القفزات النوعية في الاكتشافات الصحية.. هل ندخل عصرا بلا أمراض؟ (خاص)
نظرة فاحصة على الأبحاث التي تخرج يوميا عن المختبرات ومراكز الأبحاث، قد تجعلك تشعر أننا بتنا أقرب للدخول إلى عصر "حياة بلا أمراض".
ورغم أن هذه الأبحاث بعضها لا يتعدى نطاق التجارب الحيوانية، إلا أن النتائج الإيجابية التي تحققت، تظهر أننا نسير وبقوة نحو الدخول إلى هذا العصر.
الأستاذ بكلية الطب جامعة جنوب الوادي المصرية، محمود حمدي، يقول لـ"العين الإخبارية"، إن الكثير من أبحاث الثلاثين عاما الماضية، ساهم في التقليل من الأعراض أو ساعد بعضها على تأخير تطور الأمراض، ولكن نادرا ما كان يمنعها أو يعالجها، ولكن الأبحاث الحديثة تبشر بالخير في ملف منع المرض أو العلاج.
ويضيف حمدي أن تقنية "تحرير الجينات" التي حصلت على جائزة نوبل في الطب العام قبل الماضي، وكذلك تقنية "لقاحات الحمض النووي الريبي"، التي استخدمتها شركتا "فايزر" و"موديرنا" في إنتاج لقاحات "كوفيد 19"، تبشران بمستقبل واعد نحو حياة بدون أمراض.
وتوظف تقنية "تحرير الجينات" أنواعا مختلفة من الجزيئات داخل الخلايا، مثل (الدي إن إيه) و(الآر إن إيه) و(البروتينات)، لهندسة هذه المكونات داخل الخلايا أو تحليلها.
وطرح حمدي الملاريا مثالا لما يمكن أن تقوم به تلك التقنية، ويقول: "بينما يشمل العلاج الحالي الوقاية من الملاريا والتدابير غير الدوائية (مثل الرش الموضعي للأماكن المغلقة والناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات)، والأدوية المضادة للملاريا، فإن التعديل الجيني للبعوض الحامل للملاريا باستخدام تقنيات تعديل الجينات، مثل كريسبر، قد يؤدي إلى تقليل مستويات المرض بشكل كبير، عن طريق نشر الجينات المعدلة عبر مجتمع البعوض".
أما فيما يتعلق بتقنية إنتاج لقاحات كورونا، فيمكن توظيف نفس التقنية في إنتاج لقاحات تستهدف الأمراض غير السارية مثل السرطان والكوليسترول المرتفع في الدم.
ويقول: "في الوقت الحاضر، يتناول المرضى الستاتين (الأدوية الخافضة للدهون) للتحكم في مستويات الكوليسترول المرتفعة في الدم أو خفضها، ويجب على المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية تناول هذه الأدوية يوميا، ولكن غالبا ما يكون الالتزام بها ضعيفا، ولكن أثبت لقاح يسمى (AT04A) نجاحا في التجارب قبل السريرية، حيث يتكون اللقاح من جزيئات ترتبط بكوليسترول الدم وتؤدي إلى تحطيمه، وسيكون هذا اللقاح مطلوبا مرة واحدة فقط في السنة، ما قد يؤدي إلى تحسين النتائج".
وبالإضافة إلى هذه الأمثلة، هناك اكتشافات أخرى، قد تساعد على منع الأمراض وعلاجها، وأشار تقرير نشره موقع "mckinsey"، إلى بعضها، مثل استخدام التكرارات الأحدث للمركبات الكيميائية التقليدية (الجزيئات الصغيرة) وفئات الجزيئات، كأدوية طبية، ومن أمثلة ذلك دواء "سينوليتيك" لتأخير الشيخوخة.
ووفق التقرير، فإن "هذا الدواء، هو (فئة من الجزيئات الصغيرة)، التي قد تقلل أو تقضي على الخلايا المسنة التي يمكن أن تسبب التهابا خلويا وخللا وظيفيا وتلفا للأنسجة، وهذا له آثار على تأخير الأمراض المرتبطة بالعمر".
ومن الأمثلة الأخرى، استخدام الخلايا التائية في علاج السرطان، حيث ذهب التقرير إلى أن العلاج يعتمد اليوم في المقام الأول على العلاج الإشعاعي والكيميائي، بالإضافة إلى التدخلات الجراحية، وفي كثير من الحالات، تكون هذه الأساليب غير فعالة.
ويقول التقرير إن إعادة برمجة الخلايا التائية للمريض (خلايا الجهاز المناعي)، تؤدي لاستهداف الخلايا السرطانية، وعند استخدامها مع المريض، ترتبط الخلايا التائية بمستضد على الخلايا السرطانية، وتهاجمها وتدمرها.
ومثال ثالث يشير له نفس التقرير، وهو الذي يتعلق بـ"الروبوتات والأطراف الصناعية"، حيث يتم الآن تطوير مجموعة متنوعة من الأجهزة القابلة للبرمجة والتحكم الذاتي، والتي تتكون من وحدات إلكترونية أو كهربائية أو ميكانيكية وبدائل صناعية لأجزاء الجسم، ويمكن أن تسمح هذه الهياكل الخارجية من الجيل التالي، التي تعمل بمحركات صغيرة تحاكي العضلات البشرية، للمرضى الأكبر سنا، باستعادة استقلاليتهم مع تقليل احتمالية وقوع الحوادث والسقوط.
وانطلقت أعمال القمة العالمية للحكومات 2023، الإثنين، في دبي تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل".
القمة تستشرف مجموعة واسعة من الفرص والتوجهات والتحديات المستقبلية، وتسعى إلى وضع الحلول المبتكرة لها، عبر خطط استراتيجية تسهم في توجيه السياسات وتحديد الأولويات بالشكل الأمثل، وذلك بمشاركة 20 رئيس دولة وحكومة و250 وزيراً و10 آلاف من رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين وقادة الفكر والخبراء العالميين الأبرز في العالم.
وتستعرض القمة التي تستمر حتى 15 فبراير/شباط الجاري، من خلال أكثر من 220 جلسة رئيسية وتفاعلية وحوارية يتحدث فيها 300 شخصية عالمية من الرؤساء والوزراء والخبراء والمفكرين وصناع المستقبل، أبرز التحديات العالمية الحالية والمستقبلية، وتناقش أفضل السبل لتطوير الأداء الحكومي والمؤسسي، استنادا إلى أحدث التطورات والاتجاهات المستقبلية، بهدف مساعدة البشرية على التغلب على تحديات الواقع ومشكلاته والعبور إلى مستقبل أفضل وأكثر تطوراً ورخاءً وأمناً في مختلف القطاعات.
وتشهد القمة العالمية للحكومات 2023 تنظيم أكثر من 22 منتدى عالمياً تبحث أبرز التوجهات المستقبلية في القطاعات الأكثر ارتباطا بحياة الإنسان. كما تدور الجلسات ضمن 6 محاور رئيسية تشمل: مستقبل المجتمعات والرعاية الصحية، وحوكمة المرونة الاقتصادية والتواصل، والتعليم والوظائف كأولويات الحكومات، وتسريع التنمية والحوكمة، واستكشاف آفاق جديدة، وتصميم واستدامة المدن العالمية.
ويشارك في جلسات ومنتديات القمة العالمية للحكومات 2023 نخبة من المتحدثين تضم أبرز المسؤولين الحكوميين ورؤساء منظمات وهيئات دولية ورؤساء شركات عالمية ورواد أعمال بارزين من القطاع الخاص في العالم.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjIzMyA= جزيرة ام اند امز