التهاب الكبد الوبائي.. أهمية الفحوصات واللقاحات
تعد الفحوصات المبكرة واحدة من الأدوات المهمة للوقاية من فيروسات التهاب الكبد الوبائي، السبب الرئيسي السابع للوفاة في جميع أنحاء العالم.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، التي حددت هدفا عالميا يتمثل في القضاء على التهاب الكبد الفيروسي كمشكلة صحية عامة بحلول عام 2030، فإن التهابات الكبد تتسبب سنويا في وفاة أكثر من مليون شخص حول العالم مع تسجيل عدوى مزمنة جديدة كل 10 ثوانٍ.
وشدّد الدكتور ويليام كيري، الرئيس المؤقت لقسم أمراض الكبد في مستشفى كليفلاند كلينيك، على أهمية التزام الأفراد بإجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن مرض التهاب الكبد الوبائي (C) لمرة واحدة على الأقل في حياتهم، إضافة إلى أخذ اللقاحات المضادة لالتهاب الكبد الوبائي (A) و(B).
فروق جوهرية بين التهاب الكبد B و C
تتسبب عشرات الفيروسات في الإصابة بالتهاب الكبد، ويتم تسمية الأنواع الخمسة الأكثر شيوعا من A إلى E. وأكثر نوعين مثيرين للقلق هما التهاب الكبد (B) و(C) واللذين ينتقلان عن طريق الدم، وهما السببان الأكثر شيوعا للإصابة بتليف الكبد وسرطان الكبد والوفيات المرتبطة بالتهاب الكبد الفيروسي.
وقال الدكتور كيري إن النوعين (B) و(C) يشتركان في العديد من السمات المتشابهة، ولكن هناك أيضا بعض الاختلافات المهمة.
وشرح: "بالنسبة لأوجه التشابه، فإن كلا الفيروسان متخفيين، ما يعني أنه في معظم الأوقات لا تظهر أعراض فورية عند الإصابة، وهذا ينطبق بشكل خاص على التهاب الكبد (C). وفي مجموعة محدودة من حالات التهاب الكبد (B) قد تكون هناك أعراض خفيفة نسبيا مثل التعب".
وتابع: "أما في حالة الإصابة بالتهاب الكبد (B) المكتسب لدى البالغين، قد تظهر أعراض أكثر شدة، بما في ذلك اليرقان وحتى فشل الكبد".
ولفت كيري إلى أنه بسبب غياب الأعراض في معظم الحالات، فإن العديد من المرضى يعانون من الفيروس لسنوات أو حتى عقود قبل اكتشافه مع ظهور أعراض تشير إلى تضرر الكبد، وتطور المرض إلى مراحل متقدمة في بعض الأحيان.
وأضاف الدكتور كيري أن الفرق بين التهاب الكبد (B) و(C) هو أن هناك لقاحا عالي الفعالية للوقاية من التهاب الكبد (B) ولا يوجد حتى الآن لقاح لالتهاب الكبد (C).
إضافة إلى ذلك، يمكن أن يُشفى المريض تماما من التهاب الكبد (C)، في حين يمكن فقط إيقاف تطور فيروس التهاب الكبد (B) وتثبيطه، إذ يعد هذا الإجراء كافيا لمنع تضرر الكبد بصورة أكبر أو انتقال الفيروس إلى الآخرين.
ولكن نظرا لأن الفيروس يظل كامنا في خلايا الكبد، فقد يستعيد نشاطه في ظل ظروف معينة، مثل تناول بعض الأدوية، التي تثبط أجزاء معينة من الجهاز المناعي.
ونوّه الدكتور إلى أن الغالبية العظمى من حالات عدوى التهاب الكبد (B) تحدث عند الولادة، وتنتقل من الأم إلى الطفل. ولحسن الحظ، تمتلك معظم البلدان الآن برامج لتحديد النساء الحوامل المصابات بالتهاب الكبد (B) واستراتيجيات عالية الفعالية لمنع انتقال العدوى من الأم إلى الأطفال.
استراتيجية القضاء على التهاب الكبد الفيروسي
لخّص الدكتور كيري الاستراتيجيات، التي تتبعها منظومات الرعاية الصحية حول العالم لتحقيق هدف منظمة الصحة العالمية المتمثل في القضاء على التهاب الكبد الفيروسي كمشكلة صحية عامة بحلول عام 2030.
وقال: "للقضاء على مرض التهاب الكبد (B)نحتاج إلى اتباع استراتيجية ثلاثية المحاور تتمثل في تقديم اللقاحات، ومنع انتقال الفيروس من الأمهات إلى الأطفال".
وأضاف: "بالنسبة لأولئك المصابين مسبقا بالفيروس، يجب العمل على تثبيط نشاط الفيروس عن طريق الأدوية، أما بالنسبة لالتهاب الكبد (C)فنحتاج إلى إخضاع الأفراد للفحوصات اللازمة والعمل على معالجة من تثبت إصابتهم بالمرض".