسخ على الأقل لو سارت مسيرته بشكل طبيعي.
مشاركة حسام حسن الافتراضية في تلك النسخ الثلاث كان يمكن أن تقوده لتحطيم أرقام أخرى، على رأسها بالطبع الأكثر تسجيلا للأهداف في البطولة، والذي يمتلكه النجم الكاميروني صامويل إيتو برصيد 18 هدفا، بفارق 7 أهداف عن النجم المصري الذي يحتل المركز الخامس.
فلقب الهداف التاريخي لكأس الأمم الأفريقية كان أحد الألقاب السهلة التي كان من الممكن أن يحطمها عميد لاعبي العالم الأسبق حال مشاركته في النسخ سالفة الذكر، نظرا للقدرات التهديفية التي كان يتمتع بها.
تدريب الأهلي ومنتخب مصر
عصبية حسام حسن كانت أبرز أسباب رحيله عن الأهلي إلى غريمه الزمالك عام 2000، حيث قيل إن كثرة مشاكله مع الجهاز الفني (وفقا لبعض الروايات) كانت السبب في اتخاذ قرار بتجاهل تجديد عقده، وهو ما أدى لغضب الهداف التاريخي ليقرر الرحيل.
وأدى ذلك القرار الغاضب إلى إدخال المهاجم القناص قائمة المغضوب عليهم في القلعة الحمراء، ليتم حرمانه من العودة إليها في أي منصب بعدها، وهو ما أدى لحرمانه من قيادة الفريق بعد اتجاهه للتدريب فيما بعض، رغم طرح اسمه أكثر من مرة في هذا الصدد.
نفس العصبية حرمت حسام حسن عدة مرات من تحقيق حلمه التاريخي بتولي تدريب منتخب مصر، حيث تم طرح اسمه أيضا أكثر من مرة آخرها قبل تولي حسام البدري المسؤولية في 2019 بعد الفشل في كأس الأمم الأفريقية.
ورغم أن عميد لاعبي العالم الأسبق كان الأجدر بتولي المهمة في وجهة نظر الكثير من الخبراء والمتابعين في ذلك الوقت، فإن خشية المسؤولين من عصبية حسام وإمكانية تسببه في مشكلات للمنتخب تسببت في إخراجه من الحسابات، ليظل القناص يدفع ثمن حماسه الزائد طوال حياته.
aXA6IDMuMTQuMjUxLjEwMyA= جزيرة ام اند امز