"مناعة القطيع".. تحدي بايدن الكبير لاحتواء كورونا

ربما لم يواجه رئيس أمريكي جديد تحديات كتلك التي سيواجهها الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن مع اليوم الأول لتوليه السلطة.

وإلى جانب التحدي الذي فرضته إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب لملف نقل السلطة، يواجه بايدن تحديا آخر، وهو احتواء أزمة كورونا عن طريق تحقيق "مناعة القطيع". 

وتتحقق مناعة القطيع عندما يكون هناك نحو 70% من الأشخاص تحصنوا ضد كورونا عبر الحصول على التطعيم.

ويحصل نحو نصف مليون أمريكي الآن على لقاحات كورونا كل يوم، لكن إدارة بايدن مطالبة بتسريع هذه الوتيرة، إذا أرادت القضاء على الفيروس في 2021، كما يرى الخبراء.

ويقول الخبراء الذين استطلعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية آراءهم في تقرير مطلع يناير الجاري، إن أمريكا تحتاج إلى تلقيح ما يقارب 230 مليون مواطن أمريكي، إذا أرادت تحقيق مناعة القطيع خلال السنة الأولى من حكم بايدن.

ووعد الرئيس الأمريكي جو بايدن بتطعيم مليون أمريكي يوميا، وإذا نجح في تحقيق ذلك، سيكون هناك 260 مليون شخص ملقح بجرعة واحدة على الأقل بحلول أواخر أغسطس أو أوائل سبتمبر 2021.

لكن كارلوس ديل ريو، وهو أستاذ في الطب والصحة العالمية بجامعة إيموري الأمريكية، يرى أن هناك حاجة للتوسع في التلقيح ليشمل 3 ملايين مواطن يوميا، للوصول إلى 260 مليون شخص في أول 3 أشهر من العام الجاري، وبالتالي يكون هناك فرصة لإعطاء الجرعة الثانية من اللقاح.

من جانبه، يرى الدكتور محمد علي، أستاذ الفيروسات بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا في مصر، أن هناك صعوبة في تحقيق ما وعد به بايدن، وكذللك ما ذهب إليه ديل ريو، وذلك بسبب الصعوبة في توفير هذا الكم من اللقاحات.

وأضاف لـ"العين الإخبارية": "صحيح أن أمريكا سعت لعلاج هذه المشكلة عن طريق تنويع مصادر الحصول على اللقاحات بعدم الاكتفاء بالحصول على لقاح (فايزر – بيونتيك) فقط، وأبرمت تعاقدات للحصول على لقاح أكسفورد أيضا، بالإضافة للقاحات موديرنا، ولقاحات أخرى وصلت لمرحلة التجارب السريرية ولم يتم اعتمادها بعد، إلا أنه لا يجب إغفال أن نسب الحماية التي توفرها هذه اللقاحات متباينة".

ويوفر لقاحا فايزر وموديرنا حماية تصل إلى 94%، بينما يوفر لقاح أكسفورد حماية حوالي 70%، وبالتالي قد تكون هذه اللقاحات حتى مع تطعيم المواطنين الأمريكيين بها غير كافية لتحقيق مناعة القطيع خلال عام واحد، كما يؤكد علي.