انتحار هايدي في مصر.. اعترافات صادمة لعصابة الابتزاز
كشفت أجهزة الأمن والنيابة في مصر كواليس ابتزاز الفتاة "هايدي" ابنة الـ14 عاما بصور فاضحة مفبركة، وهو ما دفعها للإقدام على الانتحار.
وحددت النيابة المتهمين المتورطين بالواقعة، وهم سيدة تبلغ من العمر 50 عاما ونجلتها التي لا يتجاوز عمرها الـ15 عامًا، وهما من جيران المجني عليها، وقد تعاونا مع 2 من الشباب وسيدة أخرى، في تزييف صور خادشة للمجني عليها ونشرها على فيسبوك، وتمكنت الشرطة من القبض عليهم.
وخلال التحقيقات قال المتهمون، وهم شابان وجارة المجني عليها وابنتاها، إن المتهم الأول أرسل صورًا للمتهم الثاني قريب المتهمات "الثالثة وابنتيها" لوجود صلة جيرة بينهن وبين الفتاة المنتحرة زميلة المتهمة الرابعة في المدرسة.
وتبين من اعترافات المتهمين أن جارة المجني عليها، استعانت بابنتها لاستغلال الصور وتهديد الطفلة "هايدي" وأمها بنشر تلك الصور.
كما تبين من أقوال المتهمين أمام جهات التحقيق أن الدافع وراء تلك المساومة كان حضور الطفلة هايدي وأمها إلى منزل جارتهم وتقديم اعتذار على خلفية خلافات سابقة بينهم، وأن المتهمة هددت الفتاة وأمها بنشر تلك الصور في حال عدم تحقيق رغبتها.
وقالت نرمين شحتة شقيقة المجني عليها، إن أسرتها تعرضت للابتزاز من جارتهم وتدعي ونجلتها صاحبة الـ15 عاما، على مدى شهور مضت، وخلال هذه الأيام تمكنت الجارة من نقل صور للمجني عليها لشابين، زيفوا صور "هايدي"، وقاموا بإرسالها لهم من خلال سيدة أخرى كانت وسيطًا بين المتهمين وبين الشابين اللذين زيفا صور المجني عليها.
وأكدت شقيقة المجني عليها، أن المتهمة طالبت منهم عدم إرسال هايدي إلي المدرسة والامتحانات وإلا سوف يتم نشر الصور عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وعندما ذهبت المجني عليها للمدرسة لأداء الامتحانات بالمرحلة الثانوية، أخبرتهم المتهمة أن الأمر انتهى وجرى نشر الصور بكل المواقع الخليعة.
وكشفت أسرة المجني عليها أن "هايدي" أجرت مكالمة هاتفية مع أحد المتهمين وطالبته بعدم نشر الصور، وإلا سوف تتخلص من حياتها، ولكن الأخير لم يستجب لطلبها، وظل يبتزها.
وأضافت شقيقة المجني عليها أنهم كانوا يسمعون ضحكات المتهمين بعد نشر الصور، فيما قامت المتهمة بتهديد أسرة هايدي، بفبركة صور جديدة للشقيقة الكبرى "نرمين"، في حال عدم نشر فيديو من هايدي وأمها تعتذر خلاله للمتهمين أمام الجميع.
من جانبها قالت "منى محمد" أم الضحية "هايدي" أن نجلتها ذهبت إلى الامتحان وبعد عودتها جاءت مكالمة هاتفية من أحد أقاربنا بدولة الأردن يبلغنا بانتشار الصور بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، وهنا خرجت الضحية مع زميلتها وذهبت إلى محل مبيدات زراعية وقامت بشراء حبة الغلال السامة، وتناولتها، لتلقى حتفها متأثرة بتسمم حاد.
وكان مستشفى أولاد صقر المركزي بمحافظة الشرقية، استقبل الطفلة "هايدي" 14 عاما - طالبة، مصابة بالتسمم، وفارقت الحياة عند وصولها المستشفى الحكومي، وتبين من الفحص المبدئي أن سبب الوفاة تناول الطالبة لـ"فوسفيد الألمينيوم" والمعروفة بحبة الغلال المحظور تداولها.
وتبين أن الفتاة انتحرت بعد انتشار صور لها على موقع فيسبوك، الأمر الذي لم تتحمله بسبب التداعيات الاجتماعية، ما دفعها للتخلص من حياتها؛ مستخدمة حبة حفظ الغلال السامة.
وأعادت واقعة طفلة أولاد صقر إلى الأذهان واقعة انتحار الطالبة بسنت خالد في مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، والتي أقدمت على الانتحار بعد تداول صور خادشة للحياء عبر مواقع التواصل وهواتف شباب القرية.