بعضها يصعب عليها التكيف.. موجة الحر تصيب حيوانات وطيور بريطانيا
شهدت بريطانيا خلال الأسبوع الماضي أكثر الأيام حرًا في تاريخها، حيث انهمك رجال الإطفاء في إخماد حرائق الغابات والعقارات.
وتسببت موجة الحر الشديدة في اشتعال النيران في عدد من المباني، كما أُلغيت رحلات قطارات كانت تسير من لندن حتى الساحل الشرقي لإنجلترا.
الاضطرابات التي شهدتها شوارع العاصمة، وصل صداها إلى الحياة البرية وأثر سلبًا على الحيوانات، فبحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا جارديان"، تلقت مراكز إنقاذ الحيوانات مكالمات عدة، نتيجة احتراق محميات طبيعية، بما أثر على الحياة البرية هناك.
وأعرب عدد من دعاة المحافظة على البيئة، عن تخوفهم من تسبب درجات الحرارة القياسية في مزيد من الانهيار في أعداد الحشرات، حيث يكون النحل والفراشات من الحشرات بين الأكثر تضررًا.
على صعيد آخر، أشار الخبراء إلى أن القنافذ، والطيور الصغيرة، وأشبال الثعالب، وثعابين العشب، جميعها من بين الضحايا التي ساعدتها خلال الفترة الماضية الجمعية الملكية لمنع القسوة على الحيوانات "RSPCA".
وحذرت المسؤولة العلمية في قسم الحياة البرية في الجمعية، إيفي باتون، من أن مدى الضرر الناجم عن الإجهاد الحراري في ظروف 40 درجة مئوية كان واسعًا: "يوجد في مركز اتصالات الطوارئ الخاص بنا مكالمات أكثر بكثير من المعتاد".
وأضافت: "الأسبوع الماضي تلقينا يوم الإثنين 7186 مكالمة على خط المساعدة الخاص بنا، مقارنة بـ 4416 يوم الأحد، وهو ما يمثل زيادة كبيرة".
وفي نفس السياق، قالت منظمة "أوكسفورد شاير" لإنقاذ الحياة البرية، إنها لا تستطيع استيعاب المزيد من الحيوانات، بعد أن أدت موجة الحر إلى زيادة عدد الضحايا منها.
ومن ثم، تابعت "باتون" تصريحها بالإشارة إلى أن هذه الآثار السلبية ربما لا يمكن رؤيتها مباشرة، لأن "طبيعة الحيوانات في الحياة البرية هي الاختباء بعيدًا عندما يمرضون أو يصابون".
وحسب المذكور، نشب حريق هائل في محمية "وايلد كين هيل" في نورفولك، بعدما التهمت ألسنة اللهب 82 فدانًا من العشب، وهو ما أدى إلى القضاء على أعشاش الحمام وطيور الجندب والقصب، بجانب تعرض الزواحف والبرمائيات لحطر الاحتراق.
وأوضح تقرير الصحيفة البريطانية، إلى أن الحيوانات باتت تغير سلوكها للتكيف مع التغير المناخي: "على سبيل المثال أظهرت الأبحاث أن الدببة الرمادية في ألبرتا بكندا تبحث عن نباتات مظللة ومغلقة أكثر للتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة".
وكشف أستاذ علم الحيوان البحري في جامعة بليموث الإنجليزية، جون سبايسر، أن منطقة المد والجزر في مرفأ بليموث، والتي عادة ما تكون مزدحمة بسرطان البحر بحثًا عن الطعام عند انخفاض المد، باتت الهدوء سائدًا على سلوكها خلال موجة الحر، بحيث أصبحت "بطيئة وبعضها لا يستجيب من الأساس".
وأوضح "سبايسر" أن 3 أنواع من الأعشاب البحرية الشائعة خارج بليموث واجهت أضرارًا جسيمة بسبب الحرارة، بحيث باتت لا تستطيع الحركة، وهي: بلح البحر، والإسفنج، وشقائق النعمان البحرية.
من جهته، صرح أستاذ علم الأحياء بجامعة ساسكس البريطانية، ديف جولسون، أن النحل الطنان سيتأثر بشدة أيضًا: "في حرارة 40 درجة مئوية لن يكون قادرًا على البحث عن الطعام.