كيف تؤثر صحة القلب على ذاكرة المرأة؟ دراسة تجيب
حذرت دراسة أمريكية جديدة من أن صحة القلب تؤثر على تفكير المرأة وذاكرتها.
من المعروف أن كل ما هو مفيد للقلب مفيد للدماغ أيضاً، ولكن تشير دراسة جديدة إلى أن هذا الارتباط قد يكون مهماً بالنسبة للنساء بشكل خاص، إذ وجدت أن صحة القلب تؤثر على تفكير المرأة وذاكرتها، وفقاً لموقع "يونايتد برس إنترناشونال" الأمريكي.
وأضاف الموقع، في تقرير نشره الخميس، أن الدراسة، التي شملت أكثر من 1800 شخص بالغ في الخمسينيات والستينيات من العمر، أظهرت أن المصابين بأمراض القلب، أو عوامل الخطر المرتبطة بها، أظهروا انخفاضاً أكبر في مهارات الذاكرة والتفكير بمرور الوقت.
وأشار الموقع إلى أن هذه النتائج ليست مفاجئة، حيث كشفت الدراسات السابقة عن وجود علاقة بين صحة القلب والصحة العقلية، ولكن الدراسة الجديدة وجدت أن الصلة كانت قوية بشكل خاص لدى النساء.
ونقل الموقع عن مؤلفة الدراسة الأستاذة في Mayo Clinic بولاية مينيسوتا، ميشيل ميلك قولها: "من المهم للغاية لكل من النساء والرجال معالجة عوامل الخطر المتعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية والتحكم فيها بشكل جيد"، مضيفة أن "هذه النتائج تشير إلى أن ذلك قد يكون مهماً بشكل خاص للوظيفة الإدراكية لدى النساء".
العلاقة بين صحة القلب والدماغ
وتعد الدراسة، التي نُشرت في مجلة "Neurology"، هي الأحدث التي تسلط الضوء على العلاقة بين صحة القلب والدماغ، إذ يعتمد الدماغ، مثل القلب، على الأوعية الدموية السليمة لتزويد الخلايا بالأكسجين والمواد المغذية، وقد توصلت الأبحاث على مر السنين إلى أن العديد من عوامل الخطر لأمراض القلب والسكتة الدماغية مرتبطة أيضاً بانخفاض أسرع في القدرات المعرفية مع تقدم العمر، وربما زيادة خطر الإصابة بالخرف.
وفي المقابل، تشير الأبحاث إلى أن بعض الممارسات الصحية للقلب، مثل التمارين البدنية واتباع نظام غذائي غني بالأسماك والخضروات والدهون الصحية، قد تساعد في حماية الدماغ المتقدم في السن.
ووفقاً لميلك، فإنه ليس من الواضح حتى الآن لماذا قد يكون لصحة القلب والأوعية الدموية السيئة تأثير أكبر على إدراك النساء، مضيفة أنه من الطبيعي التكهن بأن انقطاع الطمث والتغيرات الهرمونية يمكن أن تلعب دوراً، ولكن قد يكون هناك العديد من الاحتمالات الأخرى أيضاً.
واستندت النتائج إلى 1857 بالغاً تتراوح أعمارهم بين 50 و69 عاماً، والذين كان معظمهم (79%) إما يعانون من أمراض القلب أو لديهم خطر أعلى للإصابة بالسكتة الدماغية، أو أي من عوامل الخطر العديدة التي تشمل السمنة، والتدخين، وارتفاع ضغط الدم، والسكري أو ارتفاع الكوليسترول.
وخضع المشاركون لاختبارات قياسية للذاكرة والقدرات المعرفية الأخرى في البداية، ثم ظلوا يخضعون لها مرة كل 15 شهراً، ووجد الباحثون أنه في حين أن عوامل الخطر القلبية كانت أكثر شيوعاً عند الرجال، فإن تأثيرها كان أكبر على الأداء الإدراكي لدى النساء بمرور الوقت، فبين الأشخاص المصابين بأمراض القلب، على سبيل المثال، أظهرت النساء ضعف معدل الانخفاض الذي حققه الرجال في النتيجة الإجمالية.