مجدي يعقوب في ميلاده الـ84.. جراح برتبة فارس
الملكة إليزابيث تطلب حضور الطبيب الشهير مجدي يعقوب لإجراء عملية جراحية جديدة من نوعها، تتمثل في استئصال قلب وليس زراعته
لأنه رسول القلوب كما أطلق عليه المصريون، أرادوه أيضا أن يكون رسولهم إلى العالم، ويمثل بلادهم في لوحة نوبل العالمية.
نداءات لم تهدأ على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة تعلن دعمها لطبيب القلوب "السير مجدي يعقوب"، جراح القلوب الشهير، وترشحه لنيل الجائزة العالمية بالتزامن مع ذكرى ميلاده، التي حلت في نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
وتستعد مدينة أسوان بصعيد مصر لافتتاح ميدان "مجدي يعقوب"، بعد إطلاق اسم "السير" على أهم ميادين أسوان، الذي كان يحمل قبل هذه اللحظة اسم "مصر للطيران".
كما سيوضع تمثال مجدي يعقوب في قلب الميدان، تكريما وتقديرا لأعماله وخدماته الجليلة التي قدمها للإنسانية ولشعب مصر ولأهل أسوان، حيث افتتح مركز القلب الخاص به في أسوان عام 2009، الذي يعالج فيه القلوب بالمجان.
أكثر من ألفي عملية زراعة وما يقرب من 40 ألف عملية قلب مفتوح، جزء صغير من إنجازات مجدي حبيب يعقوب، الذي ولد بمحافظة الشرقية المصرية في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1935، أي أنه أتم عامه الـ74 خلال الشهر الجاري.
"ابن الوز عوام"
لعبت المقولة المصرية الشهيرة "ابن الوز عوّام" دورا في حياة طبيب القلوب، فكان والده جراحا أيضا، ما أعطاه إلهاما أكبر لاختيار هذه المهنة، وحصل على تعليمة الطبي في جامعة القاهرة وفي عام 1957، قرر أن يتخصص في جراحة القلب، خاصة أن عمته توفيت عن 23 عاما بسبب مرض القلب، وكان يعقوب آنذاك في سن السابعة، ورأى كيف تأثر والده كثيرا لوفاة شقيقته، حسب ما أفاد به يعقوب في أحد لقاءاته التلفزيونية.
انتقل يعقوب إلى بريطانيا عام 1962، ثم عمل مدرسا في جامعة شيكاجو، وأصبح مستشارا في جراحة القلب في مستشفى هاريفيلد عام 1973.
وعين مديرا لقسم الأبحاث العلمية والتعليم منذ عام 1992 في المستشفى، كما عين أستاذا في المعهد القومي للقلب والرئة عام 1986، واهتم بتطوير تقنيات جراحات نقل القلب منذ عام 1967.
نال السير يعقوب الكثير من التكريمات المدنية؛ مثل وسام دولة باكستان، ووسام الجمهورية اللبنانية، ووسام مدينة بارما، ووسام مدينة أثينا، وجائزة "راي فيش" من معهد القلب في تكساس للإنجاز العلمي في أمراض القلب والأوعية الدموية عام 1998.
كما حصل على جائزة الإنجاز المتميز عام 1999، وجائزة "جولدن هيبوكريتس" الدولية للتميز في جراحة القلب عام 2003، وجائزة الجمعية الدولية لجراحة القلب وزرع الرئة عام 2004، والميدالية الذهبية من الجمعية الأوروبية لأمراض القلب عام 2006، وجائزة حمدان للمتطوعين في الخدمات الطبية الإنسانية عام 2006، ووسام الاستحقاق من رئيس الأكاديمية الدولية لعلوم القلب والأوعية الدموية عام 2007، وقلادة النيل العُظمى للعلوم والإنسانية عام 2011 وغيرها.
بالإضافة لكل ذلك، تم منح يعقوب لقب "فارس" من جانب الملكة إليزابيث الثانية عام 1966، وحصل على جائزة فخر بريطانيا عام 2007، بحضور رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، إثر إنجازه أكثر من 20 ألف عملية قلب في بريطانيا.
الحياة الخاصة لطبيب القلوب
تزوج السير مجدي يعقوب من ألمانية توفيت عام 2012، وله منها 3 أبناء؛ هم أندرو وصوفي وليزا، وأشار في وقت سابق إلى وجود 3 أحفاد له، كلهم يعملون أعضاء هيئة تدريس في بلد إقامتهم.
جراحات لا يصدقها عقل
أجرى يعقوب في عام 1980 عملية نقل قلب لمريض يدعى دريك موريس، وبات آنذاك أكبر من خضع لجراحة نقل قلب على قيد الحياة حتى وفاته في يوليو/تموز 2005.
وفي عام 1983 قام بعملية زرع قلب لرجل إنجليزي يُدعى جون مكافيرتي ليدخل بسبب تلك الجراحة موسوعة جينيس كأطول شخص يعيش بقلب منقول، وذلك لمدة 33 عاما حتى توفي جون عام 2016.
وأخيرا ديفيد أجات، أكبر مريض زرع قلب احتفل أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بعيد ميلاده الـ90، بعد 35 سنة من عملية زراعة قلب أجراها له الدكتور مجدي يعقوب عام 1984، وأُخذ القلب المزروع آنذاك من طفلة توفيت في عامها الرابع عشر، وأخبره الدكتور يعقوب حينها أنه سيعيش 10 سنوات إضافية، إلا أن ديفيد عاش بعدها 35 سنة حتى وصل الآن إلى عمر التسعين، بحسب موقع DAILY MIRROR.
عن ذلك يقول ديفيد أجات إن "عملية زرع القلب منحته القدرة على العيش لكي يستكمل عمله ضابط شرطة، حيث إنه شارك خلال عامين فقط في التحقيق في 23 جريمة قتل".
وفي تلك المناسبة، أرسل "ديفيد" تحياته إلى الدكتور مجدي يعقوب، وشارك السير في تهنئة ديفيد بعيد ميلاده، مبديا سعادته بقصته، مؤكدا أهمية التبرع بالأعضاء لمنح الآخرين فرصة العيش وتقديم النفع لمجتمعاتهم.
كشف أيضا مجدي يعقوب عن جراحة لا ينساها، حيث وصل إليه استدعاء من الملكة إليزابيث لإجراء عملية جراحية جديدة من نوعها، تتمثل في استئصال وليس زراعة قلب، المريضة كانت طفلة في السابعة من عمرها، وتمت زراعة قلب لها بجوار قلبها لمساعدتها في الحياة لتصاب بعد ذلك بالسرطان، وتدخل الجراح المصري لاستئصال القلب الجديد للطفلة بعد استدعاء ملكة بريطانيا له.
ونجحت الجراحة، لتصل الطفلة في الوقت الحالي إلى عمر 24 عاما، ليس ذلك فحسب، بل إن الفتاة بصحة جيدة وأنجبت أطفالا صغارا.