أسعار الشوكولاتة تشتعل.. شراسة المستثمرين تحطم بهجة عيد الحب
تسببت شراسة الممارسات الاستثمارية من بعض صناديق التحوط العالمية في إشعال أسعار الشوكولاتة التي طالما كانت مصدرا للبهجة والتهادي في موسم عيد الحب وما قبله أو بعده.
فبحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، تتزاحم صناديق التحوط في سوق الكاكاو منذ أشهر، على نحو فاقم الارتفاع القياسي في الأسعار الذي نجم أصلا عن ضعف المحاصيل في غرب أفريقيا.
ورفعت صناديق التحوط رهاناتها على ارتفاع سعر الكاكاو وذلك في عقوده الآجلة ببورصتي لندن ونيويورك حيث بلغت قيمة الرهانات 8.7 مليار دولار، وهي الزيادة الأكبر على الإطلاق من حيث القيمة الدولارية، وفقًا لبيانات لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC).
وقد ساعد الرهان، الذي حقق أرباحًا كبيرة لصناديق التحوط في عام 2024، في دفع سعر لندن إلى مستوى إغلاق قياسي بلغ 4757 جنيهًا إسترلينيًا للطن يوم الجمعة الماضي، أي أكثر من ضعف المستوى قبل عام.
وارتفعت العقود الآجلة للكاكاو في نيويورك إلى 5,888.00 دولارًا للطن، وهو أيضًا أعلى مستوى على الإطلاق.
أكبر تهديد على الإطلاق
وبينما أدى سوء الأحوال الجوية والأمراض التي تصيب أشجار الكاكاو في مناطق زراعة الكاكاو الرئيسية في العالم في غرب أفريقيا إلى إثارة هذا الارتفاع، فإن تدافع صناديق التحوط زاد من شراسته، وفقًا للمحللين والتجار والوسطاء.
وقال مارتين برون، الذي تولى في السابق منصب الرئيس العالمي لتجارة الكاكاو والشوكولاتة لشركة كارغيل العملاقة للسلع الزراعية، إن صناديق التحوط ربما تكون "أكبر مهدد لتجارة الكاكاو على الإطلاق"، فبينما صناديق التحوط ليست سبب الارتفاع أساسا، الا أنه في بيئة سوق منخفضة السيولة، يمكن لهذه الصناديق أن تصل بتحركات السوق إلى مستويات متطرفة".
ومن جهته، قال جاستن غرانديسون، مدير وساطة الكاكاو في بنك ABN AMRO، إن تدفق للأموال إلى السلع الخفيفة كان بدأ يتبطأ منذ حوالي ستة إلى ثمانية أعوام، بعد أن تسببت أحداث مناخية غير متوقعة وأزمات جيوسياسية في تدهور رهاناتها. لكن الأمر اختلف الآن. وقال غرانديسون: "لقد عادوا الآن".
وقال إن الأغلبية اليوم عبارة عن صناديق منهجية تستخدم الخوارزميات للاستفادة من اتجاهات السوق. وبات الكاكاو أكبر مساهم منفرد في أرباح مثل هذه الصناديق هذا العام.
تقلص إمدادات الكاكاو
وفي وقت سابق، حذر المحللون والتجار من أن شركات تصنيع الكاكاو الكبرى، التي تحول الحبوب إلى زبدة الكاكاو، تسعى جاهدة للعثور على إمدادات كافية لتلبية الطلب من صانعي الشوكولاتة.
لكن تركيز رهانات صناديق التحوط، وتقلبات السوق التي تخلقها، جعل من الصعب تجنب التعرض لتقلبات الأسعار، وفقا لدارين ستيتزل، نائب رئيس السلع الناعمة والزراعية في آسيا في شركة الوساطة StoneX.
لكن الأسعار المرتفعة في أسواق العقود الآجلة لا تتدفق مباشرة إلى المزارعين في غانا وساحل العاج، اللذين ينتجان معا الجزء الأكبر من المعروض العالمي من الحبوب.
ويحصل المزارعون الغانيون على ما يتراوح بين 1800 و1900 دولار للطن من الكاكاو، بينما يحصل المزارعون في ساحل العاج على حوالي 1600 دولار، وفقا لفؤاد محمد أبو بكر، رئيس شركة غانا لتسويق الكاكاو، وهي جزء من الهيئة التي تسيطر عليها الحكومة والتي تحدد الأسعار عند المزارع.
وقال أبو بكر إن أسعار اليوم تعكس المبيعات التي تمت منذ ما بين 12 إلى 18 شهرًا، لكن "أسعار [السوق] الحالية ستنعكس على جيوب المزارعين مع بداية الموسم الجديد بداية أكتوبر/تشرين الأول".