الخريطة الحرارية للإرهاب في 2023.. تعرف على مواقع «الورم الخبيث»
خارطة حرارية للمناطق والبلدان المتأثرة بالهجمات الإرهابية في عام 2023 ترسم مناطق «الورم الخبيث» حول العالم.
الخارطة رسمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية وفق تقريره السنوي حول مؤشر حالة الإرهاب لعام 2023.
وفي ما يلي، تقدم «العين الإخبارية» ملخصا تنفيذيا للخارطة:
ارتفع إجمالي عدد الهجمات بنسبة زيادة قدرها (8.7 %) تقريباً في عام 2023، فقد سُجّل وقوع (4206) هجمات إرهابية على مستوى العالم، مقارنة بعام 2022 الذي شهد نحو (3868) هجوماً إرهابياً.
وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى ما يلي:
واصلت جغرافيا النشاط الإرهابي التوسع في مدة الرصد؛ إذ زاد حجم الدول المتأثرة بالإرهاب في عام 2023 بنسبة (12.2 %)، ما يعد امتداداً لاتساع نطاق الخطر الإرهابي عالياً، بعدما سُجّلت زيادة قدرها (2 %) في عدد الدول المتأثرة بالنشاط الإرهابي.
ونشط في عام 2023 نحو (105) تنظيمات وجماعات إرهابية في العالم، أي أن عدد التنظيمات النشطة تجاوَز مستويات عام 2022 بنسبة قدرها (75 %)، في ظل نشاط نحو (60) تنظيماً وجماعة إرهابية.
وارتفع إجمالي عدد قتلى الإرهاب في عام 2023 ليسجل نحو (12.538) قتيلاً، بنسبة زيادة قدرها (31.2 %) تقريباً مقارنة بعام 2022 الذي شهد سقوط نحو (9550) قتيلاً نتيجة الهجمات الإرهابية على مستوى العالم.
وعاد إقليم جنوب آسيا ووسطها لتصدر قائمة أكثر أقاليم العالم تأثراً بالنشاط الإرهابي في عام 2023، برغم تسجيله تراجعاً في عام 2022 ليصل إلى المرتبة الثانية عالياً؛ إذ شهد (1174) هجوماً إرهابياً، بنسبة زيادة قدرها (20.1 %) تقريباً مقارنة بمستوى النشاط في عام 2022، الذي شهد نحو (977) هجوماً إرهابياً.
وواصلت مناطق شرق أفريقيا ووسطها تصدرها قائمة أكثر الأقاليم التي شهدت سقوط ضحايا الهجمات الإرهابية للعام الثاني على التوالي؛ إذ شهدت سقوط نحو (6526) ضحية.
كما ارتفع عدد قتلى الإرهاب في الإقليم بنسبة قدرها (40 %)، إذ قتل نحو (4674) مدنياً ورجل أمن في أثناء مدة الرصد نفسها مقارنة بإجمالي الضحايا في عام 2022، الذي شهد سقوط نحو (3334) ضحية.
واستحوذت الدول العشر الأكثر تأثراً بالإرهاب على نحو (79.5 %) تقريباً من إجمالي حجم الهجمات الإرهابية على مستوى العالم، وهي: سوريا (638) هجوماً، وباكستان (600)، وأفغانستان (429)، والكونغو (357)، والصومال (341)، ونيجيريا (306)، والعراق (222)، واليمن (189)، ومالي (133)، وبوركينا فاسو (132) هجوماً.
وترتبط عودة سوريا إلى تصدّر قائمة أكثر دول العالم المتأثرة بالنشاط الإرهابي في عام 2023؛ بعدما حلت في المرتبة الرابعة عام 2022، بصورة أساسية بتحولات النهج العملياتي الناظر لنشاط تنظيم "داعش-المركز".
فقد عكست أنشطة التنظيم تركيزاً أيضاً على تحويل مركز ثقله العملياتي من الساحة العراقية إلى سوريا، وهو ما يفسر أيضاً تراجع ترتيب العراق بالقائمة نفسه ليحل في المرتبة السابعة، بعدما كان في المرتبة الثانية عام 2022.
ويشير استمرار تدرّج باكستان صعوداً إلى مراتب متقدمة في قائمة أكثر الدول المتأثرة بالنشاط الإرهابي (احتلت المرتبة الثانية في عام 2023، والمرتبة الثالثة في عام 2022) إلى أن استمرار التمرد الذي تباشره حركة طالبان"، والجماعات الانفصالية البلوشية، سيؤدي إلى تعميق أزمة الأمن الداخلي الباكستاني، ولا سيما في ظل تعقد أزمة هذا الداخل "السياسية-الاقتصادية"؛ وقد يدفع ذلك بالبلاد إلى تصدر تلك القائمة على المدى المنظور.
