انتشار التهاب الكبد E.. ما علاقة الفيضانات والجفاف بتفشي العدوى؟
ضرب تغيّر المناخ معظم دول العالم، وأدت الحرائق والفيضانات والجفاف إلى وفاة الآلاف ونشر العديد من الأمراض، من بينها التهاب الكبد E.
التهاب الكبد الوبائي E مرض فيروسي شائع في العديد من البلدان التي تفتقر إلى البنية التحتية المناسبة للصرف الصحي، وتشهد حدوث فيضانات ضخمة بانتظام.
بشكل عام، التهاب الكبد هو أحد أكثر الأمراض والأزمات الصحية فتكًا، وهو مرض يتسبب في وفاة شخص كل 30 ثانية.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعيش 354 مليون شخص مع التهاب الكبد B أو C على مستوى العالم، ما يتسبب في فقدان أكثر من 1.1 مليون شخص كل عام.
بحلول عام 2040، من المتوقع أن تتجاوز الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد الفيروسي معدل الوفيات الناجمة عن فيروس نقص المناعة البشرية والملاريا والسل مجتمعة.
ويحل اليوم العالمي لالتهاب الكبد (WHD) 28 يوليو/تموز من كل عام، وتحمل نسخة 2022 شعار "لا أستطيع الانتظار" لتسريع مكافحة التهاب الكبد الفيروسي.
ويسلط الحدث هذا العام الضوء على الظلم الاجتماعي والظلم الناجم عن النقص الحالي في اتخاذ إجراءات بشأن القضاء على التهاب الكبد، ويركز على الإجراءات الإيجابية اللازمة لتحقيق جمعية الصحة العالمية.
كيف ينتشر التهاب الكبد E؟
التهاب الكبد E أكثر شيوعًا بين مليارات الأشخاص الذين يعيشون في أجزاء من العالم بدون مرافق صحية مناسبة، مثل منطقة جنوب وشرق آسيا وبعض البلدان الأفريقية.
في الهند مثلا، تزداد الحالات خلال أشهر الرياح الموسمية التي عادة تستمر من يونيو/حزيران إلى سبتمبر/أيلول.
ينتقل التهاب الكبد E إلى حد كبير من خلال المياه الملوثة بالبراز، ويتوقع الخبراء أن يزداد انتشارها في السنوات القادمة مع استمرار حرارة المناخ.
وفقا لموقع dw، تحدث الفاشيات عادةً في البلدان النامية بسبب تلوث المياه، عندما يكون هناك نقص في المياه أو فائض في المياه، كما هو الحال بعد الفيضانات، في المناطق التي تعاني من خلل في الصرف الصحي.
وعلق أيوديلي ماجيكودونمي، الباحث في جامعة غانا: "عندما يكون لديك فيضان يمكن أن تذهب المياه إلى المجاري، وبعد ذلك عندما تنحسر مياه الفيضان يكون لديك تلوث بمياه الصرف الصحي، لذلك المياه ملوثة بالبراز طريقة رئيسية لانتقال التهاب الكبد E".
وأضاف ماجيكودونمي، الباحث الذي درس انتشار التهاب الكبد إي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى: "لكن يمكن أن ينتشر التهاب الكبد E أيضًا في ظروف شبيهة بالجفاف".
وشرح: "في أثناء الطقس الجاف، إذا انحسر النهر، فلديك الآن المزيد من مصادر المياه المركزة، وبدلاً من أن يتمكن الجميع من أخذ المياه من نهر متدفق، لم يتبق سوى عدد قليل من البرك والجميع يستخدم مصادر المياه هذه، ما يعني أنها تتلوث بسهولة أكبر".
عندما يصاب الشخص بمرض التهاب الكبد E، سيظهر عليه أولاً أعراض غير محددة، مثل الحمى الخفيفة وانخفاض الشهية والتعب والغثيان والقيء.
في النهاية، من المحتمل أن يصاب هذا الشخص باليرقان (اصفرار العينين والجلد والأغشية المخاطية)، والذي يستمر في أي مكان من أسبوعين إلى 8 أسابيع، ثم يشفى حيث يتعافى جميع المرضى تقريبًا.
يُصاب 20 مليون شخص بالتهاب الكبد E على مستوى العالم سنويا، وهذه الالتهابات تميل إلى أن تؤدي إلى حوالي 3.3 مليون حالة أعراض.
في عام 2015 تسبب المرض في وفاة نحو 44000 شخص، ورغم أن معدل الوفيات بين الشباب الأصحاء منخفض جدًا فإنه يرتفع إلى 20٪ بين النساء الحوامل.
هذه المعدلات منخفضة مقارنة بالتهاب الكبد B وC، اللذان تسببا معًا في أكثر من مليون حالة وفاة في عام 2019، وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية (WHO).