انطلاق فعاليات مؤتمر دبي الدولي الرابع للتغذية
المؤتمر يأتي في وقت يواجه العالم فيه التحديات يوما بعد الآخر إثر زيادة حدة المشكلات الصحية والأمراض المرتبطة بسوء التغذية.
أطلقت هيئة الصحة بدبي، الأربعاء، فعاليات مؤتمر دبي الدولي الرابع للتغذية بحضور نخبة من الأطباء والعلماء والمتخصصين والمهتمين بمجال التغذية العلاجية والتغذية بشكل عام من المنطقة والعالم.
وأقيم المؤتمر تحت رعاية الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية الإماراتي رئيس هيئة الصحة بدبي.
وأكد حميد محمد القطامي، مدير عام هيئة الصحة بدبي، خلال كلمة افتتاح المؤتمر، أهمية هذا الحدث الذي يأتي في وقت يواجه فيه العالم مجموعة من التحديات التي تتفاقم يوماً بعد الآخر على إثر زيادة حدة المشكلات الصحية والأمراض المزمنة المرتبطة بسوء التغذية أو الأنماط الغذائية غير الصحية، وهي تحديات تتجاوز التوقعات والمساحة التقليدية للأمراض في ظل الأرقام الرسمية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، التي تؤكد أن أكثر من ثلث وفيات الأطفال التي تحدث في جميع أنحاء العالم مردها ظاهرة نقص التغذية إضافة إلى المشكلات الأخرى المتزايدة التي تهدد نماء الأطفال وتكوينهم وتؤثر بشكل كبير في مستوى الذكاء والوعي وعلى الحالة الصحية العامة التي تفقد المجتمعات جزءاً مهماً من قوته الإنتاجية.
وقال إن المشاكل الصحية الناجمة عن التغذية لم تعد ترتبط فقط بفرط الوزن والسمنة والسكري وضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية فقط بل إن دائرة الأمراض تتسع مع افتقار العالم في مناطق متفرقة منه للأنماط الغذائية السليمة والمعايير الأساسية المطلوبة، للحفاظ على الصحة واللياقة البدنية وحتى الذهنية.
وأشار القطامي إلى الاهتمام البالغ الذي أولته دولة الإمارات للتعامل مع هذه المشاكل الصحية في وقت مبكر، حيث تعاملت معها بشكل نموذجي للحد من آثارها، لافتاً إلى أن مدينة دبي تعاملت معها بمنظور شامل ومتكامل ينسجم مع رفاهية العيش ورغد الحياة وجودته، حيث تبنت هيئة الصحة بدبي مفاهيم حديثة وأساليب مغايرة لتعزيز الأنماط الغذائية الصحية في المجتمع، وسخرت جميع إمكانياتها لدرء جميع المخاطر المحتملة والمشكلات الصحية المتصلة بسوء التغذية إلى جانب الاهتمام الكبير الذي توليه الهيئة للتغذية السريرية وإدارتها وأقسامها المختصة في المستشفيات والمراكز الصحية، والتي أصبحت بعناصرها البشرية المميزة وتجهيزاتها المتطورة وتطبيقاتها الذكية وبرامجها الوقائية جزءاً أصيلاً من المنظومة الصحية ومنطلق أساس لخطط الوقاية من الأمراض التي تتبنى الهيئة تنفيذها.
وذكر أن ترسيخ قواعد جودة الحياة في دبي هو أحد الأهداف الاستراتيجية التي تعمل عليها هيئة الصحة بدبي برعاية كريمة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، من خلال الدعم اللامحدود من الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، والمتابعة الحثيثة من الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس هيئة الصحة بدبي.
وأشار القطامي إلى أهمية الأهداف التي يسعى إليها هذا المؤتمر ودوره في المحافظة على الصحة العامة للأفراد، وهو ما يتوافق تماماً مع فلسفة المبادرة النوعية، وهي مبادرة "تحدي دبي للياقة" التي أطلقها الشيخ حمدان بن محمد بن راشد العام الماضي.. داعياً جميع منتسبي هيئة الصحة بدبي وأفراد المجتمع إلى التفاعل معها وخوض منافساتها المختلفة لجعل مدينة دبي المدينة الأكثر نشاطاً في العالم والمدينة الأفضل في رؤيتها المتكاملة ومنظورها الشامل لمفهوم الرعاية الصحية والحياة العصرية.
وألقت وفاء عايش، مديرة إدارة التغذية العلاجية بهيئة الصحة بدبي رئيسة المؤتمر، كلمة أكدت خلالها أهمية انعقاد هذا المؤتمر الذي يكتسب أهمية بالغة في الوقت الذي تشير فيه تقارير منظمة الصحة العالمية إلى بطء التقدم في تحقيق نتائج تلبي الطموح في مجال التغلب على إشكاليات وتحديات التغذية على المستوى العالمي، حيث شهد العام الماضي وجود حوالي 151 مليون طفل دون الخامسة يعانون من قصر القامة بالنسبة لأعمارهم، بسبب سوء التغذية مقارنة بـ165 مليون طفل في عام 2012 غالبيتهم في قارتي آسيا وأفريقيا.
وأشارت إلى التزايد المستمر في معدلات السمنة لدى البالغين على المستوى العالمي، حيث يعاني منها واحد من كل ثمانية بالغين، وهي إشكاليات وتحديات تلقي بظلالها السلبية على الأفراد والمجتمعات والمؤسسات الصحية بشكل عام، ما يتطلب تضافر الجهود المشتركة لتحقيق الأهداف العالمية للتغذية بحلول عام 2021، لافتة إلى الحرص الذي توليه هيئة الصحة بدبي للجانب الغذائي في حياة الأفراد والمجتمعات وتأثير التغذية على صحة الفرد والمجتمع بشكل عام، حيث وضعت العديد من الأنظمة والبرامج المتعددة للتعامل مع التحديات الكبرى للتغذية والوقاية من مخاطرها ومضاعفاتها السلبية، لتحقيق رؤيتها في الوصول إلى مجتمع أكثر صحة وسعادة.
واستعرضت وفاء عايش المحاور المتعددة التي سيركز عليها المؤتمر والمتعلقة بآخر المستجدات والدراسات والتوصيات العالمية في علوم الغذاء والتغذية والتغذية البشرية وعلم الغذاء العلاجي وطب الأطفال والطب والجراحة ووحدة العناية المركزة وطرق وأساليب التغذية العلاجية لأمراض السرطان المختلفة، ووضع معايير وسياسات جديدة لبعض الحالات المرضية كمرضى العناية المركز وتغدية أمراض الجهاز الهضمي وسوء التغذية وفرط الوزن.
وافتتح حميد محمد القطامي المعرض المصاحب للمؤتمر الذي تشارك به 23 شركة عالمية وإقليمية، حيث استمع من ممثلي الشركات العارضة إلى شرح حول آخر التقنيات والمستجدات العالمية في مجال التغذية العلاجية.
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xNDEg جزيرة ام اند امز