ورغم أن مالي وبوركينا فاسو وقعتا في نهاية قائمة الدول العشر الأكثر تأثراً بالإرهاب في عام 2023، فإن مستويات النشاط الإرهابي عبر دول الساحل وغرب أفريقيا تشير إلى احتمالات صعود الدولتين وجوارهما الإقليمي إلى مراكز متقدمة بين المتأثرين بالخطر الإرهابي في المدى المنظور.
وتصدّر "داعش-المركز" في سوريا والعراق قائمة التنظيمات النشيطة في عام 2023؛ بعدما شن نحو (499) هجوماً إرهابياً، مثل ما يزيد على (11.8 %) من جملة الهجمات الإرهابية على مستوى العالم.
وتلته "حركة الشباب" الصومالية، التي نفذت نحو (411) هجوماً إرهابياً في شرق أفريقيا، مثلت نسبة قدرها (9.7 %) من الهجمات الإرهابية في العالم.
مكافحة الإرهاب
على صعيد حملات مكافحة الإرهاب، في عام 2023، برزت معطيات عدة أهمها:
زيادة عدد حملات مكافحة الإرهاب على مستوى العالم بنسبة قدرها (16.4 %) تقريباً في عام 2023؛ فقد رصد تنفيذ نحو (9.933) حملة لمكافحة الإرهاب في الأقل، مقارنة بعام 2022 الذي شهد نحو (8.532) حملة.
وفي عام 2023، باشرت نحو (74) دولة حملات لمكافحة التهديدات الإرهابية، وتوزعت تلك الحملات عبر (19) دولة في أفريقيا، و(22) دولة في قارة آسيا، و(32) دولة في مناطق أوروبا وفي الأمريكيتين.
وشهدت قارة أوقيانوسيا، في عام 2023، حملات عدة لمكافحة الإرهاب كانت أستراليا مسرحاً لجلّها.
وسجلت زيادة في الخسائر البشرية، التي تكبدتها التنظيمات الإرهابية في إثر حملات المكافحة التي أجرت عام 2023، وأسفرت عن تسجيل نحو 31 ألفا و594 قتيلاً ومعتقلاً من عناصرها، بنسبة زيادة قدرها (13.5 %) تقريباً مقارنة بعام 2022 الذي شهد سقوط نحو 27 ألفا و820 عنصراً إرهابياً قتيلاً ومعتقلاً نتيجة حملات مكافحة الإرهاب على مستوى العالم.
وتصدّر إقليم جنوب آسيا ووسطها قائمة أكثر أقاليم العالم التي انخرطت دولها في حملات مكافحة الإرهاب في عام 2023؛ إذ شنت دول الإقليم نحو 4739 حملة لمكافحة الإرهاب.
كما حل الإقليم في المرتبة الأولى عالمياً بوصفه أكثر الأقاليم التي تكبدت فيها التنظيمات الإرهابية خسائر بشرية نتيجة حملات مكافحة الإرهاب؛ فقد فقدت التنظيمات والجماعات الإرهابية نحو 9463 عنصراً قتيلاً ومعتقلاً في إثر تلك الحملات.
واستحوذت الدول العشر الأكثر انخراطاً في حملات مكافحة الإرهاب على نحو (90.7 %) تقريباً من إجمالي حملات المكافحة على مستوى العالم، وتصدرتها الهند التي شنت نحو (3501) حملة، بنسبة ٣٥٫٢٪ تقريبا من إجمالي عدد حملات مكافحة الإرهاب على مستوى العالم.
ويعود تراجع الصومال إلى المرتبة السابعة عالمياً في مكافحة الإرهاب (كانت تحتل المرتبة الثالثة في عام 2022)، إلى التحديات العملياتية واللوجستية التي تواجه الحملة "الحكومية-العشائرية" الموجهة ضد حركة "الشباب"، ويُنذر ذلك بتصاعد خطر حدوث انتكاسة ميدانية تتيح للحركة المبادرة أمام الضغط الأمني الصومالي.
وتعكس القفزة التي حققتها مستويات حملات مكافحة الإرهاب في الجزائر عام 2023، ووصولها إلى المرتبة السادسة، بعدما حلت في المرتبة الخامسة عشرة عام 2022، أن التهديدات المنتقلة من مناطق الساحل الأفريقي اتخذت منحى أكثر حدة تجاه دول الجوار بصورة عامة، وتلك الواقعة في الشمال الأفريقي بصورة خاصة.
ويدفع ما تقدم تلك البلدان إلى تطوير إجراءاتها وأطر حضورها الأمني في المناطق الحدودية المتاخمة لمناطق نشاط تلك التنظيمات الساعية إلى التمدد.
