أدوار خفية للعظام.. تتحكم في الشهية وتحمي من الخرف
هيكلنا العظمي يلعب دورا رئيسيا في إنتاج هرمون يقود استجابتنا الخاصة بالقتال أو الهروب، والمساعدة في التحكم بالشهية
تمنح العظام جسم الإنسان القدرة على الوقوف والحركة، لكن دراسات حديثة أظهرت أدوارا أخرى خفية تقوم بها العظام.
وذكرت الدراسة أن هيكلنا العظمي يلعب دورا رئيسيا في إنتاج هرمون يقود استجابتنا الخاصة بالقتال أو الهروب، والمساعدة في التحكم بالشهية، وتحد من خطر الإصابة بالخرف.
كما أن هذا الهرمون، والمسمى بـ"أوستيوكالسين"، يمكنه إحداث فرق في فرص الحياة والموت عند الإصابة بمرض شديد، مثل "تعفن الدم".
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن هرمون أوستيوكالسين تنتجه الخلايا المسؤولة عن بناء العظام، وقال الدكتور جيرارد كارسنتي، قائد الدراسة الصادرة عن جامعة كولومبيا، إنه عند تربية الفئران بدون القدرة على إنتاج هرمون أوستيوكالسين لم تكن تشعر بالخوف أو التوتر.
وأوضح "كارسنتي"، خلال الدراسة المنشورة في دورية "سيل ميتابوليزم" نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن الافتقار للاستجابة الشعورية الخاصة بالخوف، التي كان يعتقد في السابق أن هرمون الأدرينالين هو ما يتحكم فيها، جعلهم فريسة سهلة، إذ إنه بدون "أوستيوكالسين" لا يُبدون ردة فعل قوية تجاه الخطر.
وأوضح أن عندما تدرك أدمغتنا وجود تهديد ترسل توجيهات لهيكلنا العظمي لضخ أوستيوكالسين، الذي تنتجه العظام في الأساس، في الدم لدفعنا لاتخاذ ردة فعل.
وأشار الفريق الذي قاده كارسنتي إلى أن هذا الهرمون يمكنه تعزيز قدرة التحمل، من خلال زيادة قدرة العضلات وخلايا الدم على امتصاص الجلوكوز، مما يمدنا بالوقود اللازم.
والعام الماضي، أفاد باحثون هولنديون في دورية "فرونتيرز إن إندكرينولوجي" بأن "أوستيوكالسين" يعمل على ضبط النمو الصحي للدماغ.
وتوصلت التجارب المخبرية إلى أن الفئران المولودة بدون هذا الهرمون لديها حصين أصغر وأقل تطوراً، وهي مناطق في الدماغ تقوم بدور مهم في تكوين الذاكرة.
وترجح الدراسة أن هذا الهرمون ينظم إنتاج المستقبلات الكيميائية في الدماغ، مثل: الدوبامين، الذي يشارك في الشعور بالمكافأة والتحفيز، والسيروتونين، الذي يعمل على تنظيم المزاج والذاكرة والنوم.
ومثل تلك الأدلة تثير تساؤلات بشأن علاقة تدهور حالة العظام مع التقدم في العمر، والتراجع الإدراكي، والإصابة بالخرف.
وكانت دراسة نُشرت عام 2016 في دورية "Age and Ageing" للدكتور كريس مورجاترود، من جامعة مانشستر متروبوليتان، أجريت على 225 سيدة من الكبار في السن، قد وجدت أنه كلما قلت مستويات هرمون أوستيوكالسين في الدم لديهن كلما زادت احتمالات الأداء الضعيف خلال اختبارات القدرات المعرفية.
وأوضح "مورجاترود" أن العظام والقدرات المعرفية مرتبطين بشكل قوي، حيث إن التدهور في حالة العظام المرتبطة بالعمر يتزامن معها تدهور في القدرات الإدراكية.
لكنه قال إنه ما لم يتضح بعد هو ما إن كان انخفاض مستويات هرمون أوستيوكالسين في عظام المسنين تسبب في تراجع الوظائف المعرفية، أو أنها تتراجع في نفس الوقت الذي يبدأ فيه التراجع الإدراكي.
وأشار مورجاترود إلى احتمال أن تكون المعدلات المنخفضة للهرمون والقدرات المعرفية الضعيفة نتيجة لنقص مستويات فيتامين (د)، وأيًا كان مستوى ارتباطهما، أوصى بضرورة التعرض للشمس وممارسة التمارين الرياضية.
aXA6IDE4LjExNy4xNDEuNjkg جزيرة ام اند امز