حفيد هيمنجواي لـ"العين": ليس ذنبي ما ارتكبه الآخرون باسم عائلتي
هو جون هيمنجواي، حفيد الكاتب الأمريكي الأسطوري إرنست هيمنجواي التقته "العين" في دبي للحديث عن كتابه "إرث القبيلة الغريبة: سيرة عائلة".
لم يكن العيش في "جلباب" عائلته أحد خياراته.. حمل اسم العائلة والكثير من المذكرات التي ساعدته على فهم تركيبة عائلته ومشاكلها العديدة التي أدت إلى انتحار أكثر من 5 من أفرادها.
هو جون هيمنجواي، حفيد الكاتب الأمريكي الأسطوري إرنست هيمنجواي، الذي التقته "بوابة العين" أخيراً في دبي للحديث عن كتابه "إرث القبيلة الغريبة: سيرة عائلة"، وعلاقته بوالده غريغوري وبجده ارنست.
الكتاب يروي معاناة الحفيد هيمنجواي وطفولته الصعبة وغير المستقرة، والتي سببتها مشاكل واضطرابات والده ووالدته أيضاً. معاناة سعى لوضع حد لها بالسفر للدراسة في إيطاليا بعيداً عنهما، إلا أن هذا الحل لم يوصل جون إلى التوازن النفسي المرجو، مما دفعه إلى البحث بتعمق في أصل مشاكل هيمنجواي الغريبة..
وشكلت مذكرات جده مدخلاً قيماً بالنسبة له للولوج إلى عالم عائلة أصيب الكثير من أفرادها باضطرابات عقلية مختلفة، فأنهوا حياتهم بإرادتهم، وعرفته أكثر على الجانب الآخر لجده، بعيدا عن الكاتب الشهير والشاب الجذاب ورمز الرجولة والبطولة.. فالجد المكتئب والمضطرب على حد وصف جون، والذي طالما عانى بدوره من انفصام بالشخصية وأمراض نفسية جمة كانت سببًا أساسياً في مشاكل ابنه غريغوري. وقد تكون الرسائل الغاضبة التي كتبها غريغوري لارنست، أكثر ما يعبر عن حجم الألم والغضب الذي تسبب فيه ارنست لابنه غريغوري.
وقام جون بنشر مجموعة من هذه الرسائل التي يقول إنه استحصل على جزء منها فقط، ولديه شكوك بأن يكون قسماً لا بأس منها قد تم إتلافه من قبل شخص مجهول.
ويقول جون لـ"العين" إن "الكاتب ساعدني على فهم والدي، وفهم جدي أكثر، وهو أمر لم يكن متوقعاً بالنسبة لي، وفي الواقع بعد قراءتي للمذكرات بين والدي وجدي فهمت أن اضطرابات والدي أصلها جدي نفسه". فالأخير، وعلى الرغم من أنه حمل في شخصيته جانباً عظيماً كأشهر كتاب أمريكا والعالم، وكبطل حرب شارك في الحرب العالمية الأولى والثانية، إلا أنه في نهاية المطاف انتحر ببندقيته المفضلة على قلبه.
الجد، صاحب "الشيخ والبحر" التي قدمت شخصية "سانتياغو" أشهر شخصياته على الإطلاق، كان له تأثير كبير على حفيده، لكنه في أحيان كثيرة تحول أيضا إلى عبء، لاسيما في البدايات. عبء أن يقارن دوماً بصاحب نوبل، لكنه مع مرور السنوات استطاع أن يتخطى ذلك ويرسم خطا مهنيا وشخصيا خاصاً به.. وشكل كتابه "إرث القبيلة الغريبة" محطة أساسية لرسم خطه هذا وللتطهر من الآلام الهيمنجوية، دون أن يعني ذلك أن الحفيد نفسه غير معجب بجده وبإنتاجه الأدبي تحديداً.. ويبدو حتى أن غضبه تجاه ما ورثه تضاءل بعد نشره الكتاب الذي ساعده على "التصالح" مع عائلة يحمل اسمها في نهاية المطاف..
يقول لـ"العين" رداُ على سؤال حول تفكيره في تغيير اسم عائلته: "ليس ذنبي ما ارتكبه الآخرون بحق اسم عائلتي.. إنه اسمي أيضاً ولن أغيره".
"سيرة عائلة" جون أكثر من سيرة، ويصلح القول إنه للتعرف أكثر على الأسطوري ارنست هيمنجواي يجب قراءة ما دونه حفيده بتمعن.