"دورة حياة" الجماعات الإرهابية
وإزاء يتعلق بمواقع التنظيمات النشيطة في عام 2023 من "دورة حياة" الجماعات الإرهابية، يلاحظ الآتي:
استمرار "ولاية خراسان" في كونها فرع "داعش" الأكثر هيمنة من بين فروع التنظيم في جنوب آسيا ووسطها، مقارنة بفرعي "ولاية باكستان" الذي تبنى هجوماً واحداً على مدى عام 2023، و"ولاية الهند" الذي واصل عدم تسجيل أي هجمات للعام الثاني على التوالي.
وبدأ في مدة الرصد أن التنظيم يطور نسق عملياته عبر استعراض قدراته في وجه "طالبان"، ومساعديه إلى التمدد نحو ساحات إقليمية جديدة، إضافة إلى محاولة الاضطلاع بإدارة عمليات "داعش" الخارجية.
ورغم تمكن "تحريك طالبان-باكستان" في غضون العامين الماضيين من إعادة دمج عشرات الفصائل التي انشقت عنها في السنوات السابقة، فإن مساعيها إلى احتوائها خلافها مع فصيلها المحوري "جماعة الأحرار" لم تكلل بالنجاح.
وانعكس ذلك في تبادل أدّرى الجماعتين الإعلامية بيانات متعارضة تشير إلى تجذر خلافات بين قياداتها، ومواصلة "الأحرار" التلميح إلى تورط قيادة "تحريك طالبان" في تصفية قادتها العام 2022.
وتواصل الجماعات الانفصالية البلوشية تقديمها عملياتياً عبر الساحة الباكستانية؛ إذ ارتفعت مستويات الهجمات المنسوبة إليها بنسبة (27.4 %)، كما وسعت نطاق تمددها ليشمل إقليمي البنجاب والسند، مع احتفاظها بمناطق نشاطها المركزي في إقليم بلوشستان.
ومثلت "أحداث غزة" نقطة تحول في مستويات نشاط الجماعات الموالية لإيران في عام 2023؛ فقد رُصد في الربع الأخير من عام 2023 تضاعف هجمات تلك الجماعات بنسبة تجاوزت (300 %)، مقارنة بإجمالي عدد هجماتها منذ يناير/كانون الثاني 2023 وحتى الأسبوع الأول من أكتوبر/ تشرين الأول من العام ذاته.
ولم يسجل في تلك المدة سوى (63) هجوماً لتلك الجماعات في 4دول هي: سوريا، والعراق، واليمن، والمملكة العربية السعودية.
ولوحظ في عام 2023 أن "داعش-المركز" قد استقر على تحويل مركز ثقله العملياتي من الساحة العراقية إلى جوارها السوري، وتؤكد ذلك مستويات نشاط التنظيم عبر الساحتين بين عامي 2022 و2023.
فقد بلغ مستوى نشاط التنظيم بالساحة العراقية في عام 2022 نحو (514) هجوماً، بنسبة بلغت نحو (57.4 %) من إجمالي هجمات التنظيم، فيما لم تتجاوز نشاطه في مدة الرصد نحو (145) هجوماً، أي نحو (29 %) من نشاطه في الدولتين.
وظل نطاق نشاط فرع تنظيم "القاعدة" في اليمن محصوراً بمحافظتي "أبين" و"شبوه" جنوبي البلاد، وسجل فرع التنظيم نحو هجوم واحد فقط تجاه "جيها" حين استهدفت عناصر التنظيم من قوات الأمن اليمنية في ارتكاز أمني بمديرية "طور الباحة" في محافظة لحج (سبتمبر/أيلول 2023).
وتزايد اعتياد جماعة "بوكو حرام" على عمليات الاختطاف لإعادة تعويض خسائرها (البشرية والمادية) التي تكبدتها في الأعوام الماضية.
واستمر توظيف الجماعة فذا التكتيك بنحو (17) هجوماً قتل فيها نحو (53) مدنياً من أصل (277) اختطفوا في تلك الهجمات، وكان أبرزها اختطاف نحو (70) امرأة بمنطقة "جيبي" في ولاية "بورنو" شمالي نيجيريا، ثم إطلاق سراحهن بعد دفع مسؤولين محليين للفدية التي طلبتها الجماعة (أغسطس/آب 2023).
عاودت مستويات نشاط المسلمين من ألبانيا وجماعات التنظيمات "الجهادية" الارتفاع عبر دول أوروبا والأمريكيتين، وسجلت (15) هجوماً في عام 2023، برغم انخفاضها من حيث عدد العناصر في عام 2022.
كما اتخذت هجمات الجماعات المنفردة الموالية لتنظيمات "داعش" و"القاعدة" منحنى تصاعدياً في الساحة الأمريكية، التي كانت جال نشاطها مقتصراً على عام 2022، ووصولاً إلى نحو (9) دول في أوروبا والأمريكيتين في عام 2023.
aXA6IDE4LjExNi40MC4xNTEg جزيرة ام اند امز