"المقر المنتظر" يدير ظهره لفيسبوك.. سويسرا تحكم على "ليبرا" بالفشل
الرئيس السويسري قال إن مشروع عملة فيسبوك الرقمية "ليبرا" قد فشل لأن البنوك المركزية لن تقبل بسلة العملات الداعمة لها.
تحالف ليبرا يتصدع.. جنيف تدير ظهرها لعملة فيسبوك الرقمية وتنضم للمنسحبين من تحالفها الذي بدأ في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بانسحاب شركة المدفوعات الرقمية الأمريكية "باي بال" بشكل مفاجئ من "ليبرا".
ولم تكن "باي بال" إلا أول الكيانات المنسحبة، حيث لحقت بها عدة شركات كبرى على رأسها "إي باي" و"سترايب" و"ماستركارد" و"فيزا".
وقال الرئيس السويسري، وفقا لرويترز، إن مشروع عملة فيسبوك الرقمية "ليبرا" قد فشل في صورته الحالية ويتعين تعديله، لكي تجري الموافقة عليه.
وأضاف أولي ماورر، وهو أيضا وزير مالية سويسرا إلى جانب كونه رئيسها المنتهية ولايته، متحدثا لهيئة الإذاعة السويسرية، "لا أعتقد أن "ليبرا" أمامها فرصة في صورتها الحالية، لأن البنوك المركزية لن تقبل بسلة العملات الداعمة لها".
وأضاف ماورر: "المشروع، في صورته الحالية فشل".
ولم ترد مؤسسة ليبرا، التي تسعى لنيل موافقة تنظيمية على العملة المشفرة في سويسرا، حتى الآن على طلب للتعقيب.
وأثارت خطط العملة الرقمية التي تقودها فيسبوك، على أن تصدرها وتنظمها مؤسسة ليبرا التي مقرها جنيف، بواعث قلق في أوساط الجهات التنظيمية والساسة فيما يتعلق بجوانب مثل الخصوصية وتأثيرها المحتمل على السياسات النقدية وتغيير المشهد المالي العالمي.
ويقول المسؤولون عن إدارة المشروع، ومن بينهم أحد مبتكريه ديفيد ماركوس من فيسبوك، إن العراقيل التنظيمية قد تؤخر الإطلاق لما بعد موعد يونيو/حزيران المقبل المخطط له.
وستدعم العملة المشفرة باحتياطي أصول من قبيل ودائع مصرفية وديون حكومية في حوزة شبكة من الأوصياء.
ويستهدف ذلك الهيكل تعزيز الثقة وتفادي تقلبات الأسعار التي تعاني منها عملات مشفرة أخرى.
وكان بنك التسويات الدولية (بي آي إس) أول من حذر من عملة "فيسبوك" الرقمية الجديدة، رغم مرور أيام قليلة فقط على الإعلان عنها.
وقال البنك الذي يعد مظلة تضم البنوك المركزية العالمية إن "ليبرا" تشكل خطرا على الخدمات المصرفية العالمية والنظام المصرفي الدولي.
ولفت إلى أنه رغم وجود فوائد محتملة لتلك العملة من حيث إدخال عدد أكبر من المتعاملين إلى النظم المصرفية، لكنها ستعمل خارج النظام المالي الحالي وقد تخلق مشكلات تتعلق بخصوصية البيانات.
ولاحقا، انضم عشرات السياسيين وهيئات الرقابة المالية في أنحاء العالم إلى الحملة المضادة لعملة فيسبوك، ومن بينهم المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأمريكي.
كما انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عملتي بتكوين وليبرا وغيرهما من العملات المشفرة.
لاحقا، بدأ الجميع يخشى "ليبرا" التي بدت كأنها جاءت للقضاء على المنافسين الرسميين وغير الرسميين.
فمن ناحية تقدم ليبرا ميزة التحويلات شبه المجانية للأموال التي تقدمها العملات الرقمية الأخرى، لكن عملة فيسبوك تستند إلى أساس أقوى للتسعير يتجاوز الفوضى الموجودة في سعر بيتكوين والعملات الأخرى.
ومن ناحية أخرى، تتيح ليبرا عملة مستقرة لا تخضع للمضاربات وفي الوقت نفسه خارج سيطرة البنوك المركزية، وبالتالي تزيح سيطرة الدول على النظام المصرفي.
بات الجميع يخشى ليبرا التي بدأت تظهر كأنها "طرف ثالث" وليست من فصيلة العملات المشفرة المعروفة حاليا.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، حاولت فيسبوك امتصاص الغضب العالمي عبر إعلان تأجيل إطلاق عملتها.
وقال برتراند بيريز، مدير المؤسسة المشرفة على عملة ليبرا، إن إطلاق فيسبوك للعملة قد يتأجل عدة أشهر لحين معالجة بواعث القلق التنظيمية المثارة في أنحاء العالم.