الأزمة القلبية ليست المتهم الوحيد بألم الصدر

بمجرد ذكر ألم الصدر، يتبادر إلى الأذهان صور لنوبة قلبية، لكن هناك العديد من الأمراض والحالات الأخرى يمكن أن تسبب العرض نفسه

بمجرد ذكر ألم الصدر، يتبادر إلى الأذهان صور لنوبة قلبية، لكن هناك العديد من الأمراض والحالات الأخرى يمكن أن تسبب العرض نفسه. بعض هذه الأمراض مزعج أكثر من كونه خطيراً، لكن في الوقت ذاته هناك أمراض تسبب ألماً في الصدر وتكون بالغة الخطورة.

مجلة هيلث الأمريكية أجرت مقابلات مع 3 أطباء قلب اتفقوا جميعاً على شيء واحد: إذا كنت تعاني من ألم في الصدر ولم تكن متأكداً بنسبة 100% من سببه، عليك استشارة الطبيب فوراً.

ونشرت المجلة قائمة تتضمن 7 حالات مرضية تسبب ألماً في الصدر، وما ينبغي علينا معرفته عن كيفية معالجتها.

1- حرقة المعدة

ربما تتساءل لماذا يختلط على أحدهم الأمر فيما يتعلق بأعراض الارتجاع الحمضي والنوبة القلبية، لكن هناك سبباً. يحدث الارتجاع المعدي عندما تتراكم محتويات المعدة –بما في ذلك الأحماض المعدية التي تساعد على تحلل الطعام– في المريء. وتعد الأحماض المعدية عالية الحموضة، ومن هنا يأتي الشعور بالحرقة خلف عظم الصدر. المعاناة من هذه الحالة كل فترة أمر شائع ولا يستدعي الأمر القلق منها، لكن إذا كنت تمر بها مرتين أو أكثر أسبوعياً، ربما تكون مصاباً بمرض الارتجاع المعدي. تجاهل المرض يؤدي مع مرور الوقت إلى الربو واحتقان الصدر وحالة تعرف بمريء باريت التي ربما تزيد من فرص الإصابة بنوع نادر من السرطان.

2- الشد العضلي

من المحتمل أن يخلط أحدهم بين الشد العضلي ومرض أكثر خطورة مثل النوبة القلبية. ولا يتوقع الأطباء أن يكون المرضى قادرين على معرفة الفرق بين النوبة القلبية وبين الشد العضلي في منطقة الصدر، لكن هناك قاعدة جيدة تقول إنه إذا كان في إمكانك الضغط على جدار الصدر وتشعر بألم أكثر، فمن المحتمل أن تكون إصابة بالجهاز العضلي الهيكلي.

3- التهاب الغضروف الضلعي

يتم تشخيص نحو 13 إلى 36% من البالغين الذين يعانون من ألم حاد في الصدر بالالتهاب الغضروفي الضلعي الذي يحدث عند التقاء عظام الصدر مع الغضروف، حسب بحث نشر في صحيفة "طبيب الأسرة الأمريكية" عام 2009. بالرغم من أن الأطباء لا يقدرون دائماً على تحديد أسباب هذه الحالة، إلا أنها يمكن أن تتراوح ما بين عدوى فيروسية حتى إصابات بالصدر. ويشعر المصابون بنوع من الضغط والألم على جدار الصدر. إذا كنت مصاباً بالالتهاب الغضروفي الضلعي؛ فعلى الأرجح أن يختفي الألم بعد أيام أو أسابيع قليلة. وتناول بعض المسكنات المعروفة يمكن أن يساعدك.

4- الحزام الناري

الفيروس الذي يتسبب في بقاء الجدري في جسمك فترة طويلة بعد اختفاء البقع. في الواقع، يمكن أن ينشط الفيروس النطاقي الحماقي مجدداً بعد البلوغ (عادة عند من هم أكبر من 50 عاماً)، كمرض يسمى الحزام الناري. الأعراض الأولية لهذا المرض تتضمن الحكة والتهاب الجلد. وفي حالة تأثر منطقة الصدر، يمكن أن يعتقد المصاب أن هذا الألم الجديد مرتبط بنوبة قلبية أو مشكلة أخرى بالقلب. بعد أيام قليلة، يبدأ الطفح الجلدي في الظهور، ثم البثور. إذا كنت تعتقد أنك مصاب بالحزام الناري، ينبغي عليك مكالمة طبيبك في أسرع وقت ممكن. يمكن أن تخفف الأدوية المضادة للفيروسات من الألم وتقلل فترة الأعراض، لكن فقط إذا تناولتها خلال أول 72 ساعة من ظهور الطفح. إذا تأخرت عن ذلك سيصف لك الطبيب مسكنات عادية.

5- التهاب التامور

إذا كنت تتصارع مع عدوى فيروسية خلال الأيام القليلة الماضية، ثم استيقظت على ألم حاد في منطقة الصدر، فربما تكون قد أصبت بالتهاب التامور، الذي يصيب طبقات الأنسجة التي تحيط بالقلب. عادة ما تكون التهابات الجهاز التنفسي السبب الرئيسي، بالرغم من وجود أسباب أخرى مثل اضطرابات المناعة الذاتية مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي. وبالرغم من أن التهاب التامور عادة ما يكون حميداً، إلا أنه يمكن أن يؤثر على جودة حياتك. وسينتهي الأمر بعد أيام أو أسابيع قليلة، فقط احصل على قسط من الراحة وتناول المسكنات لتهدئة الالتهاب.

6- التهاب البنكرياس

لا يعني عدم ارتباط ألم الصدر بالنوبة القلبية بأنه ليس خطيراً دائماً. فيمكن أن يكون ألم الصدر مؤشراً على الإصابة بالتهاب البنكرياس الذي عادة ما يصيب السيدات عن الرجال. إذا كنت تعتقد أنك مصاب بالتهاب البنكرياس، ينبغي عليك الحصول على الرعاية الصحية اللازمة فوراً، وربما يتطلب الأمر بقاءك في المستشفى عدة أيام لتناول المضادات الحيوية والسوائل الوريدية ومسكنات الألم. وسيطلب طبيبك أيضاً صورة دم وتحليلات أخرى.

7- مرض الشريان التاجي

هو نوع من أمراض القلب وسببه تراكم الترسبات في الشرايين التي ترسل الدم إلى القلب. ومع مرور الوقت، تغزر ترسبات الكوليسترول نفسها في جدران هذه الشرايين؛ ما يحجب تدفق الدم ومن ثم ألم الصدر. يمكن أن يسبب الشريان التاجي نوبة قلبية مفاجئة، ويمكن أن يساعد أيضاً في فشل القلب وعدم انتظام ضرباته. إذا تم تشخيصك بهذه الحالة، يمكن أن يضع لك الطبيب داعمة في أحد الشرايين أو يحدد لك عملية جراحية.